وفاة وزير الخارجية الأمريكي في عهد ريجان عن 100 عام
توفي وزير خارجية الرئيس الأمريكي رونالد ريجان، جورج بي شولتز، الذي قضى معظم الثمانينيات في محاولة تحسين العلاقات مع الاتحاد السوفيتي وصياغة مسار للسلام في الشرق الأوسط، عن عمر يناهز 100 سنة.
ووفقا لمؤسسة هوفر البحثة والتي عملا زميلا متميزا بها توفي شولتز، أمس السبت، في منزله في حرم جامعة ستانفورد.
وذكر مركز الأبحاث التابع لجامعة ستانفورد بكاليفورنيا على موقعه الإلكتروني “أحد أكبر الإستراتيجيين في كل العصور، الذي عمل تحت قيادة ثلاثة رؤساء أمريكيين، توفي جورج ب. شولتز في 6 فبراير/شباط”.
وأضاف المعهد الذي كان الوزير السابق عضوا فيه منذ أكثر من 30 عاما “أدى شولتز دورًا رئيسيًا، مع الرئيس رونالد ريجان، لتغيير مجرى التاريخ باستخدام جميع أدوات الدبلوماسية من أجل إنهاء الحرب الباردة”.
شغل شولتز ثلاثة مناصب وزارية رئيسية في إدارات الجمهوريين، حيث عمل وزيرا للعمل ووزيرا للخزانة في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون قبل أن يقضي أكثر من 6 سنوات كوزير للخارجية في إدارة ريجان، وكان أكبر وزير سابق على قيد الحياة في أي إدارة.
ومن خلال موقعه كوزير للخارجية الأمريكية، تفاوض شولتز على أول معاهدة على الإطلاق لتقليص حجم الترسانات النووية الأرضية للاتحاد السوفيتي.
وكان اتفاق عام 1987 محاولة تاريخية للبدء في عكس مسار سباق التسلح النووي.
وقال مركز الأبحاث التابع لجامعة ستانفورد في كاليفورنيا على موقعه الإلكتروني “توفّي في 6 شباط/فبراير جورج ب. شولتز، أحد أكبر الاستراتيجيّين على الإطلاق، والذي كان قد عمل تحت قيادة ثلاثة رؤساء أميركيّين”.
وأضاف المعهد الذي كان الوزير السابق عضوًا فيه منذ أكثر من 30 عامًا: “أدّى شولتز دورًا رئيسيًا مع الرئيس رونالد ريغان لتغيير مجرى التاريخ، باستخدام جميع أدوات الدبلوماسيّة من أجل إنهاء الحرب الباردة”.
وتابع: “إنّه واحد من أمريكيَّين اثنين فقط شغلا أربع حقائب مختلفة في الحكومة الاتّحادية”، إذ كان وزيرًا للخارجيّة والخزانة والعمل ومديرًا للميزانيّة في البيت الأبيض.
وأشادت وزيرة الخارجيّة الجمهوريّة السابقة كوندوليزا رايس بذكرى “رجل دولة أمريكي عظيم” و”وطنيّ حقيقي جعل العالم أفضل”.
كان أستاذ الاقتصاد جورج شولتز يرى نفسه خبيرًا يعتمد على الأرقام أكثر من كونه مؤيّدًا لفكر معيّن.
في عهد ريغان، كان شولتز أحد الشخصيّات الأقلّ إثارة للجدل، وحافظ على علاقات ودّية مع الكونغرس والإعلام، وتمتّع بدعم كبير من الرئيس نفسه الذي أبقاه وزيرًا للخارجيّة لأكثر من ستّ سنوات.
تقارب مع غورباتشوف
رتّب شولتز أولى الاتّصالات بين ريغان والنظام السوفياتي بدءًا من العام 1983، وحضر مع نائب الرئيس جورج بوش الأب جنازة الأمين العام للحزب الشيوعي السوفياتي قسطنطين تشيرنينكو عام 1985.
والتقى في هذه المناسبة الزعيم الجديد للاتّحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشوف الذي كان يُعدّ بالفعل معتدلاً ورأى لديه انفتاحًا لتعزيز الحوار بين القوّتين المتنافستين.
لكنّ التقارب مع غورباتشوف قوبِل بتشكيك عميق من وزير الدفاع الأمريكي وقتذاك كاسبار واينبرغر ومدير وكالة الاستخبارات المركزيّة بيل كايسي. غير أنّ ريغان تجاهل وجهات نظرهما لصالح نظرة شولتز.
وكان شولتز من أشد المؤمنين بفكرة الدبلوماسية على مستوى الأفراد.
كما كان من المحاربين القدامى الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية في المحيط الهادئ، حيث حارب اليابان عندما كان في الجيش.
وبعد انسحابه من المشهد السياسي، أظهر شولتز تباينًا مع كثير من الجمهوريّين، إذ دافع على سبيل المثال عن فرض ضريبة الكربون لمحاربة التغيّر المناخي، ودعا إلى إنهاء “الحرب على المخدّرات”، وهي أحد أركان السياسة الحكوميّة خلال عهد ريغان.
وفي مقال كتبه بمناسبة عيد ميلاده المئة في عام 2020، أعرب السياسي الكبير عن أسفه للنهج الذي اتّبعه الرئيس دونالد ترامب، معتبرًا أنّ الولايات المتحدة، مثل الأفراد، لا يمكن أن تنجح إلا إذا اكتسبت ثقة الأطراف الآخرين.
