16 يوما مرَّت على «الفراغ الرئاسي»، من دون أن يلوح في الأفق بصيص أمل بنهاية سريعة لهذا الفراغ، في وقت يتوقع فيه أن تكون الجلسة الانتخابية السادسة بمجلس النواب، غدا، على طريقة سابقاتها الخمس.. وبات واضحا أن انتخاب الرئيس اللبناني الجديد، لا يزال عالقا في شباك التجاذبات السياسية.
- والحقيقة الواضحة حتى الآن، أن هناك اشتباكا سياسيا ورئاسيا حول «نادي المرشحين للرئاسة» !!
حسابات «حزب الله» تتجه لتفضيل «فرنجية» عن «باسيل»
ومن تدور حولهم التجاذبات والاشتباكات السياسية والطائفية، داخل «نادي المرشحين للرئاسة»: ثلاثة أسماء.. سليمان فرنجية، وميشال معوض، وجبران باسيل.. وبقي محور الحركة بين الثلاثة هو «حزب الله».
وعندما حدّد الأمين العام لـ «حزب الله» مواصفات الرئيس الجديد للجمهورية، كان يقصد بالتحديد المرشح «سليمان فرنجية»، الوزير السابق ورئيس تيار «المردة»، ولكنّ رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، اعتقد أن هذه المواصفات تنطبق عليه أيضًا كما تنطبق على «فرنجية» منافسه الأساسي في «محور الممانعة» ، خاصة وأنه ـ أي باسيل ـ لم يرضخ للشروط الأمريكية، وفضّل أن يتحمّل العقوبات على أن يطعن «المقاومة» في ظهرها. ولهذا السبب أيضًا يتعرّض للإغتيال السياسي كل يوم من قبل الخصوم السياسيين، الذين حاربوه في الإنتخابات النيابية بهذا السلاح، يوم اعتبروه بأنه يحمي سلاح «حزب الله».
أسباب تدعم «فرنجية» لدى «حزب الله»
لكن حسابات «حزب الله» لها تقديرات أخرى..وفي المقارنة بين جبران باسيل، وبين سليمان فرنجية، فإن أسهم الأخير تبقى متقدّمة على الأول، للأسباب التالية، بحسب المحلل السياسي اللبناني، أندريه قصاص:
- أولًا.. قرب فرنجية من رئيس مجلس النواب وزعيم حركة أمل الشيعية، نبيه بري ، الذي يرى أن سليمان فرنجية، هو «الرئيس المناسب» في هذا الظرف أكثر من غيره..فضلا عن أن «الكيمياء» مفقودة بين باسيل وبري، منذ مدّة طويلة. ولهذا السبب ولغيره أيضًا لا مجال للمقارنة في ميزان «عين التينة» ـ مقر إقامة نبيه بري ـ بين فرنجية وباسيل.
ولهذه الأسباب أيضًا من المستبعد أن يختار «حزب الله» ما لا يقبل به نبيه بري. وهذا أمر محسوم ومعروف، ونبيه بري بالنسبة إلى زعيم «حزب الله» حسن نصر الله، خط أحمر، وهو على إستعداد لأن يضحّي بكل شيء في مقابل الحفاظ على متانة توأمة «الثنائي الشيعي»، الذي لا بديل منه لا اليوم ولا غدًا ولا في أي وقت.
- ثانيًا.. يعرف «حزب الله» أن كلمة فرنجية واضحة ومحددة، إمّا «نعم» وإمّا «لا». وهو صادق في كلا الحالين. ومتى يقول «نعم» يكون مقنع الحجج. ومتى يقول «لا» تكون حجتّه مقنعة أيضًا. ويُضاف إلى هذه الميزة، أنه على الصعيد الشخصي فإن فرنجية مقبول ومحترم حتى من قبل ألدّ أعدائه السياسيين، الذين يعترفون بأنه لا يمكن المرء إلاّ أن يحترم مواقفه، على رغم الإختلافات الكبيرة في التوجهات والرؤية.
- ثالثًا.. ما يستطيع أن يحقّقه فرنجية من إضافات من خارج بيئته لا يستطيع أن يحققه باسيل. وهذا يعود إلى أن لدى «فرنجية» قابلية الإنفتاح على الآخر المختلف معه، وهو على إستعداد لملاقاة الجميع إلى منتصف الطريق، ويستطيع أن يحاور الجميع من دون أفكار مسبقة أو أي عقد.
- رابعًا.. وهو بعد هام جدا، فإن «حزب الله» يدرك جيدا صعوبة إيصال مرشحه، سواء أكان فرنجية او غيره، من دون التوصّل إلى تسوية خارجية يكون لها إرتدادات داخلية. ولكنه يعرف أنه مع فرنجية قادر على كسب رهان التسويات الخارجية المتداخلة مع تسويات داخلية قد تحتمّها الظروف الموضعية. أمّا مع غيره فإن كسب هذا الرهان يبدو صعبًا وغير واقعي.
المعارضة تدعم ميشال معوض
وبقي في «نادي المرشحين للرئاسة»، النائب ميشال معوض، ومن سوء حظه، بحسب المحلل السياسي اللبناني، علي منتش، ان الاشتباك السياسي والرئاسي بدأ يأخذ طابعاً حاداً، الامر الذي يجعل ترشحه لرئاسة الجمهورية تحدياً لبعض الاطراف السياسية الداخلية، وهذا ما سيخضعه لبازار التسويات المقبلة ويصبح ترشيحه بحكم المنتهي في المرحلة المتوسطة.
- لكن معوض قد يكون مدركاً لهذه الحقيقة، غير انه راغب في تكريس نفسه ضمن نادي المرشحين للرئاسة.
وفي المقابل تستفيد القوى التي تدعم معوض من ربح الوقت بإنتظار ظهور معالم التسوية المقبلة، إلا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، الذي اتجه لدعم معوض في بداية الأمر من أجل استقطاب المستقلين حوله، ولأنه سيضمن عبره التوافق وإعادة التحالف مع الحزب التقدمي الاشتراكي.. لكن معوض اليوم بات أيضاً مرشح جزء كبير من المعارضة والمستقلين الذين يتكتلون معا منذ أسابيع، وباتوا بشكل كبير يحتضنون ترشيح معوض أكثر من احتضان جعجع له.
- فهل يستطيع رئيس حزب «القوات» الانسحاب من دعم معوض؟ لا يبدو الأمر بهذه السهولة، خصوصا أن القوات ليس لديها أي مرشح فعلي يستطيع منافسته، إلا في حال اتجهت الى دعم شخصية مثل النائب نعمت فرام ، لاحداث انقسام داخل تكتل المعارضة الجديد.
وهكذا ..لا يزال شد الحبال في الاستحقاق الرئاسي في أوله.. ولا تزال الاشتباكات السياسية والرئاسية قائمة حول «نادي المرشحين للرئاسة» !!
