مع اقتراب موعد الانتخابات التركية (الرئاسية والتشريعية) يعد 4 أيام تقريبا، ترتفع معدلات الرصد والمتابعة والتوقعات داخل الدوائر السياسية الداخلية والخارجية، وكلاهما يرصد ارتفاع أسهم زعيم المعارضة «كمال كليجدار أوغلو»، البالغ من العمر 74 عاماً، باعتبار أن لديه أكبر فرصة حتى الآن للإطاحة بحكم أردوغان، رجل تركيا القوي الذي يتولى السلطة منذ أكثر من 20 عاماً.
- إنه موظف حكومي سابق، لطيف المعشر، وهو النقيض التام لرئيس تركيا القوي الحالي.. يتمتع بهذه الطبيعة اللطيفة إلى جانب الشبه الذي يجمعه مع غاندي، الزعيم الهندي السابق ولهذا السبب يسمى بكمال غاندي. ولم يكن مرشحاً بارزاً، فقد استغرق الأمر شهوراً لإقناع أحزاب المعارضة الأخرى بدعمه.
ترقب وقلق في اليونان
وتتصدر الدوائر السياسية والإعلامية في اليونان، الوائر الغربية في المتابعة وقراءة المشهد الانتخابي في تركيا، خشية رياح ساخنة تعبر «بحر إيجة» غربا، وعلى مسار التوترات السياسية الراهنة، والحروب التركية اليونانية، حيث خاضت تركيا واليونان عدة حروب على مر التاريخ بدأت بفتح الدولة العثمانية للقسطنطينة سنة 1453 وحتى وقتنا الحاضر مع بدء الصراع التركي اليوناني شرق البحر المتوسط بعد التمدد التركي وترسيم حدودها البحرية الجديدة مع ليبيا والتي اعتبرتها اليونان سيطرة تركية على مياهها الإقليمية وردت اليونان بتوقيع اتفاقية بحرية مع مصر.. ثم توالت وقائع المناوشات بين البلدين حول السفن المتخصصة بالتنقيب عن النفط والغاز بالبحر المتوسط.
مخاوف اليونانيين
ولذلك، فإن المشهد السياسي الراهن في تركيا يحظى بمتابعة كبيرة لدى اليونانيين الذين يتخوفون من أنّ تسفر نتائج الانتخابات الرئاسية في تركيا عن تزايد في توتر العلاقات بين الجارتين، وتقول الباحثة الفرنسية، أليكسيا كيفالاس، إنّ الحملة الانتخابية التركية محل تحليل ومتابعة يومية في مختلف وسائل الإعلام اليونانية التي تنقل كل تطوراتها بشكل مستمر.
- وبحسب تعبير مدير معهد العلاقات الدولية في أثينا، كونستانتين فيليس، فإن «تركيا تشكل اليوم أول تهديد خارجي لليونان».
وتشير صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، إلى أن استطلاعات الرأي في اليونان، تعد العلاقات الخارجية التي يجب الحفاظ عليها مع تركيا من بين أهم خمسة مخاوف لليونانيين. كما أنّ التوترات الأخيرة بين أثينا وأنقرة تعود بشكل متكرر في حديث العام والخاص في اليونان. ويستعيد قطاع كبير من اليونانيين وقائع أزمة الهجرة الأخيرة والتي تسببت فيها تركيا من خلال فتح حدودها أمام ملايين المهاجرين غير الشرعيين لبلوغ الأراضي اليونانية، أضف إلى ذلك مشكلة الحدود البحرية وآخر فصولها الصيف الماضي في بحر إيجه.
«أوغلو» لا يختلف عن «أردوغان»
الدوائر اليونانية لا ترى اختلافا يرتبط بنتيجة الانتخابات التركية، حيث لا يختلف «أوغلو» عن «أردوغان». ولذلك يتزايد الحذر في اليونان حتى من مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو خاصة بعد تصريحاته التي نقلتها الصحافة التركية والتي يهدد فيها بأخذ خمس جزر من اليونان، كل هذه المعطيات جعلت اليونان ـ بحسب صحيفة لوفيغارو ـ على أهبة الاستعداد، لكن السلطات لا ترغب في التدخل في الشؤون الداخلية لتركيا حسب تصريح رئيس وزراء اليونان، كيرياكوس ميتسوتاكيس، الذي أكّد أنّ بلاده لا تدعم أيا من المرشحين في الانتخابات الرئاسية التركية.
- مؤكدا أنّه منفتح على إحالة النزاع مع تركيا بشأن ترسيم الحدود البحرية إلى محكمة العدل الدولية.
ويرى محللون في العاصمة اليونانية «أثينا»، أن زعيم المعارضة التركية «كمال كليجدار أوغلو» في حال فوزه بمقعد الرئاسة التركية، فإنه قد لايختلف عن «رجب طيب إردوغان» في المواقف السياسية الخارجية، ولكنه لن يستند إلى تصريحات عدائية ساخنة مثل أردوغان، خاصة لأنه يتسم بالهدوء ولا يستخدم كلمة كراهية كما يصفه أعضاء حزبه.
