في ذكرى النكبة.. المؤامرة على أبواب القدس

في ذكرى النكبة الـ73 كانت القدس محور الصراع،  والسطر الأول في كتاب اغتصاب تاريخ وجغرافية فلسطين.

وكان يوم 15 مايو/ آيار 1948  بداية سلسلة متواصلة من المخططات والمؤامرات تتسلق أسوار القدس، فامتلاك اليهود للقدس واتخاذها عاصمة لإسرائيل، هو سعى لامتلاك تاريخ فلسطين  نفسها، فهي جغرافيا في قلب فلسطين ومركزها، وهي رابطة العقد لكل الطرق الممتدة في كل إتجاه على طول الأرض الفلسطينية وعرضها.

وهكذا تم التخلي عن مصطلح «القدس الكبرى» كما رصد البدايات الباحث الأمريكي المختص بشؤن الشرق الأوسط «جيفرى أرنسون» واعتماد مصطلح «القدس العظمى» ليشمل منطقة القدس ومحيطها أيضا ، بعد أن أصبحت 79% من الأراضى في المنطقة المسماة القدس العظمى بأيدى الإسرائيليين ـ وفقا لدراسة جيفرى أرنسون 1995 ـ وفي هذا الإطار أصبحت معظم شبكات البنية التحتية من المياه والكهرباء والمجاري والهاتف والطرق، تربط بين القدس ومحيطها.

«القدس» الهدف الأكبر لتحقيق حلم الوطن القومي لليهود

تاريخ طويل من المؤامرات التي تتربص بالقدس، منذ تاريخ ما قبل  الميلاد وبعده، وكانت المدينة المقدسة في عين العاصفة.. يؤكد سياسيون ومؤرخون، أن ما يحدث في القدس كتان متوقعا، حيث كانت المدينة «الجائزة التاريخية الكبرى» او الهدف الأكبر لحلم «تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين»، اومنذ نهاية القرن التاسع عشر، وقد تجسد ذلك في مقولة «تيودور هيرتزل» أحد أبرز مؤسسي الحركة الصهيونية : «إذا حصلنا يوما على القدس، وكنت لا أزال حيا وقادرا على القيام بأي شئ ، فسوف أزيل كل شئ ليس مقدسا لدى اليهود فيها، وسوف أحرق الآثار التي مرت عليها قرون» .

ورقة نابليون اليهودية أمام أسوارالقدس

وكانت القدس حاضرة أيضا وفي لحظة مبكرة من تحريك المسألة اليهودية على المسرح الأوروبي، وتعد ورقة نابليون اليهودية، هي الوثيقة التي تستحق الإهتمام في السياق التاريخي ، لأنها الأثر الإستراتيجي الباقي في المنطقة من تلك الأيام وحتى نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين .. وكانت ورقة «نابليون بونابرت» من خارج أسوار القدس ـ مع بداية الحملة الفرنسية على مصر 1798 ـ  وعدد اليهود في فلسطين  لم يزد على ألفين.. تقول إحدى فقراتها : «إن الجيش الذي أرسلتني العناية الإلهية به ، ويمشي بالنصر أمامه وبالعدل وراءه ، قد إختار القدس مقرا لقيادته ، وخلال بضعة أيام سينتقل إلى دمشق المجاورة التي إستهانت طويلا بمدينة داود وأذلتها».

وفي كل الأحوال كانت أسوار القدس هي نافذة الحلم  للقفز بإتجاه أوهام العودة إلى الأراضي المقدسة.

حلم تكثيف الإستيطان في القدس

وقد كانت الهجرة اليهودية إلى فلسطين ، وتكثيف الإستيطان في القدس بالذات ، واحدة من أهم ركائز الدعوة لتحقيق هذا الهدف ( ولم تكن هناك قاعدة يهودية كافية تستطيع أن تتحمل عبء هجرة يهودية مؤثرة ) .. ويكفي أن نذكر أن عدد اليهود في فلسطين عام 1488 لم يتجاوز سبعين أسرة يهودية ، وفي عام 1521 أصبح عددها ألف وخمسمائة أسرة ، وفي عام 1798 بلغ عدد اليهود في فلسطين 1800 منهم 135 في مدينة القدس!! وفي عام 1841 بلغ عدد اليهود في فلسطين 3200 نسمة ، ورغم ذلك كان الحلم الأكبر لايزال فاعلا داخل وجدان حاخام القدس ، وهو يرسل بإسم العشرات فقط من سكان القدس « حجاب » واق من الشر إلى الملكة « فيكتوريا»  1849 في أعقاب مؤتمر يهودي صغير عقد في لندن برعاية أسرة « روتشيلد » يطلب من الحكومة الإنجليزية أن تسهل لليهود إستعمار فلسطين على نمط ما يحدث في مناطق أخرى من حركة الإستيطان الأوروبي في أفريقيا وإستراليا وكندا !!

لا يوجد أي أثر يهودي في القدس

ومن المفارقات التي تستحق التأمل ، أن إسرائيل حاولت أن تخلق تاريخا موثقا للقدس «اليهودية» وللوعد المقدس في فلسطين لليهود، بالتنقيب عن الآثار، للبحث عن وثائق وحفريات الوجود اليهودي .. وكشف « ويليام درايميل » في كتابه عن القدس بعنوان « المدينة المسحورة » تفاصيل موثقة عن الجهد الذي بذلته إسرائيل من سنة 1948 إلى سنة 1995 في التنقيب عن آثار تدل على تاريخ يهودي في فلسطين ، ولم تستطع إكتشاف ماض يبني عليه حاضر ومستقبل .. وهوما أجمع عليه علماء آثار يهود بأنه لايوجد أي أثر يهودي في القدس !

حقائق التاريخ .. وشواهد الجغرافيا

وهي نفس الرؤية التي كشف عنها الكاتب الأمريكي اليهودي «كيث ويتلم» في دراسة بعنوان (إختراع التاريخ اليهودي القديم..وخنق التاريخ الفلسطيني كله) .. ويقول «ويتلم»: إن نتائج الحفريات التي جرت في القدس منذ عام 1964 وحتى اليوم، أكدت الحقائق التاريخية والأثرية التالية :

أن الآثار الموجودة فوق سطح الأرض من كنائس، ومساجد، وعقارات، ومدارس، وأديرة، وتكايا، وزوايا، هي عربية، وبيزنطية رومانية من عهد «هدريان» الذي هدم القدس هدما تاما وحرثها، ولم يبق حجرا على حجر، فتساوى الهيكل بالأرض بحيث لم يبق أي أثر من عهد داود أو سليمان أو ملوك بني إسرائيل داخل أسوار القدس .

وأن تخطيط القدس في أسوارها وشوارعها وموضع كنائسها وأبنيتها العامة ينطبق على (خارطة مأدبا) إحدى المدن الأردنية الأثرية، التي يرجع تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي .. ونتيجة لهذه الدراسات ، قررت منظمة اليونسكو، إزاء الأخطار التي تهدد القدس الغنية بالتراث الحضاري والإنساني، أن تسجل المدينة على قائمة الثروة الحضارية العالمية، وفي محاولة لمنع إسرائيل من إستئناف حفرياتها، ووقف التغييرات التي تحاول إدخالها على التنظيم المدني للمدينة.

اختراع الشعب اليهودي

وكشف المؤرخ الإسرائيلي «شلومو ساند»، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة تل أبيب، عبر كتابه الأشهر «اختراع الشعب اليهودي» أو «متى وكيف اخترع الشعب اليهودي»، زيف فكرة الشعب اليهودي، والقومية اليهودية، فهو يؤكد أن «الشعب اليهودي آت من الكتاب المقدس، بمعنى أنه شىء خيالي تم اختراعه بأثر رجعي» .

ويقول ساند: أنا مثل بقية الإسرائيليين اعتقدت بأن اليهود كانوا شعبا يعيشون في يهودا، وأن الرومان نفوهم عام 70 ، ولكن عندما بدأت أنظر إلى الأدلة اكتشفت أن النفي هو أسطورة، حيث لم أجد أي كتاب تاريخي يصف أحداث النفي، وأن السبب في ذلك هو كون الرومان لم ينفوا أي شعب من فلسطين، وأن معظم اليهود في فلسطين كانوا فلاحين، أما فكرة الشعب اليهودي، أو القومية اليهودية، التي بنيت على أساسها الصهيونية، وأنشأت دولة إسرائيل، فهي أسطورة اخترعت منذ نحو قرن واحد.

 «شلومو ساند»: لا وجود لقومية يهودية أو شعب يهودي واحد

وطرح المؤرخ الإسرائيلي «شلومو ساند» سؤالا: من يكون اليهود داخل إسرائيل..وما حقيقة الرابطة الإثينية والبيولوجية التي يعتقدون أنها تجمعهم ؟ ! وأجاب في كتابه قائلا : إنه «لاوجود لقومية يهودية أو شعب يهودي واحد، يعود في أصوله العرقية والبيولوجية إلى جذور منفردة، كما يزعم الفكر الصهيوني، وإنما هناك الدين اليهودي، الذي ينتسب أتباعه إلى قوميات وإثنيات وجغرافيات متعددة، وأن القومية اليهودية مشروع صهيوني، تطورت بذوره في القرن الـ 19، متأثرا بالقومية الألمانية، وتجذر عصر القوميات في أوروبا، حيث قام الصهاينة باستنساخ التجربة ، بخلق واختراع قومية يهودية ، ليست موجودة سواء من الناحية التاريخية أو العلمية، فقد اعتبر اليهود أنفسهم شعبا لمجرد اشتراكهم في ديانة واحدة، ثم شرعوا في خلق تاريخ قومي لهم، باختراع فكرة الشتات والعودة إلى أرض الميعاد.»

ويقول المؤرخ الإسرائيلي، إن القومية اليهودية المختلقة على أرض فلسطين، لم  تكن إلا مشروعا سياسيا إستعماريا وأيديولوجيا، وأطروحاته يجب أن ترى من منظار الأيديولوجيا، وليس التاريخ !!

«هبة االقدس» ومناخ الحرب المفتوحة

اشتعال المواجهات في القدس المحتلة وقطاع غزة، ومخططات التهجير والطرد، لم تكن بعيدة عن يوم النكبة في الخامس عشر من مايو/ آيار 1948 ..وصولا إلى المشاهد  الدموية الأخيرة على الساحة الفلسطينية.. وبينما تترقب دولة الاحتلال تصاعد «هبة القدس» مع هواجس القلق من التحول إلى انتفاضة فلسطينية ثالثة ..كانت المقاومة الفلسطينية تمطر سماء تل ابيب بـ 130 صاروخا هي الاولى منذ تأسيس الكيان الإسرائيلي، ليتم الإعلان عن سقوط قتيلين إسرائيليين وتوجيه ضربات صاروخية لأسدود وعسقلان بعشرات الصواريخ .. لتخيم أجواء الحرب المفتوحة على ربي فلسطين.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]