«تسقيف أسعار الطاقة» يشعل الخلافات في أوروبا.. وبوتين يحذر
تسببت محاولات «تسقيف أسعار الطاقة الروسية» في إشعال الخلافات بين الدول الأوروبية، من جهة، وروسيا من جهة أخرى، حيث توافق دول أوروبية فيما ترفض أخرى نظرا لمصالحها الشخصية.
واتفق وزراء الطاقة بالاتحاد الأوروبي اليوم الخميس، على إجراءات مشتركة لشراء الغاز الروسي، رغم أنهم لم يتمكنوا من التوصل لاتفاق على تحديد سقف لأسعار الطاقة الروسية بشكل كامل.
ما هو تسقيف الأسعار؟
تسقيف الأسعار، من شأنه وضع حد أقصى، لسعر أي منتوج روسي موجه للسوق العالمية، ولا سيما النفط والغاز، وهو ما سيقوض محاولات موسكو ابتزاز الغرب بالغاز على وجه التحديد، سواء من ناحية الوفرة أو الأسعار.
واتفق الوزراء على اجتماع جديد في 13 ديسمبر/ كانون الأول المقبل لمناقشة تحديد سقف لسعر الغاز الروسي، بحجة أن روسيا تمول الحرب في أوكرانيا بهذه الأموال الأوروبية.
فكرة غير جيدة
بداية، قال ميشال فياض، الخبير في شؤون الاقتصاد الدولي، إن تحديد سقف لأسعار الطاقة الروسية فكرة غير جيدة بالمرة لروسيا، وسيما وأنها ستتسبب في خلافات كبيرة بين الدول الأوروبية التي تسعى لتنفيذ هذا المسعى.
وأضاف فياض في تصريحات لبرنامج (وراء الحدث) عبر شاشة (الغد) أن روسيا لا تنظر إلى تلك المناقشات الأوروبية بجدية، مؤكدا أنها ما زالت تتحكم في تحديد أسعار الطاقة التي تصدرها لأوروبا.
وأوضح فياض أن الاتحاد الأوروبي يجب عليه أن يفكر في أفكار جديدة بعيدا عن تحديد سقف لأسعار الطاقة الروسية.
وتابع بالقول: “العقوبات الغربية على روسيا جراء غزوها جارتها أوكرانيا كانت سببًا رئيسيًا في ارتفاع أسعار الطاقة الروسية”.
التحكم بالأسعار
من جانبها، قالت إيلينا سوبونينا، الباحثة السياسية، إن روسيا تفهم تماما أن هذه المساعي والتحركات الأوروبية ضد مصالحها، مشيرة إلى أن تحديد سعر الغاز لا يتماشى مع سعر السوق العالمي.
ويقول القادة في الاتحاد الأوروبي إنهم يبحثون تثبيت سعر الغاز عند (275) يورو لكل ميجاواط في الساعة، فيما يتم بيعه الآن بـ 124 يورو.
وأكدت سوبونينا أن روسيا لها الحق في تصدير مواردها بأسعار السوق العالمية، وليس بالأسعار التي يحددها الغرب حتى ولو كانت هذه الأسعار التي تم تحديدها من قبل أوروبا مرتفعة.
وأوضحت أن روسيا لا ترحب بهذه الفكرة، لأنها ستكون رهينة في يد قادة الاتحاد الأوروبي فيما بعد لأنهم ببساطة هم من سيتحكمون بالأسعار العالمية.
بوتين يحذر الغرب
من جانبه، رد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على هذه التحركات الأوروبية، وقال إن وضع حد أقصى لأسعار النفط الروسي سيكون له “عواقب” على أسواق الطاقة العالمية.
وأكد بوتين أن محاولات الغرب فرض قيود على تكلفة النفط الخام الروسي تتعارض مع مبادئ السوق العالمي، وسيترتب عليها تبعات خطيرة على أسواق الطاقة.
وقال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، الخميس، إن روسيا لا تخطط لإمداد الدول التي تدعم سقفاً على أسعار النفط الروسي بالطاقة.
