اختتمت في مدينة جنيف السويسرية، اليوم الأربعاء، قمة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وقال الرئيس الأمريكي، إن العلاقة مع روسيا يجب أن تكون مستقرة.
وفي مؤتمر صحفي أعقب القمة الأمريكية الروسية في جنيف، أضاف بايدن أن نبرة المحادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين كانت إيجابية، مشيرا إلى أن آخر شيء يريده بوتين هو حرب باردة جديدة.
وقال بايدن إنّه حذّر بوتين من التدخل في الانتخابات الأمريكية، كما حذره من أن الهجمات الإلكترونية يجب ألا تطال البنى التحتية الحساسة.
وذكر بايدن أنه اتفق مع بوتين بشأن العمل على ضمان عدم حصول إيران على أسلحة نووية، كما بحث معه قضايا أوكرانيا وبيلاروسيا ومنع انتعاش الإرهاب في أفغانستان.
ومن جهته، أعلن الرئيس الروسي أنه اتفق مع نظيره الأمريكي على عودة سفيري بلديهما، مضيفا أن توقيت عودتهما مسألة إجرائية بحتة.
كما وصف بوتين النقاشات مع بايدن بأنها كانت بناءة للغاية، مشيرا إلى اتفاقهما على إجراء مشاورات حول الأمن الإلكتروني.
وأضاف أن الجانبين أظهرا رغبة في إيجاد سبل لتقريب المواقف.
وكشفت شبكة مراسلي الغد في واشنطن وموسكو وجنيف نتائج قمة “بوتين -بايدن” والتي أسفرت عن عودة السفراء بين البلدين.
جنيف
أكد مراسل الغد من جنيف، أن قمة “بوتين بايدن” التي عقدت اليوم الأربعاء تركت إنطباعات إيجابية، خاصة بعد الإعلان عن عودة السفراء بين البلدين والبدء في حوار استراتيجي.
وأضاف مراسلنا أن بوتين وبايدن أتفقا أيضا على عدم حصول إيران على سلاح نووي، بالإضافة إلى تقبل الولايات المتحدة الأمريكية للموقف الروسي فيما يتعلق ببيلا روسيا.
وأوضح مراسلنا أن هناك خلافية بين الطرفين، تتمثل في الهجمات السيبرانية، حيث ألقى كل طرف اللوم على الآخر، إذ أكد بوتين أن الهجمات السيبرانية في أمريكا نحو 30%، بينما قال بايدن إن أمريكا سترد فيما يتعلق بهذا المجال.
واشنطن
من جانبه، قال مراسل الغد من واشنطن، إن الديمقراطيين يمشون بركبهم دعما لتوجهات الرئيس الأمريكي جو بايدن، مشيرا إلى أن هناك لجان شكلت فيما يتعلق بالهجمات السيبرانية.
وأضاف مراسلنا أن بايدن تحدث عن ملف التجارة مع روسيا، وأن هناك أشبه ببرنامج مكافاءات نظرا للتعاون بين البلدين، موضحا أنه يمكن تغيير الكثير من الملفات محل النزاع كمعاهدة نيو ستارت.
موسكو
وفي السياق، قال مراسل الغد من موسكو، إن موسكو وواشنطن عادتا إلى المربع الأول وذلك بحسب بعد إطلاق مشاورات معمقة بين البلدين، لافتا إلى أن القمة لم تأت بحلول سحرية.
وأضاف مراسلنا أن الرئيس الأمريكي حذر من تعرض المعارض الروسي إليكسي نافلني إلى الموت لأن ذلك قد يعرض العلاقات بين البلدين إلى التدهور، وقد تكون له عواقب وخيمة على روسيا.
وأوضح مراسلنا أن القمة بين بوتين وبايدن تعتبر قمة الخطوط الحمراء، حيث وضع الرئيس الروسي نظيره الأمريكي في صورة الخطوط الحمراء بشأن أوكرانيا، ومن جانبه وضع بايدن بوتين بالملفات التي تقلق واشنطن.
وجها لوجه
وقال الكاتب والمحلل السياسي، إيهاب عباس، إن القمة كانت فرصة للإلتقاء وجها لوجه حيث عبر كل شخص عن وجهة نظره وخلافه مع الطرف الآخر.
وأضاف أن بايدن ذهب لهذا اللقاء وهو يرى أن بوتين قاتل، وأن روسيا تقوم بهجمات سيبرانية على الولايات المتحدة الأمريكية، كل هذه الأمرو اختفت في هذا اللقاء.
وأوضح أن بوتين وبايدن خرجا من اللقاء على توافق كبير في عدد من الملفات واختلفا في عدد آخر من الملفات، مؤكدا أن الاستهلاك الإعلامي للداخل الأمريكي اختفى تماما.
لا جديد
وقال أوراغ رمضان، المشرف على مركز الأوراس للدراسات الاستراتيجية، إن قمة بايدن وبوتين لم تأت بجديد بشأن أوكرانيا، خاصة وأن الطرف الروسي كل ما قاله اليوم سمعناه في تصريحات رسمية سابقة.
وأشار رمضان إلى أن الرئيس بوتين جدد مواقفه، ولكن الرئيس الأمريكي لم يؤكد شيئا حول الأزمة الأوكرانية وستظل أزمة في المستقبل.
وأوضح أن القمة لم تعط آمالا واضحة لحلحلة الأزمة بين البلدين، مشيرا إلى أن بايدن سيواصل الضغط على روسيا في هذا الملف.
وأكد الرئيسان الأمريكي والروسي التزامهما بالحد من التسلح وخفض المخاطر في بيان مشترك بعد قمتهما اليوم.
وجاء في البيان أن تمديد معاهدة نيو ستارت مؤخرا هو تجسيد لالتزامنا بالحد من الأسلحة النووية. واليوم نعيد التأكيد على مبدأ أنه لا فائز في حرب نووية بل يجب ألا تحدث (هذه الحرب) أبدا”.
وأضاف البيان أن الولايات المتحدة وروسيا ستشرعان في حوار ثنائي متكامل حول الاستقرار الاستراتيجي بهدف وضع أساس لإجراءات مستقبلية للحد من التسلح وخفض المخاطر.
وقال البيان إن بايدن وبوتين “أظهرا أنهما، حتى في أوقات التوتر، قادران على إحراز تقدم في تحقيق أهدافنا المشتركة المتمثلة في … خفض خطر النزاعات المسلحة وتهديد الحرب النووية”.
