ثاني أقوى اقتصادات العالم- فرضت نفسها كتحد حقيقي أمام الولايات المتحدة، في وقت لا ينكر فيه مراقب تمدد النفوذ الصيني السياسي والاقتصادي في مقابل تراجع واضح للنفوذ الأمريكي.
ونجحت الصين حتى الآن في مواجهتها مع واشنطن بشأن أزمة تايوان، التي تعتبرها بكين جزءا منها، بينما واشنطن لا تعترف بسيادة الصين عليها، بل تحافظ الولايات المتحدة على علاقة قوية مع تايوان ولكنها علاقة غير رسمية حتى لا تستفز الصين.
وتعزز بكين كذلك من فرض نفوذها العسكري على بحر الصين الجنوبي، من خلال تكثيف الغارات الجوية والبحرية ضد اليابان وتايوان، واحتلال بوتان ومرتفعات التبت.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تسير الصين بخطى متسارعة لتوسيع نفوذها الاقتصادي منذ أوائل عام 2017 ، من خلال تنفيذ مبادرة الحزام والطريق بهدف إحياء طريق الحرير لربط الصين بالشرق الأوسط ثم أوروبا.
وقبل عام تقريبا، وقعت 15 دولة من منطقة آسيا والمحيط الهادئ، من بينها الصين واليابان وكوريا الجنوبية و أستراليا، أكبر اتفاق للتجارة الحرة على مستوى العالم، و هو اتفاق “الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة” الذي يعزز نفوذ الصين عالميا ويعد بديلا لمبادرة واشنطن التجارية التي لم تعد مطبقة حاليا.
ومنذ عام 2000 تسعى بكين إلى تعزيز نفوذها في القرن الأفريقي، من خلال أربعة قطاعات أساسية هي الطرُق والسكك الحديدية والطاقة والاتصالات.
ومؤخرا اتخذت الإدارة الأمريكية عدة خطوات لمواجهة الصين، منها إحياء تحالف كواد مع أستراليا والهند واليابان، واتفاق أوكوس مع بريطانيا وأستراليا.
في السياق قال سكوت أولينجر- ضابط سابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، إن حلفاءنا قلقون بشأن التمدد الصيني الواضح، والصين تتزايد في قوتها العسكرية والاقتصادية وهذا واضح.
وتابع: أمريكا حاليا تركز على تحسين الروابط الإقليمية والعسكرية الإقليمة كون دول الجوار تشعر بتهديد صيني لها، مشيرا إلى أن الصين صدرت كوفيد للعالم وتتعايش بسياستها العدائية وهي مستعدة أن تضغف التوازن الدولي من أجل مصلحتها، على حد تعبيره.
من جانبه قال الدكتور محمد فراس النائب – أستاذ العلاقات الدولية والإعلام في جامعة عجمان، إن الصين تمشي قدما باتجاه أن تصبح القوة العظمى، و هناك من يدعي أن عام 2050 ستصبح الصين فيه قوة عظمى وهي لا ينقصها شيء.
وتابع: من يقود العلم في العالم هم الصين والأبحاث المنشورة عليما الأن أكثرها من الصين كما تتفوق في بعض الأعوام على أمريكا في وقت يتقلص فيه أن الميزان العسكري لصالح بكين والقوة الناعمة أيضا تنسحب من أمريكا لصالح الصين.
بدوره قال نادر رونج – كاتب وباحث السياسي، إن الصين لا تسابق إلا نفسها وشعاراتها معروفة، موضحا أنها تتطور ولا تريد أن تواجه أي دولة من دول العالم، وتريد أن تصبح أفضل مما كانت عليه.
وتابع: هي تريد تحقيق نهضة عظيمة للأمة الصينية وتحقيق الحلم الصيني في كثير من المجالات وتتطور في الـ 10 سنوات المقبلة وبناء دولة اشتراكية حديثة وقوية.
