بعد ضم موسكو 4 مناطق أوكرانية.. ما مصير العملية العسكرية الروسية؟
كشف مراسلنا من موسكو تفاصيل توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مرسوم بضم جمهوريتي لوجانسك ودونيتسك ومقاطعتي زابوريجيا وخيرسون، التي شملها الاستفتاء، إلى روسيا.
وقال مراسلنا إنه بعد الاستفتاء، يترقب الجميع مرحلة حاسمة في الثالثة من عصر اليوم الجمعة بتوقيت موسكو، حين يوقع الرئيس الروسي على مرسوم ضم هذه المناطق الأربع بشكل رسمي، ثم يلقي خطابا وصفه المتحدث باسم الرئاسة الروسية بأنه سيكون خطابا مهما، يتحدث فيه بوتين عن الاستفتاء وضم المناطق الأربع، ومستقبل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وهي نقطة مهمة جدا في ظل التطورات الحالية، ماذا سيكون بعد الضم؟ هل سنشهد تهدئة بين الجانبين الروسي والأوكراني أم ستتجه الأمور نحو المزيد من التصعيد؟
وأضاف أن بوتين استبق هذه المراسم باعترافه بمقاطعتي خيرسون وزابوريجيا كمقاطعتين منفصلتين تماما عن أوكرانيا، ما يعد تمهيدا لضمهما بشكل رسمي إلى أوكرانيا.
وأكد أن هذه الإجراءات قوبلت بانتقادات كبيرة من العالم الغربي، خصوصا من الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، الذي انتقد هذا الاستفتاء وقال إنه لا يحمل أي صبغة قانونية، في حين رد الجانب الروسي على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة ووصفها بأنها تعكس التحيز والرضوخ للإملاءات والضغوط الغربية، وممارسة الازدواجية فيما يخص مسألة تقرير المصير، إذ أكدت موسكو أنه لا يحق لأنطونيو جوتيريش الحديث على لسان أعضاء الأمم المتحدة.
وأوضح مراسلنا أن كل هذه التصريحات يُفهم منها أن روسيا تمضي في مشروع ضم جمهوريتي لوجانسك ودونيتسك ومقاطعتي زابوريجيا وخيرسون، بعدما أجرت استفتاء شعبيا وصفته بأنه جرى في ظروف طبيعية، وأنه تميز بالشفافية والموضوعية في ظل وجود 100 مراقب من 40 دولة بحسب ما تؤكد السلطات الرسمية في روسيا.
وأشار مراسلنا إلى أن مسألة الاستفتاء الشعبي وضم المناطق الأربع تعد في نظر الخبراء الروس نقطة تحول في كيفية تعامل روسيا مع الأزمة الأوكرانية، خصوصا ما يتعلق بالشق العسكري والميداني، إذ سبق لنائب رئيس مجلس الأمن الروسي أن هدد بشكل مباشر في حال ما إذا قامت القوات الأوكرانية باستعمال الأسلحة الغربية وشنت هجمات على الأراضي الروسية، فإن الرد الروسي سيكون سريعا وقاسيا، وستتجه روسيا نحو المرور بهذه العملية العسكرية إلى مرحلة جديدة.
وتابع أن الخبراء يقرأون من هذه التصريحات أن الجانب الروسي مستعد للمزيد من التصعيد والمضي قدما في مسألة ما يصفه بتحرير المناطق المعنية بهذا الاستفتاء من القوات الأوكرانية وحماية كامل التراب الروسي وفق ما ينص عليه الدستور الروسي، وهنا الكثير من التحذيرات شديدة اللهجة للقوى الغربية، التي تقول موسكو إنها تدعم وبشكل غير مسبوق القوات الأوكرانية، ما من شأنه زيادة عمر العملية العسكرية، وسقوط المزيد من الضحايا المدنيين والعسكريين في اوكرانيا.
