800 ألف مستوطن في الضفة.. والاستيطان يتربع على 42% من أراضيها

تواصل حكومة الاحتلال الإسرائيلي مشروعها الاستيطاني التوسعي في الضفة الغربية والقدس المحتلتين والذي بدأته في العام 67، بخطىٍ متسارعه وكبيرة، للاستيلاء على الأرض الفلسطينية وابتلاعها لصالح المستوطنات والمستوطنين، لفرض آمر واقع جديد في الضفة المحتلة التي تحولت بفعل الاستيطان الى “كنتونات” معزولة ومعها تقتل أي أمل للفلسطينيين في إمكانية إقامة دولة فلسطينية حتى على شاكلة تلك التي تضمنتها رؤية حل الدولتين وذلك بإقرار المجتمع الدولي.

مخطط استيطاني:
وترسم حكومة الاحتلال من خلال هذه سياسة الاستيطان التي باتت تهدد الوجود الفلسطيني على أرضه، ملامح التسوية السياسية التي تريدها تل أبيب والتي تلبي في المقدمة احتياجاتها الأمنية دون أي اعتبار لحق الفلسطيني في العيش على أرضه بحرية.

وتستحوذ المستوطنات على ما نسبته 42% من أراضي الصفة والقدس وتضم ما يقرب من 800 ألف مستوطن، وبحسب خليل التفكجي، الخبير بشؤون الخرائط والاستيطان فإن سلطات الاحتلال الإسرائيلي شرعت فعلياً بتنفيذ مخطط استيطاني على أرض الواقع كان أُقرّ عام 1979 ويقضي بإسكان مليون مستوطن في الضفة الغربية.
وأوضح التفكجي، أن الصحف العبرية بدأت تعلن عن المخططات الهيكلية المتعلقة بإقامة البؤر الاستيطانية بشكل صريح، بعد دعم الإدارة الأميركية لسياسة تهجير الفلسطينيين، وزيادة عدد المستوطنين بالضفة.

استهداف المنطقة ج:
وتتصاعد وتيرة المخططات الاستيطانية في المناطق المصنفة (ج) وفقاً لتصنيفات أوسلو، والتي تشكل نسبة 68% من أراضي الضفة والتي تعتبر من المناطق الغنية بالموارد الطبيعية والاقتصادية والسياحية، في حين تشكل منطقة الأغوار حوالي 90 % منها، بما يجعل الصورة أكثر قتامة على واقع الضفة.

وبلغ عدد المستوطنات الجاثمة على أراضي الفلسطينيين في الضفة المحتلة منذ العام 67 وحتى يومنا هذا، 196 مستوطنة وأكثر من 176 بؤرة استيطانية.
ومؤخراً، أصدرت ما تسمى بالإدارة المدنية في جيش الاحتلال، تصاريح لبناء 450 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنات مقامة على أراضي المواطنين جنوب وشرق بيت لحم، ضمن ما تسميه إسرائيل تجمع مستوطنات “غوش عصيون”، سبق ذلك مصادقة وزير الجيش أفيغدور ليبرمان على بناء 2500 وحدة استيطانية بصورة فورية بالضفة الغربية، وتسريع عمليات إجراء المصادقة على 1400 وحدة أخرى في 30 مستوطنة في إنحاء الضفة الغربية.

حصار القدس:
وفي القدس المحتلة التي تحي الذكرى الواحد والخمسين لاحتلالها فاق عدد المستوطنين فيها 250 ألف، ولم تبقي السياسة الاستيطانية الممتدة منذ العام 67، سوى 13 % من المساحة المتبقية بيد الفلسطينيين، بعدما قضم الاحتلال 87 % من أراضيها، بشكل مباشر وغير مباشر.
وتحاصر 15 مستوطنة ضخمة المدن والقرى والبلدات العربية في المدينة المحتلة، عبر امتدادها على ثلث مساحة الأراضي التي تمت مصادرتها منذ العام 1967، وتقطيع أوصال أحياءها بثمانية بؤر استيطانية يقيم فيها ألفي مستوطن بين منازل المواطنين المقدسيين.

و”يزاحم” حوالي “4 آلاف مستوطن يهودي، ضمن أربع كتل استيطانية و56 وحدة استيطانية، لنحو 33 ألف مواطن فلسطيني داخل البلدة القديمة، التي لا تتجاوز مساحتها كيلو متر مربع واحد”، وفق دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية.

ويلعب جدار الفصل العنصري دوره في الانقضاض على المدينة وعزلها، بحيث يلتف الجدار حول القدس بطول 142 كم، مسنودا بنحو 12 حاجزا عسكريا لتعقيد حياة المقدسيين وفصلهم عن نسيجهم المجتمعي الفلسطيني، فضلا عن طرد أكثر من 100 ألف مواطن فلسطيني خارج الجدار، وذلك في اطار المعركة الديمقراطية التي يخوضها الاحتلال في المدينة والتي بموجبها أيضاً هدم ما يقرب من 1120 منشأة واغلق 88 مؤسسة وطنية فلسطينية وصادرة 14621 بطاقة هوية منذ عدوان 1967.

تحركات سرية:
وتتفنن حكومة الاحتلال في ابتداع ما أمكن من وسائل لسرقة الأرض الفلسطينية لصالح تمدد مشروعها الاستيطاني، وتعمل الحكومة الإسرائيلية، في تحركات سرية تم كشف النقاب عنها للمرة الأولى، الاثنين الماضي، على تقنين أوضاع الكتل الاستيطانية غير القانونية بالضفة الغربية المحتلة، وذلك عبر مخطط يتيح للمستوطنين دفع ثمن الأرض التي أقيمت عليها المستوطنات، بالمقابل يحصلون على وضع يعتبرون فيه “مستأجرين للمدى الطويل”. هذا بالإضافة، إعادة طرح قانون التسوية ويهدف القانون إلى شرعنه مستوطنات تضم عشرات آلاف الوحدات السكنية وعشرات البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية التي أقيمت على أراض يملكها فلسطينيون.

تجمعات استيطانية:
وتعقيباً على هذه السياسة، قال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس “للغد”، إن حكومات الاحتلال المتعاقبة سواء كانت يمينية أو يسارية تسابقت فيما بينها على ضم الضفة الغربية بالكامل، وان هذه السياسة الاستيطانية كانت حاضرة في حالة الحرب والسلم، و”إسرائيل” سعت لتعزيز الاستيطان على اعتبار ان فكرها في الأساس مبني على المشروع الاستيطاني والاستعماري.
وأشار دغلس، إلى أن ما تسمى بالحالة الدينية في الفكر الصهيوني هي التي تحكم في الضفة وتحرك سياسة الاحتلال ومستوطنيه، وهي حالة قائمة على الأوهام واعتبار ان كل حجرة او مغارة او تل في الضفة تأكيد على وجودهم على هذه الأرض، واصفاً ذلك بأنه تزييف للتاريخ وتزوير للحقائق، فلا وجود لهم على هذه الأرض.
وأكد دغلس، ان الاحتلال يهدف من وراء هذه السياسة إلى إقامة خمس تجمعات موزعة في شمال ووسط وجنوب الضفة، مضيفاً ان هذه التجمعات تضم 25 مستوطنة وتعمل حكومة الاحتلال بالفعل إلى ربطها مع بعضها البعض لتصبح مدن كبيرة داخل الضفة الغربية.
وأوضح دغلس، ان الاحتلال الإسرائيلي يسابق الزمن من خلال هذه السياسة، لرسم معالم أي تسوية مستقبلية قد تحدث من خلال فرض الامر الواقع، وتكريس الاحتلال والاستيطان في الضفة، التي تحولت إلى كانتونات تحاصرها المستوطنات التي تسيطر على اغنى المناطق الفلسطينية بالموارد الطبيعية.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]