في اللحظات الأخيرة وقبل انتهاء المهلة التي منحها الرئيسُ الإسرائيلي رؤوفين ريفلين ليائير لبيد رئيسِ حزب هناك مستقبل، أعلن لبيد نجاحه في تشكيل الائتلاف اللازم لتشكيل الحكومة الجديدة عبر اتفاق بين 8 أحزاب تجمع بين اليمين والوسط واليسار والقائمةِ العربية الموحدة.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو لم يقف صامتا أمام محاولات الائتلاف الحكومي لرحيله لكن مازال يخطط ويحرض ضده حتى الرمق الأخير خوفا من الإطاحة به من السلطة ومن ثم محاكمته بتهم فساد.
وبالتزامن مع مخططات نتنياهو تتخوف الأوساط في إسرائيل من فقدان الائتلاف الحكومي الجديد لبوصلة التوجه في ظل تنوع الأيديولوجيات بين اليمين والوسط واليسار وما قد ينتج عنه من فشلها في حسم القضايا الرئيسية مثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والملف الاقتصادي.
تشكيل الائتلاف
من أبرز الأحزاب المشاركة في الائتلاف حزب هناك مستقبل والذي يقوده يائير لبيد زعيمُه والذي يملك سبعة عشر مقعدًا في الكنيست وهو حزب وسطي التوجه.
وثاني أحزاب الائتلاف هو حزب «كاحول لافان» أو حزب أزرق- أبيض، الوسطي بقيادة بينى جانتس والذي يملك ثمانيةَ مقاعد في الكنيست
ثم يأتي في المرتبة الثالثة حزب إسرائيل بيتنا اليميني – بقيادة أفيجدور ليبرمان والذي يملك سبعةَ مقاعد
وبالتساوي أيضا يملك حزب العمل اليساري- بقيادة ميراف ميخائيلى سبعة مقاعد في الكنيست
كذلك حزب «يمينا» اليميني بقيادة نفتالى بينيت شارك في الائتلاف والذي يملك أيضا 7 مقاعد
وأما سادس أحزاب الائتلاف الحكومي الجديد هو حزب «أمل جديد» اليميني – بقيادة جدعون ساعر وله ستةُ مقاعدَ في الكنيست
ثم حزب «ميرتس»- اليساري بقيادة نيتزان هورويتز ويملك أيضا ستةَ مقاعد.
وأخيرا القائمة العربية الموحدة- بقيادة منصور عباس وتملك أربعة مقاعد في الكنيست.
4 انتخابات
مرت إسرائيل بمراحل عدة لكي يطاح برئيس الوزراء الحالي بينامين نتنياهو حيث أجريت في البلاد4 انتخابات إسرائيلية في عامين.
الانتخابات الأولى كانت في 9 أبريل 2019 حيث فشل نتنياهو في تشكيل الحكومة وتمت الدعوة لاقتراع جديد.
وأما الانتخابات الثانية في 17 سبتمبر 2019 حيث فشل بيني جانتس في تشكيل الحكومة ودعا الكنيست لانتخابات جديدة.
وجاءت الانتخابات الثالثة في 2 مارس 2020 حيث فشل البرلمان في اعتماد الميزانية ودعا لانتخابات جديدة، وفي 23 مارس 2021 أجريت الانتخابات الرابعة.
قصيرة العمر
أكد خبير الشئون الإسرائيلية بمركز الأهرام، الدكتور سعيد عكاشة، أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة لن تعمر طويلا، خاصة وأن هناك انتقادات كبيرة بشأن الحكومة الجديدة.
وأضاف عكاشة، أن الائتلاف الجديد جاء فقط ليطيح بنتنياهو، خاصة وأن هناك تحذيرات من أن الهدنة في قطاع غير مستقرة، ويمكن أن تنفجر الأوضاع في أي لحظة.
وأوضح عكاشة أن الائتلاف الجديد بقيادة لبيد إذا نال ثقة الكنيست الإسرائيلي فقد يسقط في غضون بضعة أشهر.
تحريض مستمر
في ذات السياق، قال مدير مركز القدس للدراسات المستقبلية، الدكتور أحمد رفيق عوض، إن رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو لن يخوض حربا ضد الائتلاف الحكومي الجديد، خاصة أن المؤسسة الأمنية لن تسمح له بذلك.
وأضاف عوض، أن نتنياهو ربما يذهب للفارين من الأحزاب من أجل إسقاط الحكومة في الكنيست الأسبوع المقبل خلال جلسة منح الثقة للائتلاف الجديد.
وأوضح عوض أن نتنياهو قد يعمل على إقناع أعضاء في الكنيست لعدم التصويت لحكومة لبيد، مشيرا إلى أنه لا أحد يعلم ماذا قد يمكن أن يحدث، خاصة وأن لغة التحريض التي يستعملها نتنياهو هو وجمهوره المتطرف تسببت في احتقان في الشارع الإسرائيلي.
العلاقات الإسرائيلية الأمريكية
تساؤلات كثيرة ثارت في الفترة الماضية حول مستقبل العلاقات الامريكية بعد تولي الرئيس الأمريكي جو بادين مهام منصبه ، والآن عادت هذه التساؤلات والتكهنات مع اقتراب رحيل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن منصبه .
فالسنوات الأربع السابقة – فترةُ حكم ترامب – شهدت تقاربا بين واشنطن وتل أبيب وحصلت فيها إسرائيل على دعم وامتيازات غير مسبوقة كان أبرزَها اعترافُ ترامب بالقدس عاصمةً لإسرائيل ، وهو ما جعل نتنياهو يؤكد أن وجود ترامب بالبيت الأبيض فرصةٌ تحدث مرة واحدة في التاريخ.
ديسمبر 2017 : اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل
مايو 2018: نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس
مايو 2018: تأييد إسرائيلي لقرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني
مارس 2019: اعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية
يناير 2020: خطة ترامب للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين
ومن جانبه قال الكاتب الصحفي وائل عواد، إن بنيامين نتنياهو كان يسوق للإسرائيليين في عهد دونالد ترامب بأن له تأثير شخصي على أمريكا، وهو ما بات غير موجود الآن في عهد جو بايدن.
وأوضح عواد أن أمريكا لديها إلتزام بأمن إسرائيل بغض النظر من سيكون رئيسا للحكومة ، ولكن الشخص لديه علاقة.
شعبية تتدهور
أكد الكاتب والباحث السياسي، نادر الغول، أن الخطاب الأمريكي تغير كثيرا في فترة الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة جو بايدن
وأوضح الغول، أن هناك استطلاع للرأي أجراه المعهد العربي الأمريكي في واشنطن قال إن 25% فقط من الأمريكيين هم من يؤيدون إسرائيل.
وأضاف أن عددا من أعضاء الكونجرس الأمريكي طالبوا بضرورة وضع اشتراطات على إسرائيل، بحيث أن لا يتم انتهاك حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية.
