قالت مصادر داخل حزب “النهضة” بتونس إن رئيس الحزب، راشد الغنوشي، أجّل انعقاد مجلس الشورى، الذي يمثل أعلى سلطة في الحزب، إلى أجل غير مسمى.
وكشفت المصادر أن العشرات من أعضاء الحزب، بينهم نواب بالبرلمان، طالبوا الغنوشي بالاستقالة وحلّ مجلس شورى الحزب وتغليب المصالح الوطنية على الحزبية.
وأفاد مراسلنا من تونس بأن البيت الأبيض ذكر أن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، حث الرئيس التونسي، قيس سعيد، على رسم خطة للعودة السريعة للمسار الديمقراطي، وذلك عقب تفعيل الفصل الـ 80 من الدستور وإعلانه تعليق أعمال البرلمان وإقالة رئيس الحكومة من منصبه ورفع الحصانة عن النواب.
وجاء في بيان البيت الأبيض أن مستشار الأمن القومي الأمريكي حث سعيد على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة جديدة يقودها رئيس وزراء يتمكن من تحقيق استقرار الاقتصاد التونسي ومواجهة وباء كورونا.
ولفت مراسلنا إلى أنه لم يصدر أي تعقيب حتى الآن من مؤسسة الرئاسة التونسية.
وأشار إلى أنه تم نقل الغنوشي أمس إلى مصحة خاصة، وفقا لما أعلنت حركة النهضة، لإجراء فحوصات وبعدها غادر المصحة.
وأصدرت الحركة بيانا مقتضبا حول الحالة الصحية للغنوشي بعد حالة من الانقسام داخل صفوف الحركة عقب إصدار بيان من 130 شاب ونائب وقيادي وكادر في النهضة يطالبون مجلس الشورى بالعمل على حل المكتب التنفيذي للحركة بشكل فوري جراء الإخفاق الذي طال انتهاجات الحركة مؤخراَ.
وأضاف أن هناك معلومات، وفقا لمصادر محلية وإعلامية نقلا عن قيادات في النهضة، بأن الغنوشي أرجأ اجتماع مجلس الشورى قبل انعقاده بساعة واحدة فقط إلى أجل غير مسمى، ورأى أن هذا الأمر يشير إلى عاصفة كبيرة تضرب “النهضة” وسط مطالب داخلية بضرورة استقالة الغنوشي من منصبه وتحميله المسؤولية فيما آلت إليه الأوضاع السياسية في البلاد، وتراجع الأوضاع الداخلية للحركة بفعل سياساته على مدار 10 سنوات.
وأكد مراسلنا أن هناك مخاوف من أن الضغط الكبير من الكوادر والقيادات البارزة المعارضة لسياسة الغنوشي قد تدفع بالفعل إلى حل المكتب التنفيذي للحركة.
