الأمم المتحدة: توافق خلال المحادثات العسكرية الليبية في غدامس

يتطلع الليبيون إلى تحقيق انفراجة في المشهد الليبي في ضوء تحركات الأطراف الفاعلة في الأزمة لا سيما اللقاءات التي تجريها اللجنة العسكرية المشتركة “5+5” مع مجموعة العمل الأمني المنبثقة عن مؤتمر برلين في العاصمة طرابلس.

ويهدف هذا الاجتماع لدعم الأجهزة الأمنية في بسط الأمن واستكمال خطوات توحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا استعداد للاستحقاق الانتخابي. وبالتزامن تتجه أنظار الليبيين إلى مدينة بوزنيقة المغربية حيث تواصل اللجنة المشتركة لإعداد القوانين الانتخابية “6+6” مناقشة النقاط الخلافية، أبرزها ترشح مزدوجي الجنسية والعسكريين.

وقالت اللجنة إنها حققت توافقًا كاملاً بخصوص النقاط المتعلقة بانتخاب رئيس الدولة وأعضاء مجلس الأمة، دون أن تقدم مزيدًا من التفاصيل بشأن النقاط المتفق عليها.

في هذا السياق، قال عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، علي التكبالي، إن الانتخابات لن تحدث في القريب بليبيا، في ظل الانقسام السياسي، مشددا على أن الانتخابات ليست غاية إنما وسيلة للاستقرار في ليبيا.

ومن جانبه، قال الكاتب والباحث السياسي، أحمد أبو عرقوب، إن الأزمة الليبية لا تزال في حالة عدم وضوح المشهد السياسي في ظل استمرار الانقسام السياسي والمؤسساتي، معربا عن اعتقاده بأن تنجز أية قاعدة دستورية أو التوافق على شروط انتخاب رئيس الجمهورية خلال العام الجاري.

وأضاف أن لجنة “5+5” غير قادرة على توحيد المؤسسة العسكرية باعتبار ان الانقسام في تلك المؤسسة كبير للغاية ويحتاج لمدة طويلة للحديث عن الوحيد – بحسب رأيه، معتبراً أن الحديث عن توحيد المؤسسة العسكرية هو أمر شائك وصعب ويحتاج إلى سنوات.

ورأى أنه في ظل وجود انقسام سياسي وانتشار المرتزقة والقوات الأجنبية في ليبيا فإن الحديث عن الانتخابات هو أمر غير وارد بالمطلق، إضافة إلى أن بعض القوى الدولية استثمرت في بعض المناصب في الداخل الليبي، وهي الدول التي لن تقبل خسارة تموضعها في تلك المراكز عبر الذهاب للانتخابات.

يلتقي رئيسا أركان الجيش في غرب وشرق ليبيا، محمد الحداد وعبد الرزاق الناظوري، بمدينة بنغازي، في اجتماع هام قد يقود للإعلان عن تشكيل قوّة مشتركة لتأمين الانتخابات وحدود البلاد، وتوحيد المؤسسة العسكرية.

وهذا الاجتماع، هو استكمال للقاءات سابقة جمعت بين الطرفين، اتفقا خلالها على توحيد المؤسسة العسكرية دون تدخلات أجنبية، إلى جانب تفعيل القوة المشتركة التي تم الاتفاق على تشكيلها في اتفاق وقف إطلاق النار.

كما يأتي هذا اللقاء، بعد نحو أسبوع من إعلان لجنة (5+5)، اتفاقهم على تقديم الدعم لتأمين كافة مراحل الانتخابات وتعزيز جهود إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا.

في هذا السياق، قال الأكاديمي والمتخصص في القانون الدولي، الدكتور صلاح الدين الشكري، إن اللقاء يأتي في سياق خطوات متسارعة ومدروسة لتوحيد ليبيا ومؤسساتها لتهئية الأجواء لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية.

فيما أوضح الكاتب والباحث السياسي، إدريس أحميد، أن المؤسسة العسكرية وخاصة لجنة (5+5) عملت بشكل مضني لتمديد وقف إطلاق النار، ورأى أن هذا اللقاء هو دليل على قدرة الليبيين على اللالتقاء والتقارب لحل أزماتهم.

وأكد أن هذا اللقاء من شأنه أن يعطي رسالة واضحة لدفع المسار السياسي.

تعقد اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5)، اليوم الأحد، اجتماعا في مقرها بمدينة سرت، بحضور مبعوث الأمم المتحدة، عبدالله باتيلي.

ويعد هذا الاجتماع هو الأول بعدما قررت اللجنة العسكرية استئناف عملها المعلق منذ إبريل من العام الماضي.

وأفاد مراسلنا من بنغازي بأن أبرز من سيبحثه اجتماع اليوم هو ملف خروج القوات الأجنبية واستكمال ما تبقى من خطوات لتنفيذ هذه الإجراءات، وملف إعادة هيكلة الجيش وتشكيل قوة مشتركة بإشراف مباشر من رئاستي الأركان في المنطقتين الشرقية والغربية.

كما سيتم التطرق لملف تبادل الأسرى والمسجونين لدى الطرفين، والخطوات المتعلقة بخروج القوات الأجنبية، وآليات مكافحة الإرهاب والتشكيلات المسلحة الخارجة عن الشرعية، وكيفية إدماج بعض الجماعات في المؤسسة العسكرية.

ولفت مراسلنا إلى أن حضور المبعوث الأممي سيكون دافع كبير لأعضاء اللجنة العسكرية في التسريع من وتيرة تلك الخطوات، والبدء فعليا في التنفيذ، والتأكيد على استمرار تثيبت وقف إطلاق النار الذي اتفقت عليها لجنة (5+5).

ويستمر اجتماع اليوم على مدار يومين، حتى غد الإثنين.