تشارك مدن وعواصم عربية ودولية،غدا الأربعاء، الشعب الفلسطيني في فعاليات «يوم الغضب»، في رسالة فلسطينية عربية عالمية للإدارة الأمريكية، وردا على قراراتها المساندة لدولة الاحتلال، والتي تتحدى وتنتهك قرارات الشرعية الدولية.
وكشفت السفارتان الماليزية والأندونسية بالقاهرة، عن مشاركة الشعوب الإسلامية في «يوم الغضب» غدا، تلبية لنداء الشعب الفلسطيني، وفي نفس الوقت استمرارا لمسيرات تظاهرات الغضب التي تشهدها شوارع كوالالمبور وجاكرتا وغيرها من عواصم ومدن دول إسلامية، وفي أوروبا والعالم الثالث الداعم للحقوق الفلسطينية والمفدسات الإسلامية في القدس الشريف.
كان المجلس الثوري لحركة «فتح» أعلن أن يوم الأربعاء، غدا، سيكون يوم غضب فلسطيني عربي عالمي يحمل رسالة للولايات المتحدة، الشريك الأساسي للاحتلال ضد شعب فلسطين.
وقال المجلس الثوري لحركة فتح في ختام اجتماعه برام الله، مساء أمس الاثنين: «نؤكد ضرورة التحاق كل القطاعات بالتظاهرات والمسيرات والفعاليات الوطنية التي يعلن عنها من قبل القيادة المركزية والميدانية، مع الإشارة للتأكيد على أن يوم الأربعاء، هو يوم غضب فلسطيني عربي عالمي يحمل رسالة لنائب الرئيس الأمريكي بنس القادم للرقص على جراحات شعبنا»
ودعت الفصائل الفلسطينية إلى مسيرة حاشدة تنطلق من وسط مدينة رام الله إلى حاجز قلنديا العسكري الإسرائيلي، شمال القدس؛ احتجاجا على زيارة «بنس». نائب الرئيس الأمريكي، والذي من المقرر، في حال عدم تأجيل زيارته، أن يتوجه إلى حائط البراق، الذي يسميه اليهود الحائط المبكى، في الجدار الغربي للمسجد الأقصى برفقة مسؤول إسرائيلي.. بينما لم يسبق أن أقدم أي مسؤول أجنبي على مثل تلك الخطوة بما في ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدى زيارته إلى المنطقة في شهر مايو/آيار الماضي حينما زار الحائط بدون مرافقة أي مسؤول إسرائيلي.
ويؤكد السفير محمد جلال، مساعد وزير الخارجية المصري سابقا، للغد، أن العالم الإسلامي مشحون بالغضب من قرار الرئيس ترامب، الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل سقارة بلاده إليها، ومن المتوقع مشاركة عربية وإسلامية ودولية في يوم الغضب الفلسطيني، خاصة وأن هناك عشرات التظاهرات انطلقت في أمريكا نفسها وفي دول أوروبية، وفي عواصم من أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا، تتضامن مع حقوق الشعب الفلسطيني.
ومن جانبه قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، د. عاطف عبد الحافظ للغد: إذا كان يوم الغضب الفلسطيني العربي العالمي، غدا الأربعاء، في مواجهة مواقف الإدارة الأمريكية المنحازة بشكل سافر لدولة الاحتلال الإسرائيلي، فإنه يتزامن مع «صدمة أمريكا» من مواقف أقرب الحلفاء لها، بريطانيا وفرنسا، داخل مجلس الأمن الدولي أمس الإثنين، والتي تحمل مؤشرات «عزلة» الولايات المتحدة، وهو ما عبرت عنه مندوبة أمريكا لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، قائلة «أن ما شهدناه هنا اليوم في مجلس الأمن إهانة لن تنسى».
وأضاف: لقد ازدادت عزلة الولايات المتحدة بسبب قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وذلك عندما استخدمت الفيتو لإسقاط دعوة من مجلس الأمن الدولي لسحب قراره، بينما أيد أعضاء مجلس الأمن الأربعة عشر الباقون مشروع القرار المصري، وفي حقيقة الأمر، فإن استخدام واشنطن الفيتو بشكل منفرد، يعكس العزلة الدولية التي تواجهها أمريكا بخصوص الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.
وتابع في تصريحات للعد: إن الإدارة الأمريكية، أدركت أن هناك عزلة دولية ضد مواقفها وسياساتها بشأن القدس المحتلة، وهو ما كشفت عنه ملامح «نيكي هايلي» وهي تتابع كلمة مندوب بريطانيا لدى مجلس الأمن مؤكدا : لا نعترف بقرار ترامب بشان القدسن والتي ينبغي تحديد وضعها من خلال المفاوضات بين الطرفين، وأيضا كلمة مندوب فرنسا، موضحا أن الدول جاءت لمجلس الأمن لتؤكد تمسكها بالشرعية الدولية بشأن القدس، مؤكدا أن فرنسا لا تعترف بقرار ترامب بخصوص القدس، كما أشار لموقف بلاده المتمسك بحل الدولتين على حدود 1967، وأن القدس عاصمة لدولتين وهما إسرائيل وفلسطين.
