تمكّّن ريشي سوناك من حسم المنافسة على منصب رئيس وزراء بريطانيا، ليصبح بذلك أول زعيم من أصول هندية يرأس الحكومة.
تعود أصول سوناك، المولود في ساوثهامبتون عام 1980، إلى عائلة مهاجرة من أصول هندية، بعدما انتقل والداه من الهند، ثم شرق إفريقيا ومنها إلى إنجلترا.
الخروج من المأزق
ومن لندن، يقول الكاتب الصحفي أحمد أصفهاني في مداخلة له مع قناة الغد، إنَّ التصويت لسوناك من قبل حزب المحافظين لرئاسة الوزراء كانت مسألة صعبة جدا، لكن السبب وراء دعمه أن الحزب كان حريصا على إقناع الجميع بالانسحاب حتى لا يكون الاختيار بين مرشحين.
وأوضح، أن النواب يعرفون صعوبة الوضع في بريطانيا، وأرادوا الخروج من المأزق الحالي، مشيرا إلى أن سوناك لا يملك شرعية شعبية.
وقال، إن بوريس جونسون انسحب من المنافسة لأن أغلب نواب المحافظين لم يكونوا على قلب واحد في عودته، ونسبة كبيرة من الحزب وقفت ضده.
وأشار أصفهاني إلى حالة القلق التي سيطرت على نواب المحافظين، والخوف من حدوث أزمة إضافية للحزب، في ظل الضغط الكبير الذي مورس لإنهاء المعركة الانتخابية اليوم.
ويتوقع أصفهاني عدم قدرة سوناك على توحيد الحزب، لكنه على المستوى الاقصادي يمتلك رؤية جيدة.
تحديات اقتصادية
وفي أول تصريحات له عقب اختياره رئيسا لوزراء بريطانيا، قال سوناك، إننا نحتاج إلى الاستقرار والوحدة من أجل بريطانيا، مشيرا إلى أنَّه سيعمل دوما على تلبية مطالب الشعب البريطاني.
وأشار إلى ضرورة الإبقاء على حزب المحافظين موحدا، لافتا إلى وجود تحديات اقتصادية صعبة، وأنه سيبذل قصارى جهده لمواجهتها.
وأفاد مراسل الغد بحصول وزير المالية السابق ريشي سوناك على تأييد أكثر من 190 نائبا من حزب المحافظين البريطاني، وهو ما يزيد عن نصف عدد نواب الحزب في البرلمان.
في عام 2010، بدأ سوناك العمل لحزب المحافظين، وخلال هذه الفترة انخرط أيضًا في Policy Exchange، وهي مؤسسة بحثية رائدة في مجال المحافظين، حيث أصبح رئيساً لوحدة أبحاث السود والأقليات العرقية (BME) في عام 2014.
الطريق نحو قيادة بريطانيا
وتخرّج سوناك في كلية وينشستر بجامعة أكسفورد، حيث درس الفلسفة والسياسة والاقتصاد، ثم حصل على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة ستانفورد.
وفي عام 2014، تم اختياره كمرشح حزب المحافظين لمجلس العموم ممثلاً لريتشموند في شمال يوركشاير، وهو مقعد في شمال إنجلترا شغله لفترة طويلة زعيم الحزب (1997-2001) ويليام هيج.
وأعيد انتخابه للبرلمان في عامي 2017 و2019، وصوّت 3 مرات لصالح خطط رئيسة الوزراء تيريزا ماي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
كما كان عضواً في لجنة اختيار البيئة والغذاء والشؤون الريفية وسكرتيراً برلمانياً خاصاً في وزارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية من 2015 إلى 2017 .
وفي يناير 2018، تم تعيينه في أول منصب وزاري له كوكيل دولة بوزارة الإسكان والمجتمعات والحكم المحلي.
