6 يهوديات.. آخر ما تبقى من الطائفة في مصر
أعلنت ماجدة هارون رئيسية الطائفة اليهودية في مصر، عن وفاة «لوسي»، أحد أعضاء الطائفة اليهودية في مصر، ليصبح بذلك عدد أعضاء الطائفة 6 نساء فقط.
وقالت هارون في منشور لها عبر صفحتها على «فيسبوك»، «الطائفة اليهودية بالقاهرة فقدت اليوم إحدى أعضائها لوسي التي عرفها الكثير ممن اهتم بمجال السنيما، فكانت دؤوبة على حضور العروض السنيمائية وخاصة المهرجانات ومعارض الفنون التشكيلة»، وأضافت في تعريفها بالسيدة التي رحلت «ثقفت نفسها بنفسها. كانت تتكلم العربية والفرنسية والانجليزية والإيطالية بطلاقة. كانت محبة عطاءة ومثقفة وخفيفة الظل».
واختتمت هارون منشورها قائلة «أصبح عددنا اليوم ٦ نساء».
قصة خروج اليهود من مصر
وبحسب تعداد السكان لعام 1917 فقد بلغ عدد افراد الجالية اليهودية في مصر 59.581 نسمة، وكانوا يشكلون مكونًا أساسيًا من مكونات المجتمع المصري، حيث عاشوا واشتهروا بالعمل في الاقتصاد والتجارة ومجال البنوك، والأقمشة والملابس والأثاث، حتى أن بعض المحلات التجارية التي أسسوها مازالت باقية إلي يومنا هذا، مثل محل «شيكوريل» في محافظة الإسكندرية.
إلا أن منذ عام 1955 بدأ وجود اليهود في مصر يتأزم، خاصة بعد عملية «لافون» وهي عملية استخباراتية حاول فيها الموساد الاسرائيلي إفساد العلاقة بين مصر والدول الاجنبية عن طريق اظهار عجز السلطة عن حماية المنشآت والمصالح الاجنبية.
وبحسب التقارير بلغ عدد اليهود وقتها في مصر 145 يهودي، هرب معظمهم من مصر عن طريق شبكة تهريب سرية تدعي «جوشين» وكانت نهاية رحلة تهريبهم هي إسرائيل بعدما تمر بفرنسا وإيطاليا.
ورغم أن بعض الأقاويل التاريخية تقول إن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر هو من طرد اليهود من مصر، إلا أنه يقابلها أقاويل أخري تقول أنهم خرجوا من تلقاء أنفسهم لأن الأجواء في مصر لم تعد مناسبة، خاصة بعد تأزم العلاقات بين مصر وإسرائيل أعقاب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 والذي شاركت فيه إسرائيل.
إلا أن بعض العائلات اليهودية رفضت الخروج من مصر، بينها عائلة المحامي شحاتة هارون، الذي تولت ابنته عقب ذلك رئاسة الطائفة.
ماجدة هارون: نريد تسلم تراثنا.. نحن ننقرض
تولت ماجدة هارون رئاسة الطائفة، في عام 2014 خلفًا للرئيس السابق ماكس سلامة، وكان عدد الطائفة حينها 12 سيدة مسنة، ومنذ عدة أشهر وهي تخاطب الحكومة المصرية لتسلم التراث اليهودي للجالية، التي باتت في طريقها للانقراض.
وقالت هارون، في تصريحات صحفية مارس/ آذار الماضي، إنها تلقت وعودا عديدة من المسؤولين المصريين بحصر وترميم التراث اليهودي للحفاظ عليه، إلا أن شيئا لم يتحقق، ما جعلها تناشد بتدخل الرئيس عبدالفتاح السيسي شخصيا.
ويشمل التراث اليهودي، التي تسعي هارون إلى تسليمه للحكومة المصرية، نسخ أسفار التوراة المحفوظة داخل قدس الأقداس بمعابد اليهودية، وسجلات زيجات اليهود في مصر.
وفي صيف 2015 عقد اجتماع بين هارون، ووزير الآثار ممدوح الدماطى، ووزير الثقافة السابق جابر عصفور، وحلمى النمنم وزير الثقافة الحالي، والرئيس السابق لدار الكتب والوثائق القومية، خلص إلى أن جميع الكتب في المعابد اليهودية ستؤول مسؤوليتها إلى وزارة الثقافة، وأن المعابد تحت إشراف وزارة الآثار، على أن تحفظ الكتب داخل المعابد لحين البت في أمرها.
