كشفت الدوائر السياسية والإعلامية في بيروت، عن «حالة الوضوح» الوحيدة داخل المشهد السياسي العام في لبنان، بأن ما يحدث ويجري أشبه بـ «أم المعارك» حول انتخاب الرئيس اللبناني الجديد رقم 14 ، الذي تدور «أم المعارك» حوله بين مناورات حزبية وطائفية، ومع كل أسبوع، تحمل معها معطيات جديدة، ولا يبدو أن هناك أملا للخروج من المأزق خلال جلسة الخميس المقبل 17 الجاري،
تداول أسماء المرشحين بين القوى السياسية
ومع ارتفاع الأصوات الخارجية (من قوى دولية وإقليمية) حول ضرورة المضي قدماً بانتخاب رئيس، ومع حراك داخلي وخارجي لتقصير أمد الفراغ الرئاسي، يواصل رئيس مجلس النواب، نبيه بري، إدارة مشاورات تستثني فقط التيار الوطني الحر وربما «القوات اللبنانية»، وهي تتركز مع القيادة الدرزية عبر النائب السابق وليد جنبلاط، ومع الموارنة عبر بكركي، حيث دخلت الاتصالات في تداول الأسماء منها القديم ومنها الجديد، ومع السنَّة عبر رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، وقيادات أخرى، فضلاً عن دار الفتوى، بحثاً عن رئيس توافقي.
- يتحدث البعض عن خلط أوراق في التحالفات والمقاربات، بحسب صحيفة اللواء اللبنانية، لا سيما بين التيار الوطني الحر وحزب الله، على مسائل كثيرة، ربما من شأن الأيام والأسابيع المقبلة الكشف عنها، بانتظار الحدث الكبير، الذي يُغيّر ما في نفوس الكتل وحساباتها!
الشغور الرئاسي مرشح لأن يطول أكثر من المتوقع
بينما يرى محللون، أن «الفراغ الرئاسي» سيطول، وأنه بعد تحديد «حزب الله» وقيادته لمواصفات رئيس الجمهورية المنتظر، يبدو بوضوح أن الشغور الرئاسي مرشح لأن يطول أكثر من المتوقع، بحسب المحلل السياسي اللبناني، عمر البردان، وهو ما يشير إليه المتابعون لهذا الملف. حيث أن الحزب وحلفاءه ليسوا في وارد التنازل عن مطالبهم بالسهولة التي قد يتصورها البعض.
- وفي المقابل لا يظهر أن المعارضة مستعدة لتقديم تنازلات في الملف الرئاسي، لناحية رفضها الخضوع لمشيئة الحزب والدائرين في فلكه، بدليل استمرارها في دعم ترشيح النائب ميشال معوض، وهو ما سيصار إلى التأكيد عليه في الاجتماع النيابي الموسع الذي سيعقده، اليوم، ما يقارب الثلاثين نائباً لاتخاذ موقف من الملفات السياسية، وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي.
مخاوف من مخطط «حزب الله»
ويقول النائب اللواء أشرف ريفي لصحيفة اللواء، إن هناك حراكا داخليا وخارجيا قد يقصر أمد الشغور الرئاسي القائم، سيما ما يجري على صعيد الكتل النيابية من أجل الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يضع مصلحة البلد فوق أي اعتبار، ولا يكون رهينة بيد «حزب الله».
وتخشى مصادر المعارضة أن يكون مخطط «حزب الله» واضحاً في إطالة أمد الفراغ الرئاسي، حتى يتمكن من فرض شروطه . وهو أمر يلاقي رفضاً واسعاً من جانب القوى السيادية والتغييرية، في حين ، لا تترك بكركي مناسبة إلا وتؤكد خلالها رفضها أن يفرض «حزب الله» أو غيره رئيساً على اللبنانيين، لأن هذه المهمة موكل بها حصراً مجلس النواب الذي عليه أن يواصل اجتماعاته حتى انتخاب الرئيس الجديد .
- وهذا ما يشدد عليه البطريرك بشارة الراعي في عظاته منذ شهور .
الكنيسة المارونية تؤيد رئيسا توافقيا
ويشير المحلل السياسي اللبناني، عمر البردان، إلى أن الكنيسة المارونية لا تتردد بمطالبة النواب وبالصوت العالي عدم الاقتراع بالورقة البيضاء، وإنما يجب أن يضع كل نائب الاسم الذي يريده، حتى انتخاب رئيس للجمهورية، رافضة اللجوء إلى التعطيل، وإفقاد جلسات الانتخاب نصابها القانوني، كما حصل في الجلسات الخمس الأخيرة.
وفي الوقت نفسه فإن بكركي تؤيد رئيساً توافقياً إذا حصل إجماع عليه، سواء كان قائد الجيش العماد جوزف عون، أو سواه، بدليل ما قاله البطريرك الراعي في عظته، الأحد الماضي، والذي أيد الرئيس التوافقي، مشدداً على أن، الرئيس التوافقي هو الذي يحترم الدستور ويطبقه، وليس بالرئيس التوافقي رئيساً ضعيفاً يدير الأزمة ويبتعد عن فتح الملفات الشائكة.
- وتسترجع الدوائر السياسية والإعلامية في بيروت سوابق التصويت على انتخاب رؤساء الجمهورية داخل مجلس النواب
جدول جلسات انتخاب رؤساء الجمهورية اللبنانية
