8 قتلى بقصف إسرائيلي على سوريا

التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزيف عون في باريس اليوم الجمعة لإجراء محادثات بخصوص كيفية إنهاء القتال عبر الحدود بين جماعة حزب الله وإسرائيل وتخفيف حدة الجمود السياسي في لبنان.

وورد في بيان صادر عن مكتب ميقاتي أنه ناقش مع ماكرون اقتراحا فرنسيا لإنهاء القتال عبر الحدود به تصور لزيادة الدعم للجيش اللبناني وانسحاب مقاتلي حزب الله من مسافة عشرة كيلومترات من الحدود.

وذكر البيان أن ميقاتي شكر ماكرون على جهوده «من أجل وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان ودعم الجيش بالعتاد والخبرات لتمكينه من تنفيذ مهامه كاملة».

وانخرط حزب الله في اشتباكات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي عبر الحدود اللبنانية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، وهي أخطر أعمال قتالية بينهما منذ الحرب التي نشبت بينهما في عام 2006.

وأجج القتال المخاوف إزاء حدوث مزيد من التصعيد.

وذكر البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء أن ماكرون وميقاتي ناقشا أيضا ضرورة انتخاب رئيس جديد في لبنان بعد أكثر من عام ونصف العام من ترك الرئيس السابق ميشال عون منصبه، مما يعمق حالة شلل سياسي في ظل استمرار معاناة لبنان من أزمات مالية حادة.

وجاء في بيان ميقاتي «جددت التأكيد أن مدخل الحل للأزمات في لبنان هو في انتخاب رئيس جديد لاكتمال عقد المؤسسات الدستورية والبدء بتنفيذ الاصلاحات الضرورية» .

____________________

شاهد | البث المباشر لقناة الغد

أعلن حزب الله اليوم الجمعة عن استهداف تجمع لجنود الاحتلال بمحيط موقع المطلة بصاروخ موجه وسقوطهم بين قتيل وجريح.

وقال الحزب في بيان له «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‌‌‏والشريفة، وبعد رصدٍ دقيق ‏وترقّب لقواتِ العدو، وعند وصول آلية من نوع هامر إلى موقع المطلة وتجمع الجنود حولها عند الساعة 18:50 من عصر يوم الجمعة استهدفها ‏مجاهدو المقاومة الإسلامية ‏بصاروخٍ موجه ما أدى إلى تدميرها وسقوط الجنود بين قتيل وجريح».

وفي وقت سابق من اليوم أعلن حزب الله عن استهداف التجهيزات ‏التجسسيّة في موقع الرادار في مزارع شبعا اللبنانية بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة ‏ما أدّى إلى تدميرها. ‏

تعرضت القنصلية الإيرانية، أمس الإثنين، لهجوم إسرائيلي مباغت، أسفر عن مقتل 13 شخصا، 7 إيرانيين إلى جانب 6 من السوريين، وكان من بين القتلى القيادي بالحرس الثوري الإيراني، محمد رضا زاهدي، ومستشارون إيرانيون و5 من الحرس الثوري.

وأعلنت العلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني عن مقتل الجنرالين محمد رضا زاهدي، ومحمد هادي حاج رحيمي وعدد من رفاقهم في عملية استهداف القنصلية الإسرائيلية في دمشق.

وجاء في بيان الحرس الثوري أنه «في أعقاب الهزائم الفادحة التي مني بها نظام الذئب الصهيوني أمام المقاومة الفلسطينية ومقاومة أهل غزة وهزيمة الإرادة البطولية لمقاتلي جبهة المقاومة الإسلامية في المنطقة، استهدفت طائرات هذا الكيان المزيف بجريمة جديدة مبنى قنصلية إيران، حيث تم استهدافها بهجوم صاروخي في دمشق، وعلى إثر هذه الجريمة استشهد العميد محمد رضا زاهدي والعميد محمد هادي حاجي رحيمي، قادة وكبار المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا و5 من الضباط الذين رافقوهم، وهم: حسين أمان اللهي، السيد مهدي جلالاتي، محسن صدقات، علي آغا بابائي، سيد علي صالحي روزبهاني.

إيران تتوعد بالرد

وتوعدت إيران بالرد على الهجوم الإسرائيلي، إذ قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إن الهجوم الإسرائيلي على قنصلية طهران في دمشق «لن يمر دون رد»، وفقا لوكالة تسنيم شبه الرسمية.

وأعلن المرشد الأعلى في إيران، آية الله علي خامنئي، أنّ طهران «ستعاقب» إسرائيل بسبب الغارة على قنصليتها في سوريا، وقال في بيان: «سيعاقب رجالنا الشجعان النظام الصهيوني، سنجعله يندم على هذه الجريمة وغيرها».

كما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران «نحتفظ بحقها في الرد الصارم على العملية الإرهابية الإسرائيلية وفق القوانين الدولية».

وأشارت طهران إلى أن «المسؤولية الأميركية قائمة سواء كانت واشنطن على علم بالهجوم الإسرائيلي على البعثة الإيرانية أم لا»، إذ كتب علي شمخاني، المستشار السياسي لخامنئي، على منصة إكس: «الولايات المتحدة تظل مسؤولة مباشرة سواء أكانت على علم بنية إسرائيل تنفيذ هذا الهجوم أو لم تكن».

سيناريوهات الرد الإيراني

لا يستبعد الخبراء أن ترد إيران على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، في خطوة قد تؤدي غلى مزيد من الصراع بمنطقة الشرق الأوسط «الملتهبة».

وفي هذا السياق، قال الكاتب الصحفي محمد الصراف، إن السياسة الإيرانية بدأت تتكشف معالمها من الأمس، حين اجتمع المجلس القومي الأعلى في طهران، لدراسة كيفية الرد على هذا الهجوم وهذه الجريمة الإسرائيلية، وهذا المجلس يرأسه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وقد قال المجلس في بيان إنه اتخذ القرار بالفعل.

وأضاف الصراف في تصريحات لـ«الغد» من طهران، أن «معالم الرد يمكن استخلاصها من بين السطور، فوزارة الخارجية الإيرانية أكدت اليوم، وألقت المسؤولية بالكامل على إسرائيل في هذا الهجوم الذي استهدف مبنى القنصلية أمس في دمشق، وقالت إن هذا الكيان بعد قتله لعشرات الآلاف من الفلسطينيين في غزة، وعدم تمكنه من القضاء على المقاومة الفلسطينية، فإنه يريد أن يجر المنطقة بهذه الأعمال المتهورة إلى حرب واسعة وشاملة ويريد توسيع نطاق الحرب».

وتابع: «النقطة الأخرى التي يمكن استخلاصها وقراءتها من بيان الخارجية الإيرانية أن هذا الكيان يريد استعادة الدعم الدولي الذي انخفض بشكل ملحوظ بعد حرب السابع من أكتوبر، من خلال جر إيران إلى الحرب لاستعادة الدعم الدولي، وخصوصا الأميركي، في ظل وجود فجوة وشرخ واضح بين الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة، تجلى في جلسة مجلس الأمن، حين لم تستخدم أميركا حق النقض (الفيتو) ضد قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة».

وأشار الصراف إلى أن «إيران لا تريد القضاء على هذا المسار الذي تنجر إليه إسرائيل بصورة يومية، وهي الخاسر الأكبر من الحرب على غزة، بالتالي هي تأخذ الموضوع بعين الاعتبار ولا ترد بشكل يعطي الفرصة لإسرائيل لتبرر لنفسها ولتعيد صورتها المزيفة من أنها مظلومة وبريئة وتحتاج إلى المساعدة والدعم الدولي».

وقال الصراف إن «هناك من يعترض على أن الإيرانيين دائما ما يتبعون سياسة (الصبر الاستراتيجي)، ولكن هذا المسار رسمته إيران خلال أكثر من 4 عقود، وتكوين محور المقاومة الذي قلب موازنة الردع والرعب والقوى، حتى أصبحت إيران بهذه السياسة لاعبا إقليميا ودوليا مؤثرا لا يمكن تجاهله في أي معادلة تبني داخل المنطقة، لكن يجب الانتباه لأن إيران دائما لا تترك اي اعتداء إسرائيلي دون رد».

وردا على سؤال «الغد» بشأن ما إذا كان من الممكن أن يكون رد إيران بشكل غير مباشر عن طريق حزب الله أو الفصائل في قطاع غزة، قال إن كل شيء ممكن في سياق الرد على الهجوم الإسرائيلي، ونحن نرى تصعيدا منذ ليلة الأمس ضد قواعد أميركية في المنطقة وفي الجليل الأعلى، وتصعيدا في البحر الأحمر، لكنني أعتقد أنه يجب أن يكون هناك رد إيراني مباشر».

وأكد الصراف أن «من يتابع تصريحات المسؤولين الإيرانيين يصل إلى نتيجة مفادها أن الرد الإيراني قادم لا محالة».

وقال: «الرد قادم، فمن ناحية الشخصية التي تم استهدافها، هو الرجل الأول والمستشار الرئيسي في سوريا ولبنان، وأيضا من ناحية الموقع المستهدف وهو القنصلية الإيرانية، كل هذا يستدعي أن ترد إيران بشكل يعيد توازن الرعب، الذي اختل بعد الهجوم الإسرائيلي».

وأضاف أن المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي أكد أنهم سيجعلون الإسرائيليين يندمون على هذه الجريمة.

في المقابل، تحدث حيزي سيمانتوف، المعلق ومراسل الشؤون العربية لـ«أخبار 13»، صباح اليوم الثلاثاء، إذاعة 103FM، حول اغتيال القيادي الإيراني الكبير محمد رضا زاهدي، قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان، والعواقب المتوقعة.

ووفقا لصحيفة جيروزاليم بوست، قال حيزي إن ما حدث كان بمثابة ضربة قاسية ومؤلمة للنظام الإيراني، الأمر الذي يميل فيه الإيرانيون إلى الانتقام من إسرائيل.

وأشار إلى أن فصائل المقاومة، وفي المقدمة حركة حماس حاليا في وضع غير مؤات بسبب القتال في غزة، وهذا لا يعني أن الإيرانيين سيحاولون القيام بشيء متسرع، لكنهم ربما سيحاولون الرد من خلال أذرعهم في سوريا أو في اليمن.