تواصل المحادثات بين مصر وتركيا.. هل يمهد لتطبيع العلاقات؟
حالة من الترقب لما ستسفر عنه الجولة الثانية من المحادثات الاستكشافية بين مصر وتركيا التي تمت الدعوة إليها بناء على طلب من أنقرة.
وتأتي هذه الجولة والتي تعقد على مدار يومين بعد نحو أربعة أشهر من جولة أولى لم تسفر عن نتائج ملموسة على صعيد تطبيع العلاقات بين البلدين.
في هذا السياق، قال الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بشير عبد الفتاح، إن وصف المفاوضات الاستكشافية لا ينطبق على جولة أو جولتين أو جولات بعينها، إنما على نمط من المفاوضات أو المباحثات بين دولتين يكتنف علاقاتهما شقاق أو توتر، ومن ثمة فجميع الجولات التي سوف تجري بين أنقرة والقاهرة توصف بأنها استكشافية حتى تأتي بنتائج إيجابية وعودة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إلى مستواه الطبيعي، لإذابة الجليد بين البلدين على جميع الصعد، وحتى نصل لهذه النتيجة سنظل مباحثات اسكتشافية الجولة تلو الأخرى.
وأضاف عبد الفتاح أن مجرد تحديد موعد لجولة جديدة من المباحثات الاستكشافية يعد إنجازا، لأن المياحثات لم تجمد ولم تقف عند نقطة الجولة الأولى فقط.
وأشار إلى أن تصريحات الجانب التركي بأن هناك احتمالات لترسيم الحدود البحرية بين البلدين، تعني أن أنقرة حريصة على أن يكون هناك جولات تالية تصل إلى النتيجة المرجوة، لافتا إلى أن مصر ترحب بأي خطوات فعلية جادة إيجابية من الجانب التركي يمكن أن تشير إلى التزام أنقرة بالشروط المصرية لتطبيع العلاقات.
وبدوره قال الباحث في العلاقات الدولية، طه عودة أوغلو، إنه حتى هذه اللحظة ما زال البحث جاريا حول مد جذور الثقة وإزالة العوائق العالقة في بعض الملفات الشائكة، لافتا إلى أن تصريحات وزير الخارجية التركي إيجابية وتفاؤلية بشأن عودة السفارات وترسيم الحدود البحرية بين البلدين.
وأضاف عودة أوغلو أن هناك ملفات شائكة بين البلدين خاصة الملف الليبي، متوقعا أن تشهد المباحثات بعض الخطوات الإيجابية، ولكن لن تصل إلى التطبيع الكامل.
وأفاد مراسل الغد من إسطنبول، بأن أجواء المباحثات المصرية التركية إيجابية، لافتا إلى أنه حسب الجانب التركي ستستمر المباحثات على مدار اليوم ويوم غد، وأنها ستناقش أولا ملف العلاقات الثنائية بين أنقرة والقاهرة.
وقال مراسلنا إنه على صعيد العلاقات الثنائية هناك ملفات شائكة، على رأسها عناصر تنظيم الإخوان، الذين تحتضنهم أنقرة منذ العام 2013 وحتى الآن، موضحا أن هناك قيادات بارزة من تنظيم الإخوان في تركيا، إضافة إلى عدد من عناصر التنظيم، وكذلك الإعلام المعارض الذي يعمل من تركيا، وكان على مدار السنوات الماضية يهاجم الدولة المصرية والحكومة.
وأشار مراسلنا إلى أن المباحثات ستناقش الملفات الإقليمية، التي تتعلق بالاهتمام المشترك، وعلى رأسها الملف الليبي، وما يحمله من تباين كبير في وجهات النظر بين أنقرة والقاهرة.
وأوضح مراسلنا أن المباحثات ستتناول على وجه التحديد الوجود العسكري التركي في ليبيا.
ولفت مراسلنا إلى تصريحات وزير الخارجية التركي عن رغبة تركيا في إعادة تعيين السفراء بين البلدين، وكذلك ترسيم الحدود البحرية شرق البحر الأبيض المتوسط.
