كشف مصدر أمني مصري، عن حالة القلق التي أصابت دول الساحل الأفريقي، مرورا بدول الشمال والوسط الأفريقي، المجاورة للصحراء الكبرى، عقب مبايعة الجماعات المسلحة بالساحل الأفريقي، لتنظيم «داعش» الإرهابي، وإعلان جماعة إرهابية متصلة بتنظيم «داعش» أن من يطلقون عليهم «مجاهدي» الساحل الأفريقي يتعاونون مع عناصر داعش في الصحراء الكبرى، لمواجهة القوة العسكرية المشتركة لدول الساحل الخمس، موريتانيا، ومالي، وبوركينا فاسو، والنيجر، وتشادن المدعومة عسكريا من فرنسا وألمانيا.
وأوضح الخبير الأمني، اللواء محمد زهير، للغد، أن هناك تنسيقا متواصلا بين الأجهزة الاستخبارية والعسكرية، قي دول الساحل والصحراء، لرصد تحركات التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل، وتغلغلها في مناطق من الصحراء الكبرى، المتسعة المساحة حيث تعد أكبر صحراء في العالم، وتغطّي مساحة لا يستهان بها من الحافات المرتفعة، وتضمّ العديد من المنخفضات والأحواض، ومناطق تلائم اختفاء وتحركات العناصر الإرهابية، وهي مخاطر أمنية تواجه المغرب، وتونس، والجزائر، وليبيا، وموريتانيا، والنيجر، وتشاد، والسودان، ومصر ومالي.
وأضاف الخبير الأمني، للغد، هناك رصد لتحركات الجماعة التي تسمى «الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى» ويتزعمها عدنان أبو الوليد الصحراوي، وهذه الجماعه بايعت تنظيم «داعش» الإرهابي في العام 2015، إلى جانب جماعة أخرى، وهي جماعة «أنصار الدين» التي تتزعم تحالف المجموعات المتشددة المعروف تحت اسم «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين»المتصلة بتنظيم «القاعدة»، وهذه الجماعات التكفيرية الإرهابية، ستكون الحاضنة لخلايا «داعش» بعد هروبها من سوريا والعراق، وعناصر أخرى تركت ليبيا لتنضم للتنظيم في منطقة الساحل الأفريقي، وخاصة من العناصر المنحدرة من تونس والجزائر والمغرب، وهاتين المجموعتين تنشطان بصورة متوازية، وتعاون فيما بينهما، وتستعدان لتجنيد هؤلاء الوافدين الجدد، الذين يتمتعون بتدريب أيديولوجي وعسكري، وقدرة عالية على استغلال شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.
وكشف الخبير الأمني، عن معلومات تفيد بوصول العديد من هذه العناصر إلى الصحراء الكبرى من اليمن عبر الصومال، في إطار مخطط إعادة انتشار منتسبي التنظيم الإرهابي «داعش» في منطقة الساحل، والصحراء ككل، وتم رصد تجمعات إرهابية في منطقة الساحل، والتقارير تفيد بعودة مرتقبة لنحو ستة آلاف إرهابي من تنظيم داعش، كانوا يقاتلون في مناطق سوريا والعراق، والمؤكد وفق عمليات الرصد الاستخبارية، أن قيادة داعش، لجأت إلى البحث عن بديل جغرافي مناسب للآلاف من عناصرها، ووجدت البديل في منطقة الصحراء الكبرى، وتم رصد تحركات مقاتلين أجانب في هذا الاتجاه .
كان مفوّض الاتحاد الأفريقي للسلام والأمن، إسماعيل شرقي، حذّر من «عودة مرتقبة لنحو ستة آلاف إرهابي من تنظيم داعش، كانوا يقاتلون في مناطق سوريا والعراق، إلى القارة السمراء، واستعداده لإطلاق مواجهة جديدة، والاستفادة من هشاشة جيوش دول المنطقة، ومن التضاريس الجغرافية الملائمة في منطقة الساحل الأفريقي، وأن الجماعات الإرهابية بالمنطقة، تقوم بإعادة تنظيم نفسها وتجميع مواردها».
وفي مواجهة تغلغل العناصر الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء الكبرى، بحث وزراء خارجية بلدان غرب المتوسط «خمسة زائد خمسة»،إسبانيا، وفرنسا، وإيطاليا، والبرتغال،ومالطا، ودول اتحاد المغرب العربي الخمس، تحت غطاء الاتحاد الأوروبي، أمس، في الجزائر، التصدي لأخطار الإرهاب والإجرام المنظم العابر للحدود وغيرها من التهديدات وفق رؤية مشتركة متعددة الأبعاد، وسبل مكافحة الإرهاب في الساحل الأفريقي، وفي الضفة الجنوبية من البحر الأبيض المتوسط.
