إميل أمين يكتب: الأطماع الإيرانية في الخليج

أحد الأسئلة المثيرة للتأمل بعمق، هو ذاك المتعلق بإيران وما تبغيه من منطقة الخليج العربي، بشرا وحجرا ، لا سيما في ضوء مشروعاتها  النووية والصاروخية، وكافة مناحي رؤاها للسيطرة  على تلك المنطقة الحيوية  في العالم.

في مؤلفه القيم: ” الأطماع الإيرانية في الخليج “،  والصادر عن دار مدارك، وفي نحو خمسمائة  صفحة من القطع المتوسط، يصول ويجول الكاتب السعودي  الكبير الأستاذ عبد الله العلمي، عبر الماضي ويلقي بأضوائه البحثية على الحاضر، كما لا يفوته أن يستشرف المستقبل، بحثا عن جواب للتساؤل المتقدم .

يشرح الكاتب علاقة دول مجلس التعاون مع إيران،  وانتهاكات إيران للقوانين الدولية عبر شبكات التجسس والميليشيات الطائفية، وتداعيات الملف النووي الإيراني، ونبذة  عن ” الربيع العربي الإيراني “، والعديد من تفاصيل ما يجري على  الساحة الخليجية .

ولعل الحقيقة المؤكدة التي يعيد الأستاذ العلمي التأكيد عليها، هي أن دول مجلس التعاون الخليجي تتطلع  إلى علاقات استراتيجية  مع  جميع دول المنطق، إلا  أن المستقبل لا يدل على  أي بادرة إيجابية  من الحكومة الإيرانية.

يشير المؤلف إلى أن الإخوة  من الطائفة الشيعية  يشكلون جزءا أصيلا  ومتناميا من النسيج الوطني في المجتمعات الخليجية، ولكن إيران تستمر بخلق الأزمات، بالإضافة  إلى إشعال  الفتن الطائفية  بهدف توسيع  دائرة قبولها  وفرض رؤيتها  على المنطقة.

يرى  الكاتب أن إيران الخمينية تأسست  على مرتكزات طائفية وإيديولوجية إقصائية، وأحتضنت  الإرهابيين ورعتهم بكل أشكالهم وانتماءاتهم ونمتهم بالمال والتدريب والسلاح.

أما ملالي إيران فهم من أحيوا  فكرة الاستشهاد من التاريخ، والساسة الإيرانيون لا يتورعون عن أي أسلوب لتحقيق أطماعهم  السياسية.

أبعد من ذلك فمن الواضح أن ملالي طهران يترنحون طربا  بتصدير ” الثورة ” إلى  الخارج  بهدف تنشئة  جيل واعد يتبع إيديولوجية  الولي الفقيه .

هنا نكتشف من جديد أن إيران ومنذ ثورتها  الخمينية، وهي تستهدف دول مجلس التعاون  ( أو بعضها )،  بانتقادات حادة،  على  حد تعبير وزير الخارجية السعودي السابق السيد عادل الجبير .

ولعل تعميق البحث في سطور الكتاب القيم، يفيد الباحث في هذه الإشكالية وبخاصة لجهة  مواقف دول الخليج العربي، وفي المقدمة منها  المملكة العربية السعودية، والتي ظل موقفها  ثابتا  فيما يتعلق بإيران، فالمملكة  ترحب بعلاقات أفضل مع  إيران بناء على  مبادئ علاقات حسن الجوار، وعدم التدخل في شؤون الأخرين ، وهذا يعني أنه يتوجب على  إيران التخلي عن أنشطتها التخريبية والعدائية والتوقف  عن دعمها للإرهاب، ولكن حتى  الآن  سجل إيران ليس مشجعا.

هل كانت إيران ولا تزال سببا رئيس في نشوء وارتقاء الفوضى في الإقليم ، ولا نغالي تصدير الفكر المتطرف إلى  بقية أرجاء العالم؟

الشاهد أن طهران تصر على  مبدأ  الطائفية  بنص الدستور الإيراني، في مادته الثانية  التي تؤكد على شيعية الدولة، بل إن هذه المادة غير  قابلة للتغيير.  ما أسسه الخميني ليس في حقيقة الأمر دولة شرعية، بل مجموعة عصابات مارقة  وميليشيات إرهابية متهورة تقوم ببث الرعب والهلع في أنحاء الخليج العربي برمته، والشرق الأوسط بشكل عام .

وعلى صعيد العالم الإسلامي، لا يجد المرء في سجلات إيران سوى إثارة الفتن الطائفية المقيتة وتأسيس الميليشيات الإرهابية على أساس طائفي  والتحريض على القتل  في سورية واليمن والعراق ولبنان.

تبدو إيران وكأنها  ماضية وراء إيديولوجية بعينها،  عبر إرسال المخربين والإرهابيين إلى بعض دول المنطقة  ودعمهم بالمال والسلاح والمتفجرات، تدفعها شهية  نهمة للتوسع  وتحفزها  النعرة الطائفية  ومحاولات  تفتيت النسيج المجتمعي الخليجي بشكل خاص والعربي على نحو عام .

لم تكن إيران وبحسب صفحات الكتاب بعيدة عن الإرهاب الذي ملأ سماوات المنطقة لعقدين  من الزمن، وهذا  ما كشفت عنه تطورات الأحداث.

في منتصف يونيو/ حزيران 2016، كشف ضابط الاستخبارات الأمريكي، مايكل بريغنت ” عن رسائل ووثائق كتبها  ابن لادن فيما  عرف بوثائق “آبوت آباد “،  تتحدث بوضوح عن علاقة  زعيم القاعدة  مع النظام الإيراني على مدى  عدة سنوات، لكن إرادة  الرئيس باراك  أوباما  حاولت  التستر  على هذه الوثائق حتى لا تفسد مسار الاتفاق النووي .

هنا ليس سرا القول أن تصريح بريغنت أمر خطير بحكم وظيفته كضابط استخبارات عمل طوال فترة خدمته على ملف إيران .

يوما تلو الآخر تتكشف حقائق كبيرة عن علاقة طهران بجماعة الأخوان المسلمين، وكيف اعتبرتها  القيادات الإيرانية منذ ثورة الخميني، أداة جيدة لاختراق المنطقة، والعهدة على  صاحب الكتاب، الصادق في أقواله واستنتاجاته، فقد تبين للعالم أن الأخوان كانوا في لحظة بعينها  كعب أخيل الذي حاولوا النفاذ منه إلى قلب الدول العربية والخليجية لتحقيق مشروعهم الذي حلم به الخميني، أي رفع علم إيران على الرياض والقاهرة، وعلى بيروت ودمشق .

يصعب على  المرء الإحاطة  بمثل هذا العمل الكبير والذي يقدم شرحا مفصلا عن النظام السياسي الإيراني وتركيبته الإيديولوجية والتي تعتمد بالمحصلة  على منظومة  “ولاية الفقيه “، وتداعيات هذا  النظام على السياسة الخارجية الإيرانية العدوانية  التي أتسمت  بالتدخل في الشؤون الداخلية في دول  المنطقة  وانتهاكات إيران  لأمن دول الخيج بصفة خاصة.

ويبقى التساؤل المثير للجدل: ” كيف يصمت المجتمع الدولي على  الأفعال الإيرانية التي تهدد الأمن والسلم العالميين ؟”

ثم وهذا  هو الأكثر عجبا: “لماذا  تندفع إدارة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن في طريق إعادة إحياء اتفاقية أوباما مع إيران، تلك التي مهدت الطريق لإيران نووية  بامتياز؟”

أسئلة كثيرة ، يمكن للمرء استبصار بعض من إجاباتها في ضوء قراءة هذا العمل الجيد والخلاق للأستاذ  الكبير عبد الله العلمي.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]