اجتماع طارئ في طرابلس بعد الهجوم الإرهابي على مفوضية الانتخابات الليبية

من أجل تحصين نفسه من تركة ثقيلة أعد فايز السراج رئيس وزراء ليبيا السابق عدته بحسب صحيفة الجارديان البريطانية, التي أكدت أنه اشترى، جوازات سفر دولة في المحيط الهادئ.

وقالت “الجارديان”  في  تحقيق أجرته على مدار شهور يتناول عالم “جوازات السفر الذهبية”، أن السراج قدم طلبا باسم زوجته واشترى لنفسه ولعائلته جوازات السفر الخاصة بدولة فانواتو وهي جزيرة تقع في جنوب المحيط الهادئ وذلك في يناير عام 2020، بينما كان لا يزال يتولى المجلس الرئاسي الحكومة الوفاق الليبية.

وجاء شراء هذه الجوازات بينما كان السراج متأكدا من قرب رحيل حكومته حين كانت جلسات الحوار الوطني التي ترعاها الأمم المتحدة تبحث اختيار سلطة تنفيذية جديدة في ليبيا وهو ما تحقق بالفعل بعد ذلك.

ويرى متابعون أن السراج يسعى بهذه الخطوة للتحصن بالجنسية الجديدة خشية ملاحقته قضائيا جراء جرائم ارتكبتها حكومته في ليبيا، نظرا لدوره في إيواء خارجين عن القانون ومليشيات ارتكبت جرائم حرب ضد الليبيين وكذلك مخالفات مالية وإدارية كبيرة.

وفي وقت سابق  كشف تقرير للخارجية الأمريكية أن ميليشيات كانت تدعم حكومة السراج، تاجرت في البشر وارتكبت جرائم وانتهاكات عديدة ضد حقوق الإنسان، منها القتل، والتجنيد القسري، والعمالة القسرية، وسط ضعف وتغافل دولي.

وشهدت ليبيا اثناء تولي  السراج  رئاسة حكومة الوفاق مرحلة قاسية من الأزمات المتلاحقة بسبب سياسات موالية لتركيا وداعمة لوجود الجماعات المسلحة.

وفي سياق متصل أكد رئيس مركز التمكين السياسي للدراسات والابحاث الاستراتيجية دكتور محمد المصباحي، أن رئيس وزراء ليبيا السابق فائز السراج ارتكب مخالفات كبيرة وجرائم ضد الليبيين خاصة اتفاقية التي منح تركيا فرصة احتلال ليبيا.

وأوضح المصباحي، خلال تصريحات مع حصة مغاربية، أن فائز السراج دفع ليبيا في أزمات كبيرة وجعل تركيا عدو الشعب الليبي.

وأضاف أن فائز السراج يتحمل مسئولية استباحة تركيا الأراضي الليبية.

ومن جانبه أكد الكاتب الصحفي علي شعيب، أن فائز السراج يرغب في تحصين نفسه بحنسية أخرى بعدما فقد الجنسية البريطانية.

وأوضح أن صحيفة الجارديان لديها مصداقية ومعتدلة وموثقة المصادر مما يجعل التقرير الصحفي المنشور عن السراج يحمل طابع الجدية.

وأضاف أن السراج يريد أن يكون جاهزا في أي وقت لمغادرة ليبيا لذلك يجب على الليبيين عدم الوثوق في أي مسئول متعدد الجنسيات.

رحب رئيس مجلس النواب المستشار،  عقيلة صالح، بتكوين سلطة تنفيذية جديدة في ليبيا، متمنياً التوفيق للجميع من أجل إخراج ليبيا من أزمتها حتى الوصول إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المُحدد.

وفي السياق ذاته، تقدم فائز السراج بالتهنئة لمن أُختيروا للسلطة التنفيذية الجديدة، ومعربا عن أمله أن يكونوا على قدر المسؤولية، والعمل على إجراء انتخابات 24 ديسمبر المقبل في موعدها.

وكانت مصر والإمارات رحبتا بنتائج التصويت على اختيار السلطة التنفيذية في ليبيا، وأشادتا بجهود الأمم المتحدة في الملف الليبي.

وأسفرت العملية عن اختيار محمد يونس المنفي رئيسا للمجلس الرئاسي، وعبد الحميد محمد الدبيبة رئيسا للحكومة المؤقتة، وذلك بعد حصول قائمتهما على 39 صوتا من أصل 73 صوتا.

وقالت ستيفاني وليامز القائمة بأعمال مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا بالإنابة عن الأمم المتحدة، يسعدني أن أشهد هذه اللحظة التاريخية”.

وطالبت وليامز، برلمان طبرق بالمصادقة على الحكومة الجديدة خلال 21 يوما، أو ستحال المصادقة لملتقى الحوار السياسي.

وقالت وليامز، إنه على كل الجهات المعنية التجهيز لإجراء الانتخابات في موعدها، مضيفة أنه في حال عدم منح الثقة للحكومة يعود القرار لملتقى الحوار.

وأضافت أنه على السلطة الجديدة إطلاق مصالحة وطنية شاملة، كما يجب عليها دعم اتفاق وقف إطلاق النار.

وشددت وليامز على أن ملتقى الحوار السياسي أمامه مهام أخرى لتلبية مطالب الشعب الليبي.

ومن جانبه، رحب المجلس الأعلى للدولة بنتائج ملتقى الحوار الليبي، داعيا لتهيئة الظروف لإجراء الانتخابات.

وفي بيان اليوم الجمعة، داعا المجلس السلطة الليبية الجديدة لتحمل مسؤوليتها

تراجع رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج، اليوم الجمعة، عن استقالته التي أعلن عن تقديمها نهاية شهر أكتوبر الجاري.

وقال غالب الزقلعي المتحدث باسم رئيس حكومة الوفاق، خلال تغريدة له عبر تويتر، إن “رئيس المجلس الرئاسي يتوجه بالشكر إلى مجلس النواب بطرابلس والمجلس الأعلى للدولة والبعثة الأممية للدعم في ليبيا وقادة الدول الصديقة، على ماابدوه من حرص وثقة في شخصه بدعوته للإستمرار في مهامه حتى إنتهاء جولات الحوار. وإذ يعلن السيد الرئيس إستجابته لهذه الدعوات مقدرا بواعثها”.

وأضاف أن “السراج يأمل أن تضطلع لجنة الحوار بمسؤوليتها التاريخية بعيدا عن المصالح الشخصية والجهوية والمناطقية، وأن يضع أعضائها جميعا مصلحة الوطن فوق كل إعتبار آخر، لتجتاز بلادنا الازمة الراهنة بسلام وتوافق”.

وحض وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الجمعة رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج على تأجيل استقالته لضمان “استمرار” المحادثات السياسية التي بدأت بعد اتفاق وقف إطلاق النار.