انطلاق الجولة الرابعة من المحادثات بشأن الاتفاق النووي الإيراني
بدأت القوى العالمية جولة رابعة من المحادثات رفيعة المستوى في النمسا بهدف إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران، مع بقاء العقبات الرئيسية، الجمعة، لكن كلا الجانبين أشار إلى إمكانية التوصل إلى حل.
وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق التاريخي لعام 2015 في عام 2018 بعد أن قال الرئيس آنذاك دونالد ترامب إن الاتفاقية بحاجة إلى إعادة التفاوض. وعد الاتفاق إيران بحوافز اقتصادية مقابل قيود على برنامجها النووي، أعادت إدارة ترامب فرض عقوبات شديدة على إيران في محاولة فاشلة لدفع طهران إلى محادثات جديدة.
وردت إيران على الانتهاكات المتزايدة للاتفاق، الذي يهدف إلى منع البلاد من الحصول على أسلحة نووية، من خلال تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء أكبر وتخزين أكثر من المسموح به، والبدء في استخدام أجهزة طرد مركزي أكثر تقدمًا. كما ضغطت على القوى العالمية المتبقية في الاتفاق – فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين – من أجل الإغاثة الاقتصادية.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه يريد العودة إلى الاتفاق، المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، لكن إيران بحاجة إلى العودة إلى الامتثال.
وقالت إيران، التي تصر على أنها لا تريد إنتاج قنبلة نووية، إنها مستعدة للتراجع عن جميع انتهاكاتها، لكن يتعين على واشنطن إزالة جميع العقوبات التي فرضتها في عهد ترامب، بما في ذلك تلك التي كانت خارج خطة العمل الشاملة المشتركة.
وعلى الجانب الآخر، هناك تساؤل حول كيفية عودة إيران إلى الامتثال. يقر مندوبون في محادثات فيينا، على سبيل المثال، بأن العلماء النوويين الإيرانيين لا يمكنهم التخلي عن المعرفة التي اكتسبوها في السنوات الثلاث الماضية، لكن ليس من الواضح ما إذا كانت أجهزة الطرد المركزي الإيرانية الجديدة بحاجة إلى التدمير، أو إيقاف تشغيلها، أو إغلاقها، أو إيقافها ببساطة.
ونظرًا لأن الولايات المتحدة خارج الاتفاق حاليًا، فلا يوجد تمثيل أمريكي في المحادثات. يتنقل دبلوماسيون من الدول المشاركة بين الجانب الإيراني ووفد من واشنطن في مكان آخر في فيينا.
وقبل المحادثات، قال مسؤول أمريكي رفيع المستوى، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة الموقف الأمريكي، إن واشنطن قدمت التنازلات التي هي على استعداد لتقديمها، وأن النجاح أو الفشل يعتمد الآن على اتخاذ إيران القرار السياسي بقبول تلك التنازلات والعودة إلى الامتثال للاتفاق.
ورفض المسؤول التكهن بما إذا كانت الجولة الرابعة من المحادثات التي بدأت في أوائل أبريل ستحقق انفراجة، لكنه قال إنه لا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية في يونيو، والتي يعتقد البعض أنها عامل معقد في المناقشات.
وقال المسؤول إن الخطوط العريضة لما يتعين على الجانبين القيام به واضحة. وتابع: “نعتقد أنه يمكن تحقيقه… هذا ليس علم الصواريخ.”
ولكن وفقًا للمسؤول، فإن النجاح يعتمد على عدم مطالبة إيران بأكثر مما تستحقه بموجب شروط الصفقة الأصلية، والتراجع بشكل يمكن التحقق منه عن الخطوات التي اتخذتها والتي تنتهك اتفاق 2015.
وقال مندوب إيران في المحادثات، نائب وزير الخارجية عباس عراقجي، لوكالة أنباء إرنا التي تديرها الدولة في وقت متأخر من يوم الخميس، إن فريقه يحاول التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن لكنه لن يتصرف على عجل وسيعمل لصالح المصالح الوطنية الإيرانية.
وقال عراقجي “كما قلت من قبل، نحن نسير على طريق محدد توجد بشأنه اتفاقيات، لحسن الحظ، ولكن هناك عقبات خطيرة في الطريق أيضًا”.
وأثناء توجهه إلى المحادثات، غرد المندوب الروسي ميخائيل أوليانوف بأنه رأى مؤشرات إيجابية من تصريحات نائب الوزير الإيراني.
وكتب على تويتر: “رئيس الوفد الإيراني حذر في تقييمه للوضع الحالي في محادثات فيينا (يشبه إلى حد بعيد تقييمات الزملاء الأمريكيين)… لكن كلاً من إيران والولايات المتحدة يمتنعان عن الاستنتاجات المتشائمة. يبدو أن هذه ليست إشارة سيئة في الوقت الحالي”.
