الرموز المشفرة غير المرئية أو غير القابلة للاستبدال والتي تعرف اختصارا باسم “NFT”.. تكنولوجيا جديدة يلجأ إليها تنظيم داعش للترويج للإرهاب.
صحيفة وول ستريت جورنال ذكرت أنه في أعقاب هجوم للتنظيم على موقع لحركة طالبان في أفغانستان الشهر الماضي، ظهرت بطاقة NFT تشيد بتنظيم داعش، لتكون بذلك “أول رمز غير قابل للاستبدال” يتعاطف مع الإرهاب.
والرموز غير القابلة للاستبدال هي بيانات مخزنة على سلسلة الكتل أو ما يعرف بـ block chain وتمثل قاعدة بيانات للمعاملات المنظمة دون الحاجة إلى “سلطة مركزية موثوقة”.
كما يمكن للمعاملات في أسواق الـ”NFT” أن تكون سرية ومجهولة الهوية، مما يزيد من الصعوبة التي تواجه السلطات في التصدى لها.
وثمة مؤشرات على أن تنظيم داعش والجماعات الإرهابية الأخرى ربما يستعدون لاستخدام التكنولوجيا الناشئة لجمع التبرعات ونشر الأفكار الإرهابية بالطبع.
كما تتمثل خطورة الأمر في أنه لا توجد أي وسيلة لإزالة رموز الـ”NFT” من على الإنترنت، وفقا لـ”وول ستريت جورنال”.
إذا بعدما استطاعت السلطات الغربية تتبع القنوات المالية للتنظيم وتجفيف منابعها، والحد من وجودهم على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الاعوام الماضية ، يبدو أن التنظيم وجد سبيلا للعودة بالدعاية والمال دون رقيب أو حسيب.
داعش والتكنولوجيا
استفاد تنظيم داعش من التكنولوجيا في بداياته مستغلا كافة التطورات التكنولوجية في التوسع والانتشار وأبرز تلك الخطوات:
*النشأة.. 2013
نشر أبو بكر البغدادي تسجيلا للإعلان عن تدشين التنظيم باندماج “التنظيم في العراق” و”جبهة النصرة”.
*نجح التنظيم في تجنيد الآلاف عبر دعاياه على وسائل التواصل الاجتماعي.
*استغل وسائل التواصل الاجتماعي في جمع الأموال والتبرعات.
*تصوير المقاطع الاحترافية نجح في تحقيق هدف التنظيم ببث الرعب عالميا.
*استغل شبكات الاتصال والتحكم عن بعد في تنفيذ التفجيرات.
الإرهاب وإفريقيا
بعد انحسار نفوذ التنظيمات الإرهابية على وقع الهجمات والحملات العسكرية على تمركزاتها في آسيا، لاسيما في سوريا والعراق وأفغانستان، كان لدى هذه التنظيمات خطة بديلة وأرض ميعاد جديدة لكن هذه المرة في إفريقيا.
وهذا ما كشفه مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2022، وكعادتها اختارت التنظيمات البلدان التي تعاني من الاضطرابات الأمنية والحرب الأهلية والنزاعات المسلحة مستفيدة من ضعف حكوماتها.. فما هي فرص نجاح هذه التنظيمات في لملمة أوراقها والعودة إلى تهديد الأمن الدولي والإقليمي؟.
مؤشر الإرهاب
يشير مؤشر الإرهاب العالمي 2022 إلى عدد من المعلومات بشأن الإرهاب في إفريقيا وأبرزها:
*قرابة الـ 30 كيانا إرهابيا متمركزا في إفريقيا مسجلا في قائمة عقوبات مجلس الأمن.
*الـ 26 دولة الأولي في مؤشر الإرهاب منها 12 دولة إفريقية.
*نصف بلدان القارة الإفريقية تعاني بشكل مباشر من نشاط الجماعة المتطرفة.
*نحو نصف ضحايا داعش على مستوى العالم في 2021 كانوا في إفريقيا جنوب الصحراء.
*احتمالية اتجاه القاعدة وداعش لبناء تشكيلات ونظم عسكرية في القارة الإفريقية.
وهناك أربعُ جماعات إرهابية مسؤولة عن أكبر عدد من القتلى في عام 2021م، هي:
– تنظيم داعش
– حركة الشباب
– حركة طالبان
– جماعة نصرة الإسلام والمسلمين،
وهي جميعًا مسؤولةٌ عن 3364 حالة وفاة بسبب الإرهاب، تبلغ %47 من إجمالي الوَفَيات في ذلك العام.
وكانت هذه الجماعاتُ الأربع مسؤولةً عن أقلَّ من %16 من جميع الوَفَيات الناتجة عن الإرهاب في عام 2021م. ولم تُنسَب 2775 حالة وفاة بسبب الإرهاب إلى أيِّ تنظيم.
تكنولوجيا NFT
أكد نائب مساعد وزير الأمن الداخلي الأمريكي لمكافحة الإرهاب من واشنطن، توم واريك، أن الولايات المتحدة تعمل منذ فترة على رصد المنظمات التي تشن هجمات إلكترونية.
وأوضح واريك، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أن تكنولوجيا NFT أمر جديد وغير قادرين للتنبؤ مدى قدرة التنظيمات الإرهابية في استخذام تلك الوسيلة.
وأشار إلى أن الجهات الأمنية في أنحاء العالم سوف تحاول وقف ممارسات الشبكات الإرهابية واستغلالها للتكنولوجيا.
استغلال التكنولوجيا
من القاهرة، أكد الباحث في شئون الإرهاب والحركات المتطرفة في مركز الاهرام للدراسات، أحمد كامل بحيري، أن تنظيم داعش يستخدم بقوة التكنولوجيا المتقدمة لتبادل المعلومات والأموال.
وأوضح بحيري، خلال تصريحات لبرنامج “مدار الغد”، أن تنظيم داعش هو التنظيم الأول الذي استخدم كافة الوسائل التكنولوجية الحديثة لتحقيق أهدافها.
وأشار إلى أن التنظيمات الإرهابية دائما تلجأ إلى التكنولوجيا الجديدة للوصول إلى أهدافها مما يضع العالم في تحدي كبير.
التجربة المصرية
من بون، أكد رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، جاسم محمد، أن التنظيمات الإرهابية لديها القدرة على تنفيذ عمليات نوعية في القارة الإفريقية.
وأوضح محمد، خلال تصريحات لبرنامج “مدار الغد”، أن تجربة مصر في سيناء من خلال التنمية الاقتصادية جعلها تحارب وتواجه الإرهاب.
وأشار إلى أنه على دول إفريقيا والحلفاء الأوروبيين الاعتماد على التنمية الاقتصادية في مواجهة التنظيمات الإرهابية.
اختلافات مؤثرة
من الرباط، أكد الباحث في قضايا التطرف، د.إدريس الكنبوري، أن قارة إفريقيا هي مستقبل القارة العجوز أوروبا من حيث الثروات.
وأوضح الكنبوري، خلال تصريحات لبرنامج “مدار الغد”، أن القارة الإفريقية أصبحت ساحة للصراع بين الأوروبيين والصينيين بسبب المكاسب التي تعود عليهم.
وأضاف أن داعش في العراق وسوريا نجح في تأسيس شبه دولة بخلاف القارة الإفريقية والتي نجحت في تكوين ميليشيات فقط.
