قال رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، صلاح عبد العاطي، إن ظاهرة الهجرة من قطاع غزة ظهرت وانتشرت خلال الفترات الأخيرة.
وأكد أن هذه الظاهرة تعد نتاج بيئة سياسية واقتصادية واجتماعية صنعها الاحتلال والانقسام وأدت إلى إفقار المواطنين وارتفاع نسبة البطالة بشكل غير مسبوق في القطاع، لتصل إلى أكثر من 60% ونسبة من يعيشون على المساعدات الخارجية 74%.
وأكد عبد العاطي، خلال لقاء على شاشة الغد، أن غياب فرص العمل، خاصة في أوساط الشباب، وغياب أفق المستقبل وقتل الأمل واليأس الذي ينتاب الشباب من إيجاد حياة أفضل في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في غزة، دفع إلى ظاهرة الهجرة.
ورأى أن معالجة ظاهرة الهجرة تتطلب معالجة أسبابها، مطالبا الدول المضيفة للاجئين، خاصة تركيا واليونان، باحترام حقوق اللاجئين وفق ما ورد في مواثيق الأمم المتحدة وضمان سياسات تحترم آدميتهم، خاصة أن معظم اللاجئين وبالأخص الفلسطينيين، يعيشون أوضاعا كارثية في أنقرة وأثينا، لذا فإن الهجرة ليست خيارا للشباب الفلسطيني.
وأوضح عبد العاطي أن الهجرة غير المشروعة خطيرة للغاية، وعلى الشباب أن يبحثوا عن فرص أفضل إن توافرت.
وشدد على أن من بين طرق معالجة ظاهرة الهجرة إنهاء حالة الانقسام وترتيب البيت الداخلي وتشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على رسم سياسات للاهتمام بحقوق وقضايا الشباب والنساء والأطفال ومختلف فئات وشرائح المجتمع، وإعادة الثقة المفقودة والأمل للشباب.
وأكد أنه على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته جراء استمرار بقاء الحصار الإسرائيلي والعدوان المستمر على الأراضي الفلسطينية، خاصة قطاع غزة.
وأشار عبد العاطي إلى أن هذه العوامل أضعفت من قدرة الفلسطينيين، وترتب عليها تداعيات كارثية على حالة حقوق الإنسان والأوضاع الاقتصادية.
ولفت إلى أنه يجب وضع سياسات ومعالجات جادة لضمان التخفيف من بطالة الشباب، وهو ما يتطلب سياسات من الحكومة في رام الله وفي غزة من أجل الاهتمام بقطاع الشباب وضمان تعزيز مشاركتهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وشدد على أنه دون إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وللمجلس الوطني لن يكون هناك نظام سياسي فلسطيني قادر على الاستجابة إلى مجمل التحديات الإنسانية، ومن بينها ظاهرة الهجرة غير المشروعة.
وأوضح عبد العاطي أنه تم تقديم عدة مقترحات والبدائل، إلا أنه لا توجد مؤسسة صنع قرار قادرة على الاستجابة لما تم تقديمه، ومن بين المقترحات الضغط على المجتمع الدولي لانتزاع المزيد من القرارات للضغط على الاحتلال لوقف قطع السياق التنموي والتطويري للمجتمع الفلسطيني من خلال محاسبته على جريمة الحصار والعدوان المستمر على الشعب الفلسطيني ومنعه من استغلال موارده الطبيعية.
وشهد قطاع غزة في السنوات الأخيرة الكثير من حالات الهجرة لشبان بسبب معاناتهم من الظروف الحياتية الاقتصادية الصعبة وأملا في الحصول على فرصة حياة أفضل.
وتسببت حالات الهجرة التي يتم بعضها بشكل غير قانوني وعبر مراكب غير مجهزة إلى غرق وفقدان بعض الشباب.
