عاد رئيس الوزراء البريطاني السابق، بوريس جونسون، الذي استقال بسبب فضيحة خرقه لقوانين الإغلاق العامة خلال جائحة كورونا، إلى العاصمة لندن عقب إجازته في منطقة الكاريبي.
وأشار مراسل الغد إلى أن الطريقة التي أدارت بها رئيسة الحكومة، ليز تراس، الاقتصاد الوطني، وإدارتها الحكومة، جعلت من خطأ جونسون أمراً عادياً أمام المعضلة الاقتصادية التي تواجهها بريطانيا، وأمام أخطاء تراس، وجعل شعبية جونسون ترتفع.
وأضاف أن الخيار الحالي ليس للشارع البريطاني، بل لحزب المحافظين ونوابه الذين سيحددون رئيس الوزراء المقبل، والذي سيتم الإعلان عنه الجمعة المقبل.
وينافس على هذا المنصب ثلاثة أسماء لها وزنها في “المحافظين”، أولهم جونسون، والثاني وزير الخزانة السابق، ريشي سوناك، والثالثة وزيرة العلاقات مع البرلمان، بيني موردنت، وهي أسماء تختلف خبراتها السياسية.
ويعد سوناك ناجحا في المجال الاقتصادي، ولكن هناك تساؤلات حول نجاحه في رئاسة حزب المحافظين ورئاسة الحكومة.
وحتى الساعة، يدعم سوناك 102 من نواب حزب المحافظين، بينما جونسون يدعمه 42 نائبا، وموردنت يدعمها 21 نائبا، لذا يعد سوناك هو الأقرب لهذا لمنصب، لكن القول الفصل في مسألة الفوز ما زال بعيداً عن الحسم حتى الآن.
من هو سوناك؟
ولد سوناك في ساوثهامبتون عام 1980 لأبوين من أصل هندي هاجرا من شرق إفريقيا إلى المملكة المتحدة، وكان والده طبيباً عاماً، فيما كانت والدته تدير صيدليتها الخاصة.
درس سوناك في وينشيستر كوليدج المرموقة، ثم التحق بجامعة أكسفورد، وارتبط بزوجته أكشاتا مورثي، خلال دراسته الماجستير في إدارة الأعمال بجامعة ستانفورد، التي التحق بها بفضل منحة.
قدرت تقارير إعلامية ثروة زوجته، وهي ابنة الملياردير الهندي والمؤسس المشارك لشركة خدمات تكنولوجيا المعلومات العملاقة Infosys، بـ500 مليون جنيه إسترليني.
دخل سوناك المعترك السياسي في عام 2015، بعد مسيرة ناجحة في القطاع المالي، فقد عمل محللاً في بنك “جولدمان ساكس” منذ عام 2001 حتى عام 2004.
انتخب سوناك نائباً عن دائرة ريتشموند في يوركشاير في 2015، وشغل منصباً وزارياً في حكومة تيريزا ماي عام 2018، قبل ترقيته إلى وزارة الخزانة التي أصبح يقودها في حكومة بوريس جونسون عام 2020.
وحظي سوناك، منذ استقالته المفاجئة من حكومة جونسون في 5 يوليو الماضي، بدعم عدد كبير من النواب المحافظين الذين تطلعوا لاستعادة سياسات مالية محافظة، عقب سنوات إنفاق حكومي غير مسبوق للاستجابة لأزمة كوفيد-19.
ودخل سوناك في منافسة مع ليز تراس على رئاسة الحزب، وقتها رفض سوناك الالتزام بخفض الضرائب في حال فوزه برئاسة الوزراء، وحذر من مستويات تضخم قياسية وديون عامة متراكمة.
وكان سوناك أحد أبرز داعمي حملة مغادرة الاتحاد الأوروبي، معتبراً أن “بريكست” يعزز قدرة بريطانيا على استعادة السيطرة على حدودها، ويتيح فرصة بناء دولة “أكثر حرية وعدلاً وازدهاراً”.
وتورط سوناك في سلسلة فضائح، كانت أبرزها فضيحة “بارتي جيت” التي اتهم فيها، إلى جانب رئيس الوزراء، بخرق قوانين إغلاق كورونا، واضطر على أثرها إلى دفع غرامة فرضتها الشرطة.
إلى ذلك؛ سلطت تقارير بريطانية الضوء على الامتيازات الضريبية التي حظيت بها زوجته، بفضل وضع “غير المقيم” في المملكة المتحدة الذي تخلت عنه أخيراً، والذي سمح لها بتجنب تسديد ملايين الجنيهات من الضرائب عن دخلها الأجنبي.
