الشيخ «الجراح» يستعيد سجلات «صلاح الدين»  في القدس

الجريمة العنصرية التي تمارسها سلطات الاحتلال في القدس المحتلة بمحاولات السطو على حيّ الشيخ جراح، فتحت سجلات التاريخ  للقدس العربية المحتلة،  ولصاحب اسم الحيّ، الأمير حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراحي، طبيب صلاح الدين الأيوبي، والذي استوطن القدس قبل 834 عاما منذ انتصار صلاح الدين الأيوبى واستعادة القدس بعد 88 عامًا من حكم الصليبيين لها، لتعود المدينة إلى أحضان الدولة الإسلامية مرة أخرى،  يوم الجمعة 27 رجب من عام 1187 وصلى فى المسجد الأقصى.

 لتبقى القدس شاهدا على أن التاريخ  له عقل .. وان التاريخ هو ظل الإنسان على الأرض.

من هو الشيخ «الجراح»

والأمير حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراحي ويُلقب الشيخ جرّاح، هو أحد أمراء الملك صلاح الدين الأيوبي،  وكان أيضا طبيبا لصلاح الدين، وبقي في القدس بعد الانتصار التاريخي وتحريرها، وتوفي في  العام 1202 ميلاديًا، وهو مدفونٌ في زاويةٍ تُعرف باسم «الزاوية الجرّاحية» موجودةٌ في حيٍ الشيخ جراح، وفي العام 1895 بُني مسجدٌ فوق الزاوية، يُعرف باسم مسجد الشيخ جراح، في القدس القديمة من جهة الشمال، ويقع على جانب طريق نابلس، وله وقف ووظائف مرتبة.

ويضم المسجد فسحة سماوية يحيط بها عدد من الغرف المختلفة في الحجم والمساحة والتسقيف، أكبر غرفها «غرفة ضريح الشيخ عيسى الجراحي».

وذكر عبد الغني النابلسي في كتابه «الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية: أنَّ الزاوية الجراحية في القدس تضم مع الضريح مسجدًا كتب عليه بالخط النسخي  «هذا قبر الأمير حسام الدين الحسين بن عيسى الجرَّاحي رحمه الله ورحم من ترحم عليه، توفيّ إلى رحمة الله تعالى في صفر سنة 598 هجرية» .

صفحات من حيّ الشيخ جراح

وتقدّر مساحة سكان الحي المقدسي الشيخ جراح بـ 808  دونمًا (3232 فدانا)، ويقدر عدد سكان الحيّ بـ 2800  نسمة تقريبًا، والإدارة المستولية على الحي هي بلدية الاحتلال في القدس، وتتميز بيوت الحي بهندستها الرائعة وصالوناتها الفاخرة، وأيضًا الشبابيك المزخرفة ذات الطابع الشرقي، والأسطحة المزينة بالقرميد وبأشكال مختلفة مثل الشرفات المطلّة على البساتين والحي، لكن تحاول السلطات الإسرائيلية إخفاء المظاهر الخلابة في الأحياء المقدسية وتدميرها، كما يجري في الجزء السفلي في الشيخ جراح.

ولحي الشيخ جراح جزءان يمتازان بتفاوت اقتصادي ومحلي، حيث أن الجزء العلوي هو الأكثر ازدهارًا في القدس، وفيه الفنادق، والمطاعم، والمقاهي، ومكاتب القنصليات ومؤسسات المجتمع الدولي، أما الجزء السفلي من الحيّ الذي يأوي اللاجئين منذ الخمسينات، فيعاني من نقص في البنية التحتية فالشوارع دون أرصفة، والبيوت في حالة مزرية، كما أن هذا الجزء من الشّيخ جرّاح يعيش في حالة من المواجهة الدائمة مع سلطات الاحتلال وجمعيات الاستيطان.

البداية ..من الإنقاذ إلى الإستيطان

وتسجل سجلات الذاكرة الفلسطينية، انه في العام 1880 وصل للقدس اليهودي يوسف بن رحاميم قادمًا من أوروبا هاربًا من الاضطهاد الذي طال اليهود هناك، وسارع لنجدته المقدسيّ ابن حيّ الشيخ جرّاح عبد ربه خليل بن إبراهيم، وقام بتأجير قطعة أرض لليهودي لنجدته، بمعنى أن اليهودي الهارب يستأجّر الأرض ويدفع ثمن الإيجار سنويًّا على مدار 90 عامًا..ووفق القانون الشرعي يسمى هذا الاستئجار بالتحكير، الذي يتيح تأجير اليهود الأرض ويمنع بيعها لليهود بموجب الأنظمة والقوانين العثمانيّة حينها، وبعد أن عاش «يوسف بن رحاميم» في سكينة وسلام وآمان مع الفلسطينيين، جاء يهود آخرين إلى حي الشيخ جراح، واستأجروا وفقا لقانون التحكير!

ومع انتهاء فترة التحكير ظنّ الفلسطينيون بأنهم يمكنهم استعادة أرضهم ولكن في عام 1997 قبل انتهاء مدّة التحكير بقليل ذهب الفلسطينيون في الشيخ جرّاح إلى المحاكم الإسرائيليّة مطالبين باستعادة الأراضي الوقفية مع انتهاء التحكير إلّا أن الالتماس قد رفضت واستأنفت العائلات على القرار إلّا أن المحكمة وفي عام 2010 منحت الأراضي لمستوطنين يهود، ومنذ عام 2008 جاءت جماعة استيطانية تدعى «نحلات شمعون انترناشيونال» تريد هدم الحيّ وإقامة مستوطنة كبيرة لتفصل أحياء القدس العربيّة عن القدس.

عيون دولة الاحتلال على الحيّ منذ العام 1948

وفي حقيقة الأمر، فقد سعى الاحتلال الإسرائيلي عام 1948 لاحتلال الحيّ لموقع الحيّ الذي يربط بين شرق وغرب القدس ونقطة رصد إستراتيجيّة مهمة لإسرائيل وهي الجامعة العبريّة الواقعة على جبل المشارف في القدس، ولكن لم تستطع «إسرائيل» احتلال الحيّ حتى عام 1967 أي بعد حرب النكسة، ليعانى الحي من استيطان اليهود ، وتهجير بعض العائلات الفلسطينية وطردهم من منازلهم.

وقد عانى أهل الحي من محاصرة دولة الاحتلال لتحركاتهم  بكاميرات المراقبة، مما وضع السكان فيما يشبه السجن، خاصة في المناسبات والأعياد اليهودية.

بداية المأساة

عندما استقرت 28 عائلة فلسطينية  في حي الشيخ جراح عام 1956، كانت تأمل أن يكون هذا هو اللجوء الأخير، بعد أن تم تهجيرها من منازلها إثر نكبة عام 1948..وتوصلت العائلات الـ28، إلى اتفاق مع وزارة الإنشاء والتعمير الأردنية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» على توفير مساكن لها بحي الشيخ جراح..ولكن العائلات التي ازداد عددها إلى 38 منذ ذلك الحين، تقول إنها تعيش نكبة متجددة يوميا.

محام يهودي يُغرر بالسّكان

وفي العام 1972 سجّلت تلك الجهات اليهودية الوقفية الأرض بملكيتها، وما بين 1974-1975 قدّمت أولى الدعاوى ضدّ 4 عائلات تسكن الحيّ لمطالبتها بإخلاء منازلها. ردّت محكمة الصلح الإسرائيليّة الدعوى على اعتبار أن السّكان الفلسطينيين مستأجرون محميون. لكنها، وهو الأهمّ تغاضت كليّاً عن فحص الادعاء الأساسي بملكية هذه الأرض؛ أي أنها لم تفحص إذا كان عملية تسجيل الملكية سليمة قانونياً أم لا. وهو الأمر الذي سيحاول الأهالي التشكيك به على مدار آخر عقدين.

وفي العام 1982 قُدّمت من جديد دعوى ضدّ 23 عائلة من الشيخ جراح تطالبها بإخلاء منازلها..ومثّل هذه العائلات في تلك القضية محامٍ يهوديّ يُدعى «توسيا كوهين». وفوجىء أهالي الحيّ في العام 1991 أنّ كوهين غرّر بهم واعترف أمام المحكمة بملكية المستوطنين للأرض، وبناء عليه أصبحوا بحكم هذا الاعتراف «مجرد مستأجرين محميين»، وأنّ  عليهم دفع الإيجارات «للمالك اليهوديّ الجديد» من أجل الحفاظ على حقّهم في البقاء ببيوتهم.

رفض السكان تلك الاتفاقية التي لم يُستشاروا فيها، وامتنعوا عن دفع أي إيجارات للمستوطنين.

وتصاعدت ترتيبات مخطط دولة الاحتلال لتسجيل «نكبة ثانية» بتهجير أصحاب الأرض من سكان حيّ الشيخ جراح، وسط صمت دولي وترهل عربي باستثناء «كلمات استهجان وإدانة» وتصريحات  منزوعة التاثير والفعل !!

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]