«9 مايو».. هل يصبح تاريخا فاصلا في حرب أوكرانيا؟
قال بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، في مقابلة نشرت اليوم الثلاثاء، إن رئيس وزراء المجر أبلغه أن روسيا تعتزم إنهاء الحرب في أوكرانيا في التاسع من مايو/أيار، وهو التاريخ الموافق لاحتفال روسيا بالنصر على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
ويرى مراقبون ومسؤولون غربيون أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد يعلن الحرب رسميًا على أوكرانيا في ذلك اليوم، مما سيسمح بالتعبئة الكاملة لقوات الاحتياط الروسية أثناء محاولتها غزو شرق وجنوب أوكرانيا.
وأفاد مراسلنا من كييف بأن هناك مخاوف في أوكرانيا من أن تتسع رقعة المعارك، خاصة أن التقارير الاستخباراتية الغربية والأوكرانية تفيد بأن 9 مايو قد يكون مناسبا لبوتين لإعلان “النصر” وضم إقليمي دونيتسك ولوجانسك الانفصاليين إلى روسيا بشكل كامل، واتخاذ خطوة مماثلة في مدينة خيرسون بإعلانها جمهورية مستقلة على أن تكون هناك عملية ضم إلى روسيا في وقت لاحق، كما حدث في شبة جزيرة القرم، أو أن يكون هناك توسيع لرقعة الحرب لتصبح حرباً شاملة.
ولفت مراسلنا إلى أن التقارير الاستخباراتية الأوكرانية تقول إن روسيا تسعى إلى البدء في عملية تعبئة عامة لتعويض ما تم خسارته من جنود وعتاد خلال الأسابيع الماضية لتحقيق المزيد من المكاسب داخل الأراضي الأوكرانية بفرض المزيد من السيطرة على الأرض.
ويعتقد مسؤولون غربيون أن بوتين سيسعى للاستفادة من الأهمية الرمزية لذلك التاريخ للإعلان إما عن إنجاز عسكري في أوكرانيا، أو تصعيد كبير في الأعمال القتالية، أو كليهما.
وفي حالة إعلان الحرب رسميًا في 9 مايو، سيسمح القانون الروسي لبوتين بتعبئة قوات الاحتياط وتجنيد المزيد من الجنود.
وفقا لتقديرات غربية وأوكرانية، فإن ما لا يقل عن 10 آلاف جندي روسي قتلوا في الحرب منذ بدء العملية العسكرية قبل ما أكثر من شهرين.
أما في حالة إعلان النصر، فسيتم الإعلان عن ضم الأراضي الانفصالية لوجانسك ودونيتسك في شرق أوكرانيا، أو التقدم نحو أوديسا في الجنوب، أو إعلان السيطرة الكاملة على مدينة ماريوبول الساحلية، وسط مؤشرات بإعلان انفصال خيرسون، والتي فرض عليها مؤخرا التعامل بالروبل الروسي في المعاملات المالية.
إلا أن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، وخلال مقابلة مع قناة “ميدياست” الإيطالية الأحد، أعلن أنّ بلاده لا تسعى إلى إنهاء العملية العسكرية في أوكرانيا في 9 مايو الجاري، قائلا “عسكريينا لن يضبطوا أفعالهم بشكل مصطنع مع أيّ تاريخ، بما في ذلك يوم النصر”.
وميدانيا، تواجه القوات الروسية في إحراز تقدم ملموس حتى ذلك التاريخ، خاصة في دونباس، وفي ظل تكثيف الدعم الأمريكي والغربي عسكرياً وسياسياً لكييف لمساعدتها في الصمود أمام الترسانة العسكرية الروسية.
