يواصل التيار الصدري في العراق تمسكه بالاعتصام في محيط مجلس النواب، والمطالبة بحل البرلمان وإجراءِ انتخاباتٍ تشريعيةٍ مبكرة، وذلك في مواجهة الإطار التنسيقي الذي لا يقبل بهذه المطالب.
وحذر التيار الصدري بالعراق الإطار التنسيقي من نفاد صبره بسبب ما وصفه بالإساءات إليه.
ووسط هذه الأجواء لجأ زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، وهو أحد قادة الإطار، إلى السعودية بحثًا عن مساعدة من جانب مرجعية عربية جديرة بالثقة. حيث استقبله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جدة.
فما الأسباب التي تدفع عمار الحكيم إلى الرياض؟ وكيف يمكن للعراق الخروج من أزمته في ظل حالة الانسداد السياسي الراهنة؟
وساطة السعودية
بداية، قال الدكتور عبد الله العساف، أستاذ الإعلام السياسي، إن الرياض لن تدخر جهدا في إطار حل أي مشكلة إقليمية، لكن الوضع في العراق بات معقدا جدا ومتشابكا.
وأضاف العساف خلال مشاركته في برنامج “وراء الحدث” عبر شاشة الغد أن “الأزمة في العراق تداخل فيها الطائفي مع الديني مع العقائدي، مع الإقليمي مع المنفعي مع العشائري، ونتيجة لذلك فإن الوقوف على مسافة واحدة مع كل الأطراف هو الخيار الأفضل”.
كما أوضح العساف أنه لا يتمنى الزج باسم المملكة العربية السعودية في الخلاف العراقي الداخلي، لا سيما وأن الأمور باتت تتجه نحو الحرب الأهلية، على حد قوله.
وتابع “يمكن للمملكة لعب دور بارز ولكن بشرط أن تتقبل كل الأطراف المتصارعة بنتائج وجهود السعودية في حل الأزمة في العراق”.
تدخل مشروط
من جانبه، قال الصحفي والكاتب السياسي، فلاح المشعل، إن المملكة العربية السعودية لها موقف متميز على الخريطة السياسية خصوصا مع العراق.
وأكد المشعل أن توجه “الإطار التنسيقي” إلى المملكة العربية السعودية، بسبب رفض الصدر تدخل الولايات المتحدة وإيران، كما يمكن أن يكون التدخل السعودي مقبولا لدى الصدريين.
وأوضح المشعل أن الأزمة في العراق كبيرة لأنها تقوم على فكرة محاصصة طائفية وعرقية، في وقت يعاني فيه البلد من انهيارات على مدار أكثر من 20 عاما.
ولفت المشعل إلى أن المملكة العربية السعودية إذا وافقت وتدخلت في هذا الخلاف، سيكون ذلك بشكل حذر ومشروط. حسب قوله.
واستقبل الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي، في جدة، زعيم تيار الحكمة في جمهورية العراق عمار الحكيم.
وقال عمار الحكيم، عبر حسابه على تويتر: “التقينا في مستهل زيارتنا إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث أكدنا في اللقاء على العلاقات التاريخية الوثيقة بين الشعبين الشقيقين وسبل تعزيزها وتوثيقها”.
وجرى خلال الاستقبال، استعراض العلاقات السعودية العراقية، وعدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك.
