مع استمرار انتفاضة الأقصى واشتداد المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في كافة المناطق الفلسطينية المحتلة ارتفعت أعداد الضحايا الفلسطينيين، بشكل لافت هذا العام، خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره بشأن مدينة القدس المحتلة، في الوقت الذي يخشى أن تتدهور الأوضاع الميدانية بشكل أكبر في ضوء التهديدات المتبادلة بين قادة الاحتلال والفصائل الفلسطينية التي تدعو لمزيد من المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي للحصول على الحقوق الوطنية والمشروعة والضغط على الإدارة الأمريكية للتراجع عن قرارها باعتبار القدس عاصمة للاحتلال.
وسجل عام 2017، الذى يوشك على الانتهاء خلال ساعات، استشهاد 98 فلسطينيًا ومقتل 22 إسرائيليًا خلال عمليات ومواجهات في الضفة الغربية والقدس المحتلتين وقطاع غزة، بالاضافة إلى إصابة ما يقارب 5400 مصاب بإصابات مختلفة ومتنوعة، علاوة على اعتقال قوات الاحتلال أكثر من 6 آلاف مواطن، بينهم عدد كبير من الأطفال والشباب والنساء.
شهداء ومصابون
ووثّق موقع “الانتفاضة” في تقريرٍ له، اليوم الأحد، استشهاد 98 شهيدًا في انتفاضة القدس هذا العام، وبهذا الرقم يرتفع عدد الشهداء الذين ارتقوا خلال انتفاضة القدس إلى 366 شهيدًا.
وبلغ عدد الشهداء الذين ارتقوا في الضفة الغربية المحتلة 37 شهيدًا، فيما ارتقى 9 شهداء من مدينة القدس المحتلة، وفي قطاع غزة ارتقى 46 شهيدًا، أما في الداخل المحتل فارتقى 6 شهداء، إضافة لشهيدين من الأردن. ومن بين الشهداء الذين ارتقوا خلال العام الثاني للانتفاضة 13 طفلاً، و5 نساء من مختلف المحافظات.
فيما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن عدد الإصابات بين صفوف المدنيين الفلسطينيين منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة والإعلان عن المدينة عاصمة لاسرائيل، بلغ 5404 إصابات في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة.
وأظهرت إحصائية الهلال الأحمر، صدرت اليوم الأحد، أن هذه الإصابات هي حصيلة الإصابات التي تعاملت معها في هذه الفترة، والتي امتدت من تاريخ 7-30 ديسمبر، وتوزعت كالآتي: 407 إصابة بالرصاص الحي، و919 إصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و3682 إصابة بالغاز المسيل للدموع، و204 إصابات اعتداء بالضرب، و130 إصابة ضربات قنابل الغاز، و50 إصابة سقوط وحروق، و12 إصابة بالقصف.
انتهاكات
وأشار الهلال إلى أن عدد الانتهاكات التي وقعت في تلك الفترة ضد الطواقم الطبية التابعة له بلغت 25 انتهاكاً منها 12 إصابة بصفوف المسعفين والمتطوعين و3 حالات عرقلة لسيارات الاسعاف أثناء تأديتها واجبها الإنساني، و10 حالات اعتداء على سيارات الإسعاف.
كما تم توثيق حدوث 404 عمليات فدائية منها 213 رشق حجارة، و12 عملية دهس، و32 عملية طعن، و51 إطلاق نار، وتفجير 96 عبوة ناسفة في حواجز ومستوطنات الاحتلال.
عمليات فدائية
ومن أبرز هذه العمليات الفدائية خلال عام 2017، عملية الدهس للشهيد فادي القنبر من بلدة جبل المكبر، والتي أسفرت عن مقتل 4 إسرائيليين وإصابة 15 آخرين، وعملية الطعن التي نفذها الشاب جميل التميمي من القدس والتي أسفرت عن مقتل إسرائيليين اثنين وإصابة مثلهما بجراح، فيما نفذ 3 مواطنين من عائلة جبارين بالداخل المحتل عملية اطلاق نار تجاه الجنود الإسرائيليين في باحات المسجد الأقصى وأسفرت عن مقتل 3 جنود.
كما سجل موقع ” الانتفاضة ” خلال عام 2017، إلقاء شباب الانتفاضة 818 زجاجة حارقة، في أكثر من 4695 نقطة مواجهة، فيما تواصلت الجرائم الإسرائيلية وسياسية العقاب الجماعي، إذ لا تزال تحتجز قوات الاحتلال جثامين 15 شهيدًا (منهم شهداء نفق سرايا القدس).
ومن المرجح أن تتطور الأحداث الميدانية بشكل كبير في ظل حالة التوتر الشديد الذي يسود المنطقة، خاصة في ظل الاشتباك السياسي عقب إعلان الرئيس ترامب، وفي أعقاب التهديدات المتبادلة بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال.
