مع تصاعد حدة الصراع بين الغرب وروسيا.. مسؤولون أمريكيون كبار يزورون فنزويلا
رغم حالة العداء «التاريخي والأيديولجي» بين فنزويلا والولايات المتحدة الأمريكية، التى بدأت منذ عقود، قام وفد من كبار المسؤولين الأمريكيين، بزيارة مفاجئة لفنزويلا في ظل مناخ من تصاعد حدة الصراع بين الغرب وروسيا، واشتعال الحرب في أوكرانيا.
والتقى المسؤولون الأمريكيون الكبار، الرئيس الفنزويلى، نيكولاس مادورو، رغم دعم واشنطن لمحاولات الانقلاب الفاشلة ضده، ونزعت عنه الشرعية،بحسب التصريحات الرسمية الأمريكية!!
وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز»، عن الزيارة التي أثارت متابعات وتحليلات وتساؤلات الدوائر السياسية في واشنطن، وذكرت الصحيفة أن مسؤولين أمريكيين كبارا توجهوا إلى فنزويلا، أمس السبت، للقاء حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، في وقت تسعى واشنطن إلى عزل روسيا مع احتدام الحرب في أوكرانيا.
- ونقلت الصحيفة عن مصادر أمريكية مطلعة، أن الغزو الروسي لأوكرانيا دفع الولايات المتحدة إلى الاهتمام بشكل أكبر بحلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أمريكا اللاتينية.
واشنطن في عداء مع فنزويلا، ذلك البلد الغني بالنفط، منذ عهد الرئيس الاشتراكي الراحل هوجو شافيز، الذي اتهم واشنطن بالوقوف خلف محاولة الانقلاب عليه في عام 2002، وللولايات المتحدة تاريخ من التدخلات المباشرة وغير المباشرة، السياسية والعسكرية، في العالم بصفة عامة، وفي أمريكا الجنوبية بصفة خاصة، نظرا لمكانتها المتاخمة والمجاورة لأمريكا، وغالبا ما تكون أسباب التدخل الأمريكي هو وقف النفوذ الاشتراكي المتنافي مع رأسمالية واشنطن.
وتدهورت العلاقات بين البلدين بشكل سريع بعدما ألقى الرئيس «مادورو» باللوم على الولايات المتحدة في التخطيط لمجموعة من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها البلاد، كما اتهم مؤخرا الولايات المتحدة بالعمل مع جماعات معارضة محلية للقيام بانقلاب ومحاولة تنصيب رئيس البرلمان «خوان جوايدو»، قائماً بأعمال رئيس البلاد بالوكالة، بدلا من الرئيس نيكولاس مادورو، وهو ما اعتبر انقلابا بدعم أمريكي.
- يذكر أن البلدين ليس لديهما تبادل للسفراء منذ عام 2010، ولكنهما يواصلان تبادل موظفي السلك الدبلوماسي..ثم قطعت الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية مع فنزويلا بعد إعادة انتخاب مادورو في 2018 في اقتراع اعتبر الغرب نتائجه مزورة.
وفرضت الولايات المتحدة سلسلة عقوبات على فنزويلا في محاولة لإخراج الرئيس مادورو من السلطة.. وتمنع العقوبات، فنزويلا من بيع نفطها الخام الذي يمثل 96 بالمئة من إيرادات البلاد في السوق الأمريكية.
الزيارة الأمريكية «الرسمية»، والمفاجئة، لفزويلا ، أمس، ترجع بحسب محللين سياسيين في واشنطن إلى:
- أولا: أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، دفعت واشنطن للسعي باتجاه تقليص النفوذ الروسي في أمريكا اللاتينية، وفي إطار سيناريو عزل روسيا مع احتدام الحرب في أوكرانيا، مما دفع واشنطن للاهتمام بشكل أكبر بحلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أمريكا اللاتينية.
- ثانيا: اهتمام واشنطن باستئناف استيراد النفط من فنزويلا بدلا من الكميات التي تشتريها حاليا من روسيا.
خاصة وأن البيت الأبيض يدرس كيفية خفض استيراد النفط من روسيا في أعقاب الغزو الأوكراني، من دون الإضرار بالمستهلكين الأمريكيين وفي الوقت نفسه، الحفاظ على الإمدادات العالمية.
- وثالثا: أشارت الولايات المتحدة الشهر الماضي إلى أنها مستعدة لمراجعة سياسة العقوبات المفروضة على فنزويلا إذا سجل تقدم في المحادثات بين حكومة مادورو والمعارضة.. وكانت هذه المحادثات بدأت في شهر أغسطس، لكنها متوقفة منذ أكتوبر/ تشرين الأول.
