في مئوية «الوعد ـ الجريمة».. الرايات السوداء في مواحهة التعنت البريطاني

في خطوة وصفتها الدوائر السياسية العربية بـ «الاستفزازية» دعت رئيسة الوزراء البريطانية، تريزا ماي، رئيس حكومة دولة الاحتلال، بنيامين نتانياهو، للاحتفال غداً الخميس، في لندن بمئوية الوعد المشؤوم (وعد بلفور) . ووجه نتانياهو بدوره دعوة إلى زعيم حزب العمال البريطاني المعارض، جيريمي كوربن، لحضور حفلة عشاء في المناسبة، لكن كوربن المعروف بتأييده حقوق الشعب الفلسطيني، اعتذر عن عدم الحضور.

 

 

 

 

 

وينما كان العرب والفلسطينيون، في انتظار اعتذار من بريطانيا عن «وعد بلفور»، تخرج بريطانيا لتستفز مشاعر الجميع.. وبدلا من الاعتذار عن منح الأرض الفلسطينية لإقامة المشروع الصهيوني «إسرائيل»، تقيم رئيسة وزراء بريطانيا احتفالية للذكرى المئوية لصدور وعد بلفور، على الرغم من مطالبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الأمم المتحدة في 20 سبتمبر/ أيلول الماضي، باعتذار بريطانيا عن «جريمتها» بحق الشعب الفلسطيني، والاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة السيادة على حدود 4 يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس.

 

 

 

 

 

 

الرايات السوداء

وتستقبل فلسطين ذكرى مئوية وعد بلفور، غداً الخميس، برفع الريات السوداء على المنازل والسيارات، وتنظيم سلسلة من الاحتجاجات في الميادين العامة وأمام المؤسسات البريطانية مثل المركز الثقافي البريطاني، والقنصلية البريطانية في القدس، والسفارة البريطانية لدى إسرائيل في تل أبيب.. وتوجيه 100 ألف رسالة احتجاج من طلاب المدارس الثانوية الفلسطينية إلى رئيسة وزراء بريطانيا ، يعبرون فيها عن احتجاجهم على قيام الحكومة البريطانية بالاحتفال بذكرى الوعد الذي قاد إلى إقامة دولة إسرائيل على أنقاض الشعب الفلسطيني، وإلى تشريده، وحرمانه من حقوقه الإنسانية والوطنية والدينية.

 

 

 

 

 

تعنت وصلف بريطاني

الخطوة الاستفزاية البريطانية، التي يراها الباحث السياسي البريطاني بمركز دراسات الشرق للتنمية، روبرت أوليفيد، تحمل «تعنتا وصلفا يفتقد للدبلوماسية »، جاءت  ردا على مطالب فلسطينية «لإعادة التوازن» إلى الدور البريطاني، بتقديم الاعتذار إلى الشعب الفلسطيني، وتعويضه مالياً، والاعتراف بدولة فلسطين، لكن«ماي» رفضت الاقتراحات الثلاثة، وأصرت على الاحتفال بالذكرى المئوية لوعد بلفور !!

 

 

 

 

 

 

كانت السلطة الفلسطينية، طالبت بريطانيا في اتصالات ثنائية في الأشهر الأخيرة، بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 للتعويض عن وعد بلفور الذي قاد إلى إقامة دولة إسرائيل على أنقاض الشعب الفلسطيني، لكن الأخيرة رفضت ذلك، وفضلت الانتظار إلى ما بعد التوصل إلى تسوية سياسية بين الجانبين.

 

 

 

 

 

 

ومن جانبه أوضح وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، أنه يجري التحضير لرفع قضايا قانونية على بريطانيا لمطالبتها بإعادة حقوق الشعب وتصحيح خطئها التاريخي .. بينما كشف سفير فلسطين لدى بريطانيا، مانويل حساسيان، أنه «جرى تكليف مكتب محاماة في بريطانيا التحضير لرفع دعاوى على الحكومة البريطانية أمام القضاء ومطالبتها بتعويض، ودراسة رفع دعاوى مماثلة أمام محكمة العدل الدولية»..وقال في تصرحات صحفية في لندن: إن هناك سوابق في التاريخ جرى فيها رفع دعاوى قضائية على دول جراء الإضرار بمصالح دول أثناء استعمارها، وأقرت المحاكم تعويضات مالية لتلك الدول والشعوب، مشيراً إلى أن «فلسطين ستطالب بريطانيا بالاعتذار والاعتراف بدولة فلسطين، وتقديم تعويضات للشعب الفلسطيني على الأضرار التي لحقت به نتيجة وعد بلفور».

 

 

 

 

 

بريطانيا .. التاريخ لا يغفر الذنوب

الاعتذار البريطاني لا يقتصر فقط على «وعد بلفور»، فقد جاء في سياق «جرائم بريطانية» في حق الشعب الفلسطيني، وعلى نفس سياق المنطق الذي تبناه رئيس وزراء بريطانيا اللورد  «بالمرستون»، حين  كتب إلى سفيره في استانبول اللورد «بونسونبي» في 11 أغسطس/ آب  1840  بتعليمات جاء فيها ما يلي :

 

  • ( عليك أن تقنع السلطان وحاشيته بأن الحكومة الإنجليزية ترى أن الوقت أصبح مناسبا لفتح أبواب فلسطين أمام هجرة اليهود إليها ، لقد حان الوقت لكي يعود هذا الشعب المشرد إلى أرضه التاريخية، إن السلطان وحاشيته قد لا يقتنعان بهذا المنطق الأخلاقي ، ولذلك عليك أن تجعلهما يدركان أن اليهود في العالم يملكون ثروات ضخمة ولديهم كنوز من المال وفيرة ، وإذا حصلوا على حماية السلطان فسوف يكون في مقدوره أن يقنعهم بمساعدته ، وهم بلا شك سوف يقدّرون عطفه عليهم ،عليك أن تذّكر السلطان وحاشيته بأنه يقوم الآن بين اليهود المبعثرين في كل أوروبا شعور قوي بأن فرصتهم في العودة إلى فلسطين آخذة في الاقتراب).

 

 

  • ( فإذا عاد الشعب اليهودي تحت حماية ومباركة السلطان إلى فلسطين فسوف يكون ذلك مصدر ثراء له ، كما أنه سوف يكون حائلا بين  «محمد علي» أو أي شخص آخر يخلفه وبين تحقيق خطته الشريرة في الجمع بين مصر وسوريا وتهديد الدولة العليا ، وحتى إذا لم يؤد هذا التشجيع الذي يمنحه السلطان لليهود إلى إستيطان أعداد كبيرة منهم في فلسطين ، فإن إصدار قانون يعطيهم حق الإستيطان سوف يعمل على نشر روح من الصداقة تجاه السلطان بين جميع يهود أوروبا ، وسوف ترى الحكومة التركية على الفور أنها كسبت أصدقاء أقوياء ومفيدين، بقانون واحد من هذا النوع ) .

 

 

 

 

 

 

الساحة البريطانية مسرحا لتقبل فكرة الهجرة إلى فلسطين

وتواصلت الحركة على هذا المسار، وتلاحقت على نفس المسار النوايا والخطط والتحركات ، ترسم لنفسها ما يناسب هواها بإتجاه مشروع توطين اليهود في فلسطين .. وكانت الساحة البريطانية مسرحا للتحركات والترتيبات والإتصالات ومحور الرسائل حول المشكلة الملحة على كل الأطراف، وهي مشكلة فتح أبواب فلسطين أمام الهجرة اليهودية .. وكان مجمل التطورات يكشف عن النوايا والخطط والتحركات والإلحاح لتقبل فكرة الهجرة إلى فلسطين أو فرضها كأمر واقع..وفي نفس السياق كتب  الدبلوماسي البريطاني، «إدوارد لودفينج  ميدفورد» ما أسماه  « نداء بالنيابة عن اليهود لإنشاء كومنولث بريطاني في الشام»  .

 

 

وقال :  «إن فلسطين إذا ما أخذنا في الإعتبار مساحتها ، تبدو صغيرة ولا تتسع لكل اليهود ، وقد تنشأ مشاكل بسبب هجرة مستوطنين كثيرين ، لذلك يستحسن قبل القيام بتوسيع نطاق الإستيطان في فلسطين ، أن يتم إعداد البلاد كلها لإستقبال شعبها الجديد ، ويمكن إقناع الحكومة العثمانية بتهجير كل السكان «المحمديين» وتوطينهم في المناطق الشاسعة الخالية من شمال العراق، حيث يستطيعون إمتلاك أرض أفضل من تلك الأرض التي سوف يتركونها وراءهم » !!

 

 

 

 

 

(الوعد ـ الجريمة)

ثم جاء (الوعد ـ الجريمة) في الثاني من نوفمبر / تشرين الثاني 1917 ليكمل سلسلة التآمر البريطاني على الشعب الفلسطيني، وتوج هذا التآمر بالانتداب البريطاني على فلسطين، وتمهيد الأرض لفلول المستوطنين من المهاجرين اليهود

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]