في محاولة لسعي العديد من القوى الإقليمية والدولية إلى ملء الفراغ بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، تبذل تركيا جهودًا من أجل التحول إلى رقم مهم في الترتيبات السياسية والأمنية في البلاد.
وتسعى تركيا للاستفادة من المشروع الصيني المعروف باسم “مبادرة الحزام والطريق” أملا في تعزيز تواصلها السياسي والاقتصادي مع دول آسيا وأفريقيا.
ولفهم طبيعة الدور التركي في أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد، يرى مدير المركز الأفغاني للإعلام والدراسات، عبد الجبار بهير، أن هناك توافقا تركيا أمريكيا حول تواجد قوات تابعة لإسطنبول في مطار العاصمة الأفغانية كابول.
وأضاف بهير خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد” أن حركة طالبان رفضت الوجود التركي في أفغانستان، لكن يبدو أن هناك وساطة قطرية ولعل أنقرة تريد أن تلعب دورا أساسيا في المنطقة.
كما أوضح أن تركيا خير حليف لأفغانستان، وحركة طالبان تراعي ذلك، ولكن من ناحية أخرى روسيا والصين تريدان إقامة علاقات طيبة أيضا مع الحركة الأفغانية.
ومن موسكو، قال أستاذ العلاقات الدولية، د. ليونيد سوكيانين، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان تطورات الأوضاع في أفغانستان.
وأضاف سوكيانين أنه لم يسمع أن روسيا عبرت عن عدم ارتياحها بأي دور يمكن أن تلعبه تركيا في أفغانستان، مشيرا إلى أن كل القوى يمكن أن تلعب هذا الدور.
وتابع: “روسيا كانت تتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان، والأوضاع في مطار العاصمة كابول غامضة حتى اللحظة، موضحا أن موسكو غير معنية بالوجود الأمريكي”.
من جانبه، أكد الباحث في معهد أوريون للسياسات، د. سليمان أوزورين، أنه من الصعب جدا القول بإن طالبان صناعة أمريكية، مشيرا إلى أن هناك ظروفا سياسية واقتصادية أدت إلى تواجد الحركة في أفغانستان.
وأضاف أوزورين أن باكستان وعددا من الدول الأخرى لها تأثير كبير على طالبان، مؤكدا أن ثمة اتفاقا حصل مع الحركة خلال فترة الرئيس السابق دونالد ترامب.
كما أوضح أن الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة جو بايدن استمرت على الاتفاق السابق لأن بايدن وترامب وعدا بإنهاء الحرب في أفغانستان.
وتابع أوزورين: “الاتفاق مع حركة طالبان في البداية وقعته إدارة ترامب ونفذته إدارة بايدن”.
