70 عاما على النكبة.. روايات مفعمة بالأمل والألم وحلم بعودة قادمة

العودة حق كالشمس، لا يسقط بالتقادم، ولا بكل المؤامرات التي حيكت على مدار عقود سبعة على هذا الحق المقدس، ولم تجد معه كل محاولات الاحتواء التي واكبت مسيرة العودة الكبرى منذ انطلاقها في الثلاثين من مارس/آذار الماضي، التي شكلت البداية لتكريس حلم العودة واقعا على الأرض.

كلمات يصدح بها الفلسطينيون رغم توالي فصول النكبات، التي لم يكن آخرها تنفيذ الرئيس الأمريكي لوعده لدولة الاحتلال بنقل السفارة الأمريكية للقدس، تزامنا مع اليوم الذي يحيي فيه الفلسطينيون الذكرى السبعين للنكبة، التي تعرضوا لها على أيد عصابات القتل حين اخرجوا عنوة من أرضهم وديارهم على أمل بعودة طال انتظارها، لكن بقي الأمل يحذوهم في اقتراب تحقيق الحلم، وبقيت كواشين الأرض ومفاتيح الديار محفوظة في المقل.

قالوا إن الكبار يموتون والصغار ينسون، لكن الصغار حفظوا الوصية عن ظهر قلب من كبارهم، ليبقى الحلم بالعودة حاضرا في كل مسارات النضال الفلسطيني باعتباره عصب القضية الفلسطينية.

ذكريات حاضرة

الحاجة سميحة بارود من قرية بيت دراس كانت في التاسعة عشر من عمرها عندما فرت وعائلتها إلى قطاع غزة، هربا من موت محقق على أيدي العصابات الصهيونية، لكنها تستذكر كل ثنايا قريتها، وتلك اللحظات التي واكب تهجيرها وعائلتها.

تقول الحاجة التسعينة بارود، التي لا تزال تحفظ ملامح قريتها وموقعها عن ظهر قلب، “لو كان بإمكاني العودة، كنت سأعرف بالضبط أين يقع بيتنا، مازلت أتذكر كل شيء، حياتنا، بلدنا، القرى”.

وتضيف اللاجئة الفلسطينية: “أخبرني والدي بعد ذلك أننا لن نضطر إلى البقاء في المخيم لفترة طويلة، وتحدث عن فترة ما بين الثلاثة إلى الأربعة أسابيع على الأكثر”، وبابتسامة يطغى عليها الحزن: “لقد صدقنا ذلك جميعا”، ولكن بعد مرور 70 عاما، ما زالت مكاني في مخيم النصيرات الذي يحوي قرابة 70 ألف لاجئ.

تقول الحاجة بارود، إنها لا تتذكر حياتها في فلسطين، التي اضطرت إلى تركها وراءها فقط، ولكن الماضي ترك أثره أيضا في ممرات مخيم اللاجئين، ففي كل مكان تظهر العبارات نفسها وعلى تشابك أسلاك الكهرباء أيضا، وهي “تحيا فلسطين” أو “الحق في العودة”.

استقلال ونكبة

وفي الرابع عشر من مايو/أيار من العام 48 أعلنت دولة الاحتلال استقلالها على أنفاذ وجماجم الفلسطينيين وقراهم، وكان اليوم الذي تبعه بداية مرحلة اللجوء والتهجير للفلسطينيين من أراضيهم، ومنذ ذلك التاريخ يطلق الفلسطينيون على هذا اليوم بـ”يوم النكبة”.

وتكمل الحاجة سميحة حديثها عن تلك اللحظات، “حزمنا حقائبنا، حيث كانت قد تمت السيطرة على مئات القرى الفلسطينية الأخرى خلال الأسابيع اللاحقة، وقمنا بحمل الأشياء الضرورية فقط معنا، وبعدها أغلقنا باب منزلنا وغادرنا، لكن أعيننا صوب أرضنا، وقلوبنا -رغم تلك السنين- تهفو للعودة”، مؤكدة على تمسكها وعائلتها بحق العودة.

وهجرت العصابات الصهيونية في العام 48 (957) ألف مواطن فلسطيني من قراهم ومدنهم في فلسطين التاريخية عبر ارتكابها عدد من المجازر التي هدفت لبث الخوف والرعب في نفوس الأهالي، لتعلن بعد ذلك قيام دولة إسرائيل وفي مقابلها نكبة الفلسطيني التي وقعت بتآمر دولي.

خيام اللجوء

وبحزن بدا واضحا على تجاعيد وجهه، يستذكر العجوز الفلسطيني سلامة عبد الجواد من بلدة السوافير الشرقية أيامه الأولى في تلك المخيمات التي أقيمت لإيواء المهجرين واللاجئين، قائلا: “الوكالة نصبوا لنا مخيم، وكنا نشتغل معهم في نصب الخيام في مقابل أن يمنحونا رطل من الطحين يوميا”، وذلك في وصف دقيق لما أصبح عليه حال الفلسطينيين اللاجئين.

ولم يقو الحاج عبد الجواد على استكمال حديثه، “وقال لا أطيق الحديث عن السنوات السبعين”، التي قضاها مشردا، ليعود مرة أخرى ليقص علينا تلك الأيام التي قضاها في بلدته الأصلية، “وأنا أتحدث معك أشعر وكأنني موجود في بلدتي السوافير وفي اللد والرملة ويافا وغيرها من بلادنا الجميلة”.

أعداد اللاجئين

وتضاعف عدد اللاجئين الفلسطينيين بعد مرور سبعين عاما على النكبة، التي تعرضوا لها أكثر من 9 مرات ليصل إجمالي عددهم على 13 مليون نسمة.

ووصل عدد الفلسطينيين في الذكرى السبعين للنكبة إلى 6.36 مليون، وهو ما يشكل حوالي 49.4% من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية، ورغم ذلك تسيطر دولة الاحتلال على 85% من أرض فلسطين، بحسب مركز الإحصاء الفلسطيني.

وتشير سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأممية (الأونروا) إلى أن عدد اللاجئين المسجلين كما هو في الأول من ديسمبر من العام 2017، حوالي 5.87 مليون، ويعيش حمالي 28.4% منهم في 85 مخيما رسميا تابعا للمنظمة الأممية.

وتتوزع هذه المخيمات بواقع 10 في الأردن، 9 في سوريا، 12 في لبنان، 19 في الضفة الغربية، 8 مخيمات في قطاع غزة وتعيش هذه المخيمات أوضاعا قاسية جدا.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]