سفير إسرائيلي سابق: خرافة تصفية القضية الفلسطينية انهارت

يؤكد خبراء ومحللون غربيون، أن إسرائيل تواجه مرة أخرى استيقاظ البركان الفلسطيني، ومع الأسبوع الثاني من الانتفاضة الفلسطينية، التي تمددت من مدن وبلدات فلسطينية داخل إسرائيل (ولأول مرة منذ العام  1966) ومرورا بالقدس المحتلة وقطاع غزة، الذي يتلقى على مدار الساعة تقريبا، قذائف القصف الإسرائيلي المدمر.

ويقول الباحث الفرنسي، دومينيك مويزي، إن إسرائيل تواجه استيقاظ البركان الفلسطيني بزخم زاد من حدته تخلي الجميع عن الفلسطينيين.

واعتبر «مويزي»، أن حدة الانفجار كانت بمستوى الإحباطات الفلسطينية، لكن طبيعة هذا الانفجار مختلفة عما كان عليه الأمر خلال آخر انفجار عام 2014، الذي كان ذات طابع وطني بين شعبين يطمحان لأرض واحدة هم الفلسطينيون والإسرائيليون، أما اليوم فإن الخلاف تعداهم ليطال العرب واليهود داخل إسرائيل، ربما كان ذلك نظرا لاستبعاد فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة،  ليفجر مخاوف «اندلاع حرب أهلية في إسرائيل».

وأضاف «مويزي»: إن الصراع استعاد بعده الأصلي الذي كان سائدا سنة 1936 بين الطوائف والاثنيات قبل ولادة دولة إسرائيل.

خرافة تصفية القضية الفلسطينية انهارت

ومن جانبه، يؤكد  سفير إسرائيل السابق في فرنسا، «ايلي برنافي»، أن  «خرافة تصفية القضية الفلسطينية التي كان بنيامين نتنياهو يسوق لها في ظل سياسة التطبيع انهارت تماما».

وقال السفير الإسرائيلي السابق، لصحيفة «ليبراسيون» الفرنسية، إن نتنياهو الذي شغل منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي طيلة أكثر من ربع قرن، يتحمل مسؤولية التوتر الحاصل وأيضا مسؤولية صعود الأحزاب اليهودية المتطرفة التي «ستحول إسرائيل السباقة في مجال التطور التقني والعلمي الى دولة من العالم الثالث»، حسبما قال «ايلي برنافي».

الازمة الحالية اعادت الى الاذهان نكبة 1948

ويرى سفير فلسطين لدى منظمة اليونيسكو، إلياس صنبر، أن «الأزمة الحالية أعادت الى الاذهان نكبة 1948 والظلم الذي لحق بشعب تم طرده من أرض أجداده».

وأشار السفير الفلسطيني لدى اليونسكو، إلى أن «حركة الاحتجاج التي انطلقت من القدس لم تكن مسيّرة لا من قبل فتح ولا من قبل حماس، وهذه الانتفاضة نجحت بتوحيد مختلف مكونات الهيئة الوطنية الفلسطينية: من منفيين وسكان الأراضي المحتلة والقدس وصولا الى الفلسطينيين في إسرائيل.

 وقد خلص «صنبر» في مقابلة مع صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية،  إلى وجوب «فرض المساواة على طاولة المفاوضات في لحظة الحقيقة المأساوية التي نمر بها»

أطفال غزة في مواجهة إرهاب إسرائيل

وسلطت صحيفة «ليبراسيون» الضوء على «أطفال غزة في مواجهة إرهاب القنابل والقذائف الإسرائيلية»..وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها عن  «ليلة الجحيم غير المسبوقة التي عاشتها غزة في نهاية الاسبوع، ومشاهد الأجساد الصغيرة التي تم استخراجها من تحت الركام».

ونقلت الصحيفة عن أم فلسطينية لثلاثة أطفال: إن «صغارها لا ينامون إلا عند الفجر حين تخف وتيرة الضربات بعد ليلة قصف من دون توقف».. وقد لفتت إلى أن أياديهم تظل مطبقة على الأذنين حتى وهم في عز النوم.

وقالت «ليبراسيون»: إن 61 طفلا  قتلوا منذ يوم الاثنين جراء القصف على غزة..وتحدثت الصحيفة عن تأثير المعارك على الصحة النفسية لأطفال غزة.

ويؤكد الأستاذ في جامعة بار ايلان الإسرائيلية  «ايلان غرايلزامر»، أن الأزمة جعلت المجتمع اليهودي يكتشف أن العنصرية تمتد إلى ما هو أبعد من الدوائر الضيقة لليمين المتطرف..

نتنياهو يفضل حالة النزاع الضمني على سلام مكلف وملتبس

وأوضح الباحث الفرنسي ، فيليب جيلي، لصحيفة « لوفيغارو» الفرنسية، أن المجتمع الدولي يطالب بالتهدئة، لكن يبدو ان بنيامين نتنياهو يفضل حالة النزاع الضمني على سلام مكلف وملتبس بطبيعته، وهو لم يراهن الا على إذعان الفلسطينيين واستسلامهم امام القوة الإسرائيلية.

وقال «جيلي»: يجب تجاوز حسابات نتنياهو الخاطئة، فمعادلة «الأرض مقابل السلام» لم تتحقق، فلنجرب عوضا عنها، كخطوة أولى، «العدالة مقابل السلام».