باحثون: اغتيال شيرين أبو عاقلة تم بموافقة الاحتلال والجريمة مكتملة الأركان
الأربعاء الحادي عشر من مايو 2022، رحلت شيرين أبوعاقلة شهيدةً على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء تغطيتها أحداثَ مخيمِ جنين بالضفة الغربية.
الصحفية الراحلة وثّقت لمدة 15 عاما بالصوت والصورة سلسلةً طويلة من جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، تلك الجرائم التي ترتكبها إسرائيل وتتحدث عنها بشكل شبه يومي وسائلُ الإعلام والمؤسساتُ الحقوقيةُ الدولية.
مازالت جريمةُ اغتيال شيرين أبو عاقلة في مايو الماضي تبحث عن العدالة أمام احتلال اعتاد الإفلاتَ من العقاب في كل ما يرتكبُه من جرائمَ يومية بحق الفلسطينيين.
واليوم أعلنت شبكة الجزيرة الإعلامية رفعَ دعوى في المحكمة الجنائية الدولية ضد قوات الجيش الإسرائيلي بتهمة اغتيال مراسلتها عمدا، ساعيةً إلى دحض الادعاءات الإسرائيلية حول مقتل أبوعاقلة عن طريق الخطأ خلال تبادلٍ لإطلاق النار.
وتستند دعوى الجزيرة على سلسلة تصريحات من شهود عِيان ولقطات مصورةٍ توثق حادثةَ قتلِ أبو عاقلة وإصابةِ زملاءَ لها كانوا معها وقت الحادثة في مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية دعوى الجزيرة ليست الوحيدة في قضية اغتيال الشهيدة فقد سبق للسلطة الفلسطينية ولأسرة الشهيدة رفعُ دعاوى في الجنائية الدولية، كما قرر مكتبُ التحقيقات الفيدرالي في الولايات المتحدة فتحَ تحقيق خاص لتوضيح ملابسات اغتيال أبوعاقلة
من رام الله، قال هاني المصري مدير المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتجية”مسارات” إن حكومة إسرائيل تستطيع أن تواصل تنكرها لكل الأعراف والقوانين الدولية وعدم الاعتراف بحقوق الإنسان وبالتالي عدم مساءلة المجرمين على الجرائم التي يرتكبونها.
وأضاف: “هذا دأب الاحتلال الإسرائيلي منذ عشرات السنين، ولكن للأسف لم نكن كفلسطينيين نلاحق إسرائيل كما ينبغى على جرائمها حتى لو كان المسار الحقوقي القانوني مسار طويل ومرتبط أيضا بالجانب السياسي أي أن المسألة ليست مجرد مسألة قانونية وإنما هذه المحكمة تخضع للاعتبارات السياسية وللدول المؤثرة على القرار الدولي خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وإن فتحت تحقيقا في مسألة شيرين أبو عاقلة، ولكنها ليس من المتوقع أن تمضي بعيدا في هذه المسألة.
وأضاف المصري لبرنامج “وراء الحدث” أن القرار الأمريكي بالتحقيق هو نوع من “فرك الأذن” لإسرائيل خاصة أن هذه الجريمة مكتملة الأركان، تمت أمام الكاميرات، والضحية ليست فقط فلسطينية وإنما حاصلة أيضا على الجنسية الأمريكية وشخصية عالمية لأنها تظهر بشكل يومي على شاشة التليفزيون عبر قناة الجزيرة المنتشرة عالميا وبالتالي إسرائيل في وضع صعب هذه المرة وقد نصل إلى بعض النتائج خاصة أن الحكومة الإسرائيلية القادمة يسيطر عليها حزب فاشي وستتعرض لانتقادات كبيرة.
من حيفا، وتعليقا على تصريحات رئيس الوزراء يائير لابيد والتي قال فيها إن أيًا من جنود الجيش الإسرائيلي لن يستجوب بشأن مقتل أبو عاقلة، قال عصام مخول مدير مركز إيميل توما للدراسات الفلسطينية الإسرائيلية، إن هذه التصريحات هي جزء من الصلف الإسرائيلي الذي يريد أن يتعامل وكأن الاحتلال الإسرائيلي هو الثابت الأساسي وبعده تتفرع الخيارات الأخرى، مؤكدا أن لابيد يعتبر أن الاحتلال الإسرائيلي فوق القانون الدولي وفوق الأخلاق.
وأضاف “مخول”: “إذا كان لابيد أو وزير الأمن الإسرائيلي لا يريدان أن يقدما جنودهما للمحاكمة فهناك خيار أن يذهب هو ويسلم نفسه بصفته من أعطى الأوامر أو سمح بارتكاب هذه الجريمة، هذه الجريمة لم ترتكب بعيدا عن أعين القيادة السياسية في إسرائيل”.
وتابع: “مثل هذه الجريمة تأخذ موافقة مسبقا، وتم ضبط إسرائيل متلبسة بالجريمة أمام الرأي العام العالمي، ولا يوجد إنسان عاقل في الولايات المتحدة أو أوروبا أو إسرائيل يعتقد أن إسرائيل لا تكذب في كل ما يتعلق باستشهاد شيرين أبو عاقلة”.
