ترى الدوائر السياسية في تونس، أنه رغم التقدم في خارطة الطريق السياسية للخروج من الوضع الاستثنائي نحو الوضع المستقر، ما تزال التحديات الاقتصادية والاجتماعية «عالية المخاطر» ، بما يستوجب فكرا جديدا في إدارة المرحلة على أكثر من مستوى، بعدما نجح الرئيس قيس سعيد في تدشين الخطوة الأولى على طريق الجمهورية الجديدة.
- وعلى نفس المسار.. تستعد القوى السياسية والشعبية في تونس للمشاركة في فعاليات الحوار الوطني «الاجتماعي» ابتداء من اليوم الإثنين 15 أغسطس / آب ، وذلك تمهيدا لتأسيس الجمهورية الجديدة في تونس على أسس متوافق عليها اجتماعيا واقتصاديا .
فشل المعارضة التونسية
ويرجح المراقبون في تونس، نجاح الحوار الاجتماعي في إنجاز توافق القوى الوطنية مع الحكومة التونسية على مخرجات للصالح العام، خاصة بعد توقيع وثيقة «العقد الاجتماعي» بين رئيسة الحكومة نجلاء بودن، ونور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، وسمير ماجول رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعة التقليدية ( اتحاد الأعراف).
وتشير الدوائر الحزبية في تونس، إلى أن توقيع الأمين العام للاتحاد العام للشغل، على العقد الاجتماعي الجديد مع الحكومة التونسية، واتحاد الأعراف، قد أثار الكثير من حفيظة المعارضة في تونس، والتي لم تتوقع أن يتم إمضاء وثيقة العقد الاجتماعي الجديد في هذا الوقت بالذات وأساسا مع الحكومة.. مما يؤكد فشل المعارضة في دفع الاتحاد العام للشغل (أكبر منظمة نقابية في تونس) للصدام مع السلطة (الرئاسة والحكومة).
- وتعد الوثيقة ـ بحسب الدوائر السياسية والحزبية في تونس ـ خطوة للتفاهم والتنسيق بين هذه الأطراف وخاصة بين اتحاد الشغل ورئيسة الحكومة، بعد فترة من التوتر والخلافات.
عقد لمجابهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية
وأوضحت المصادر التونسية المقربة من قصر قرطاج الرئاسي، أن العقد الاجتماعي، هو عقد المثابرة لمجابهة التحديات الاستثنائية الاجتماعية والاقتصادية والمالية بكل مكوناتها ودعم السيادة الوطنية واستقلالية القرار الوطني، حيث يعدّ العقد الاجتماعي مكسبا هاما يعكس النضج ورقي التعامل بين الأطراف الاجتماعية ضمن إطار مؤسساتي مميّز.
- ووفق ما تضمنته وثيقة العقد الاجتماعي فقد اتفق الشركاء الاجتماعيون على عقد جلسات حوار بداية من اليوم الاثنين، للتوصل إلى اتفاقات سواء أكانت ثنائية أو ثلاثية في بعض الملفات ذات الصلة بالاستحقاقات الاجتماعية والإصلاحات الاقتصادية المنتظرة .
الحوار البناء السبيل الوحيد للخروج من نفق الأزمات
وبحسب بيان رئاسة الحكومة التونسية، فقد شدد الشركاء الاجتماعيون، على أنهم على قناعة تامة بأن الحوار البناء بين الأطراف الاجتماعية القائم على الثقة والشفافية وروح المسؤولية، هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة التي تشهدها تونس، معتبرين أن هذا ليس بعسير، حيث أثبت التاريخ أنه كلما مرّت تونس بأزمات خانقة إلا وتوفقت في تجاوزها بفضل تضافر جهود كل التونسيات والتونسيين وتغليب المصلحة العليا للوطن.
- ويترقب التونسيون عقد اجتماعات الحوار الوطني، اليوم، من أجل المضي قدما في إطار تشاركي وشفاف نحو تحقيق الإصلاحات الضرورية لتجاوز الصعوبات التي تمر بها تونس، وبعد توقيع وثيقة العقد الاجتماعي، بين الحكومة التونسية، وأكبر منظمتين في تونس: احداههما الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية هو منظمة الأعراف .. والطرف الثاني الاتحاد العام للشغل (أكبر منظمة نقابية وطنية في تونس) وكل من الاتحاد والأعراف، لهما نفوذ وتأثير كبيرين داخل الشارع التونسي والقطاعات االتجارية والاقتصادية والمالية والعمالية.
