اقتصاد الصين.. أداة للهيمنة في مواجهة الغرب

“النفوذ الاقتصادي الصيني المتزايد حول العالم سيؤدي حتما إلى الهيمنة السياسية والعسكرية على مختلف البقاع”، هذا ما توقعته مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية، مؤكدة أن سياسات الصين عادة تعتمد على علاقات اقتصادية قوية ومصالح متبادلة.

وتسعى الصين إلى توفير موارد طاقة وطرق نقل أكثر أمانًا من  كل من إيران وكازاخستان وباكستان، لكنها على عكس الغريم الأمريكي، لا تبدي  اهتمامًا كبيرًا بالمشاكل الداخلية للبلدان الأخرى  أو بحل صراعات الدول الشريكة أو الجيران.

واعتبرت “فورين أفيرز” أن تلك السياسة الصينية تهدد نفوذ الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه، تدعم الأنظمة الموالية للمعسكر الشرقي حتى يظل هذا المعسكر قويا.

أما في أوروبا الحليف التقليدي للولايات المتحدة، فقد اعتمدت  الصين مبدأ تعزيز المصالح الاقتصادية على حساب واشنطن.

 

 

هذا الصراع السياسي يخشاه  العالم، ولعل هذا ما دفع الرئيس الصيني، شي جين بينج، إلى التشديد على أن منطقة آسيا والمحيط الهادي يجب ألا تعود إلى الحرب الباردة.

لكن الحرب الفعلية بين البلدين في تايوان قد لا تكون بعيدة، لا سيما بعد قيام  الجيش الصيني بتنظيم  دورية تأهب قتالي في اتجاه مضيق تايوان الأسبوع الماضي، وزيارة وفد من المشرعين الأمريكيين للجزيرة ذات الحكم الديمقراطي، والتي تعتبرها بكين تابعة لها.

وإلى جانب ذلك، هدد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بتحرك مع الحلفاء – لم يحدد ماهيته – إذا ما استخدمت الصين القوة لتغيير الوضع الراهن  لتايوان.

 

 

في ذلك السياق، قال الكاتب الصحفي الصيني، إلهام لي، إن هناك الكثير من المواضيع المتوقع طرحها خلال القمة المرتقبة افتراضيا بين الرئيسين الأمريكي والصيني، وأن الموضوع الرئيسي هو ملف تايوان، ثم النزاعات التجارية وما وصفه بـ”الشكاوى الأمريكية من السياسات الصينية”.

وتابع لي، خلال لقاء ببرنامج مدار الغد، أن هناك احتمالا كبيرا لتحقيق بعض التفاهمات بين واشنطن وبكين.

وأضاف لي أن هناك سفنا حربية أمريكية تبحر أحيانا في بحر الصين الجنوبي، وليس هناك سفن حربية صينية تبحر قرابة السواحل الأمريكية أو الأطلسية.

 

 

 

فيما رأى المسؤول السابق بإدارة الصين في وزارة الدفاع الأمريكية، جوزيف بوسكو، أن تزايد المخاوف الأمريكية من الصين لا يعني أن بكين هي الأقوى في العالم، ولكنه يعني أنها باتت أقوى مما كانت في الأعوام الماضية، ورأى أن المشكلة هي السياسات الصينية وتعاملها بشكل عدائي مع الغرب والعديد من بلدان المنطقة.

وأضاف أن الصين تنفق الكثير من الأموال والجهود لإضعاف باقي البلدان وهو ما يقلق الدول الغربية والإقليمية، مؤكداً أن الولايات المتحدة لا تريد نشوب حرب إلا أنها تخشى من عواقب السياسات الصينية.

وتابع بوسكو أن الصين تستمر في عدائياتها ضد الغرب رغم ما قدمه الغرب لها من ترحيب في المجتمع الدولي وتقديم مساعدات تكنولوجية لبكين والاعتراف بها دبلوماسياً وإشراكها في المنظمات الدولية، بينما تستمر في تطوير القدرات العسكرية لتهديد المصالح الغربية.

ولفت المسؤول الأمريكي السابق إلى أن الولايات المتحدة استفادت من علاقاتها الاقتصادية مع الصين، لكنه استدرك قائلا: ما زالت الصين لا تتعاون.. إذ تعتبر على سبيل المثال بحر الصين الجنوبي أنه ملكها رغم أن الأمم المتحدة تؤكد على حرية الملاحة ولا تلتزم بالقواعد والأعراف الدولية”.

وأشار بوسكو إلى أن الجيش الأمريكي متواجد في بحر الصين الجنوبي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وتقوم قواته بحماية حرية الملاحة في تلك المنطقة المهمة وأبقتها مفتوحة لعقود.

وأكد أن التواجد المكثف للقوات الأمريكية في بحر الصين الجنوبي هو نتيجة لتزايد التهديد الصيني، معتبراً أن طموح بكين ليس فقط إقليميا ولكنه عالميا، وأنه على العالم مواجهة هذا التحدي.

 

 

من جانبه، أوضح الخبير في العلاقات الدولية، مفيد الديك، أن الولايات المتحدة ليست قلقة بشأن القوى الصينية المتزايدة، وهناك إدراك بأن الاقتصاد الصيني هو الثاني عالمياً، إلا أنها لم تصبح القوة الثانية عسكرياً بعد الولايات المتحدة.

ولفت إلى أن ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” تصل إلى قرابة 800 مليار دولار، فيما  تبلغ ميزانية الصين ككل تقارب الترليون، أي أن موزانة البنتاجون توازي ميزانية الصين لكل سكانها البالغ 1.5 مليار.

وتابع أن الصين يفصلها عشرات السنين لكي تكون منافسا حقيقيا للولايات المتحدة.

ولفت إلى أن هناك دولا كثير يمكنها أن تقدم المزايا الاقتصادية التي تقدمها الصين، وتسعى واشنطن منذ عدة سنوات لإقامة قواعد صناعية بديلة للصين بعد ارتفاع أسعار الإنتاج بها.

وأشار الديك إلى أن الصين وروسيا غير قادرتين على منافسة الولايات المتحدة، وواشنطن لا تزال المسيطرة على العالم بما في ذلك العالم العربي.

وأعرب عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة والصين غير مهتمتان برفع الأمور إلى مستوى المواجهة العسكرية سواء في تايوان أو في أي النقاط المختلف عليها، ورأى أن بكين في هذه المرحلة تسعى إلى تطوير نفسها اقتصاديا ولا ترغب في مواجهة عسكرية قد ترجعها لعشرات السنين إلى الوراء، كذلك الولايات المتحدة التي لا تريد المواجهة.

في سياق متصل، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة باريس، جان بيار ميلالي، إن بعض قادة الدول غير واعين لخطورة الموجة الصينية التي تستعمل الاقتصاد للتغلغل في حياة الدول، مؤكداً أن هناك مخطط هيمنة صينيا لجعل الدول تابعة لها اقتصادياً، يضاف إليه التنامي العسكري لقدرات بكين.

 

 

فيما قالت أستاذة الاقتصاد السياسي بجامعة إيرلنغن، نجاة عبد الحق، إن السياسات الصينية تجاه الغرب ليست بجديدة وبدأت منذ فترة، لافتة إلى معظم الصناعات الألمانية مرتبطة بصناعات جزئية في الصين.

وأشارت إلى أنه خلال العقد الأخير تزايدت وتيرة الاعتماد الأوروبي على الصين في الصناعات المختلفة، خاصة الخفيفة والثقيلة، معتبرة السياسات الصينية الأخيرة والمشروعات الجديدة (طريق الحرير) تعتبرها أوروبا “سياسات عنيفة”، إذ تريد الصين مد خطوط نقل متعددة إلى أوروبا عبر اشتراط وجود شركات صينية لتنفيذ المشاريع دون مشاركة يد عمل محلية، كما اشترطت بكين التزام تلك الدول بأخذ ديون لتلك الاستثمارات منها.

وأوضحت أن العديد من الدول الأوروبية كانت سعيدة في البداية بمشاريع البنى التحتية، ولكن الأصوات الناقدة لتلك السياسات الصينية وتبعاتها ترتفع وسط تحذير من التوغل الاقتصادي لبكين.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]