اكتمل المشهد التاريخي، الذي لم يشهد العالم مثله على الإطلاق، في بلاد كانت الديمقراطية لازمة لسيرتها حيث وردت.
وأزيح ، الأربعاء، الرئيس الأمريكي الأكثر جدلا وصخبا في تاريخ الولايات المتحدة دونالد ترامب.
ونصب بايدن تحت حماية آلاف الجنود، بعد أيام من واقعة غير مسبوقة أجمع كل السياسيين على خطورتها.
ويتركز قدر كبير من جدول أعمال بايدن على عكس المواقف التي اتخذتها حكومة ترامب بشأن السياسات الخارجية والهجرة.
كيف سيؤثر هذا على العالم؟
بداية، سيحرم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من دلال ترامب، فالاحتلال مع وجود حكومته الحالية ليس من مصلحته وجود غدارة بايدن مع إنه صهيوني عريق ولكن كما يقال “بينهم حساسيات”.
كما أن العلاقات في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما عندما كان بايدن نائبا له، كانت الأسوأ تاريخيا ، فكانت هناك ضجة حول انتقاد أمريكي عالمي غير مسبوق للسياسات الاستيطانية الإسرائيلية، والانزعاج الإسرائيلي مما كانت تعتبره نعومة أمريكية في التعامل مع إيران والتي أسفرت عن اتفاق نووي وقتها.
وكشفت صحيفة عبرية قبل أيام عن قلق نتنياهو من مواقف الرئيس جو بايدن، خصوصا بعد تصريح بايدن عن احتمالية العودة للاتفاق النووي الذي ألغاه ترامب الذي كان يهدد بعمل عسكري ضد إيران وهو ما يعني أن العلاقة قد تتحول من حب صريح إلى أمر معقد.
وبالحديث عن إيران، يقتنع بايدن أن إيران يمكن تحجيم برنامجها النووي من خلال المباحثات والدبلوماسية، فالاتفاق برأيه يحمي حلفاء أمريكا وعلى رأسهم إسرائيل ويجعلهم في مأمن من أي تهديد نووي.
ويجب على أمريكا ترميم علاقاتها مع الدول الأوروبية واحتواء الضرر الذي سببه ترامب في في ترتيب طاولات المفاوضات، وفي المقابل ليس من مصلحة تركيا أن تتعامل مع غدارة بايدن بسبب الكثير من القضية أبرزها صفقة الصواريخ الروسية “إس 400” مما دفع أمريكا بفرض عقوبات عليها.
أما الشرق الأوسط، الذي شهد في عههد ترامب مقاربة أمريكية مختلفة حيال القضية الفلسطينية، والتي كانت أكثر انحيازا لمصالح إسرائيل، فقد تسنح الفرصة لإعادة الأمور إلى سابق عهدها عبر إعادة للسلام التفاوضي باعتبار أن الاستقرار في المنطقة لا يمكن تحقيقه إلا بمعالجة مسألة إقامة الدولة الفلسطينية، وهذا قد يتطلب من بايدن الإعلان صراحة لرفض خطة الضم الإسرائيلية.
وفي السياق، يخطط بايدن لإعادة صرف المساعدات للفلسطينيين التي قطعها أيضا ترامب ولكن من غير المرجح التراجع عن بعض القرارات.
إجمالا لنكون واقعيين الـ100 يوم الأولى لبايدن ستكون موجهة للداخل الأمريكية، كما ستستعيد الولايات المتحدة الأمريكية دورها في مراقبة ملف حقوق الإنسان.
كما سيلغي حظر السفر مع العديد من الدول الإسلامية وستنضم أمريكا مجددا إلى اتفاق باريس للمناخ، وليس من المتوقع حدوث تغييرات حادة في السياسات تجاه المنطقة، ولكن بالتأكيد ستكون هناك لهجة مختلفة ونوعا مختلفا من المشاركة.
