في خطوة استفزازية جديدة، نشر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تغريدة على حسابه الرسمي في «تويتر» جاء فيها: «أطيب التمنيات لرئيس الوزراء (الإسرائيلي بنيامين نتانياهو) وكل شعب إسرائيل بمناسبة الذكرى الـ70 لاستقلالكم العظيم، لا أصدقاء لدينا أفضل منكم في أي مكان آخر، نتطلع إلى نقل سفارتنا إلى القدس خلال الشهر المقبل» .. وكرر ترامب تأكيده نقل سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس المحتلة في ذكرى النكبة (النكبة العربية الكبرى) في 15 مايو / آيار المقبل، ذكرى تأسيس المشروع الصهيوني فوق الجغرافية الفلسطينية، تنفيذاً لقراره الاعتراف بالمدينة المقدسة «عاصمة لدولة الاحتلال»» والذي تسبب في موجة غضب في العالمين العربي والإسلامي، ورفضته غالبيةٌ من الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
- والتساؤلات داخل الدوائر السياسية في القاهرة تقول : هل تقطع الدول العربية علاقاتها السياسية والاقتصادية، مع الولايات المتحدة الأمريكية، و 6 دول أخرى هي (غواتيمالا، هندوراس، توغو، جزر مارشال ـ ميكرونيزيا، جمهورية بالاو، وجمهورية ناورو) والتي أعلنت نقل سفاراتها من تل ابيب إلى القدس المحتلة، في الذكرى السبعين للنكبة ؟!
- هل تعلن الدول العربية قطع العلاقات مع واشنطن، التزاما بقرار صدر بموافقة واجماع القادة العرب في مؤتمر قمة عمان عام 1980، بقطع جميع العلاقات مع الدول التي تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفاراتها إليها، وهو القرار الذي أعيد تأكيده في عدد آخر من القمم العربية ( قمة بغداد عام 1990 ، وقمة القاهرة عام 2000)؟!
- وهل تستجيب الدول العربية، لمطالب الشرعية الشعبية العربية، ممثلة في قرار المؤتمر الثالث للبرلمان العربى ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية، بالقاهرة في 10 فبراير/ شباط الماضي، بقطع جميع العلاقات مع أي دولة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، أو تنقل سفارتها إليها، تنفيذا لقرارات قمة عمان عام 1980، وقمة بغداد 1990، وقمة القاهرة 2000 والتي تضمنت المقاطعة السياسية والاقتصادية للدول التي تنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس؟!
تساؤلات الدوائر السياسية في القاهرة، تصطدم بتوقعات خبراء سياسيون وعسكريون، بأن الدول العربية سوف تواجه «موقفا حرجا جدا»، ومن المتوقع أن يكون البديل لقطع العلاقات وفق قرارات القمم العربية، هو تصريحات رسمية «تبريرية» ، بحسب تعبير خبير الدراسات السياسية والدولية وأستاذ العلاقات الدولية، د. سالم رضوان، للغد، وسوف تعيد تكرار أن قرار نقل السفارة هو «قرار باطل ومنعدم الأثر القانوني ويضرّ بعملية السلام ولا يخدم سوى القوى المتطرفة، وهو قرار أحادي الجانب ولا يخدم عملية السلام والتسوية العادلة والشاملة للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي ويساهم في تغذية التطرف في المنطقة» !!
وكان الرئيس الأمريكي، ترامب، أعلن في 6 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أن الولايات المتحدة تعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل وستنقل سفارتها اليها.. لتعلن الخارجية الأميركية، في فبرابر/ شباط الماضي، أنها خططت لنقل السفارة بالتزامن «مع الذكرى الـ70 لقيام إسرائيل» الذي يصادف يوم 15 أيار.. وأعلنت وزيرة خارجية غواتيمالا، ساندرا جوفيل، أن «الرئيس الغواتيمالي جيمي موراليس سيحضر في 16 أيار/مايو حفل نقل سفارة بلاده من تل أبيب الى القدس، وأن غواتيمالا تتعاون مع وزارة الخارجية الاسرائيلية لإنجاز ترتيبات نقل السفارة».
بينما أبدى الرئيس الروماني، كلاوس فيرنر يوهانيس، اعتراضه على قرار نقل سفارة رومانيا في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، مؤكدا أن رئيسة الوزراء فيوريكا دانسيللا لم تستشره بشأن قرار نقل السفارة.. ومن جانبه أكد رئيس البرلمان الروماني،ليفيو دراغانا،أن الحكومة وافقت رسمياً على إجراءات نقل سفارتها إلى القدس..ومن المعروف أن الرئيس الروماني يملك صلاحيات محدودة، منها افتتاح السفارات الدبلوماسية في العالم وإغلاقها.
وبقيت تساؤلات الدوائر السياسية في القاهرة، تترقب موعد نقل السفارات إلى القدس المحتلة، في ذكرى النكبة العربية الكبرى، بعد ثلاثة أسابيع، في الخامس عشر من مايو / آيار المقبل ؟!!
