في خطوة طال انتظارها، أصبح من حق السيدات في المملكة العربية السعودية قيادة السيارات، حيث أصدر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، مساء اليوم الثلاثاء، أمرا ملكيا بمنح النساء رخص قيادة للسيارات بدءا من العام المقبل، لتنهي السعودية بذلك حظرا مفروضا على قيادة المرأة للسيارات يعود لعقود.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”، إن “أمرا ساميا باعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية، بما فيها إصدار رخص القيادة، على الذكور والإناث على حد سواء” صدر عن الملك سلمان.
وحسب وكالة الأنباء السعودية، يقضي الأمر بتشكيل لجنة على مستوى عال من وزارات: (الداخلية، والمالية، والعمل والتنمية الاجتماعية) لدراسة الترتيبات اللازمة لإنفاذ ذلك.
وأشار البيان “إلى ما يترتب من سلبيات من عدم السماح للمرأة بقيادة المركبة، والإيجابيات المتوخاة من السماح لها بذلك، مع مراعاة تطبيق الضوابط الشرعية اللازمة والتقيد بها”.
أوضح البيان “ما رآه أغلبية أعضاء هيئة كبار العلماء بشأن قيادة المرأة للمركبة من أن الحكم الشرعي في ذلك هو من حيث الأصل الإباحة، وأن مرئيات من تحفظ عليه تنصب على اعتبارات تتعلق بسد الذرائع المحتملة، التي لا تصل ليقين ولا غلبة ظن، وأنهم لا يرون مانعا من السماح لها بقيادة المركبة في ظل إيجاد الضمانات الشرعية والنظامية اللازمة لتلافي تلك الذرائع ولو كانت في نطاق الاحتمال المشكوك فيه”.
ويعد هذا المرسوم، بمثابة انتصار كبير للمرأة السعودية، التي كثيرا ما طالبت بالسماح لها بقيادة السيارة، خاصة أنه لا يوجد تشريع قانوني، يحظر على المرأة القيادة، ولكن السُّلطات لا تصدر مثل هذه الرخصة للنساء، ما يحظر عليهن القيادة عمليا.
تعد السعودية الدولة الوحيدة في العالم التي تمنع النساء من قيادة السيارة، وتعتمد النساء في السعودية في تنقلاتهن على السائقين الأجانب، الذين يصل عددهم في المملكة إلى نحو 800 ألف سائق، يشكلون ضغطا اقتصاديا على دخل العديد من الأسر السعودية، التي تأثرت مؤخرا بسبب هبوط أسعار النفط منذ العام 2014.
ورحبت الولايات المتحدة اليوم، الثلاثاء، بمرسوم العاهل السعودي الملك سلمان يسمح للمرأة السعودية بقيادة السيارات.
وقالت هيذر نويرت، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، للصحفيين، “نرحب بذلك بالتأكيد، هذه خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح لذلك البلد”.
وفي السياق ذاته، قال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، للصحفيين، اليوم الثلاثاء، إن قرار المملكة السماح للمرأة بقيادة السيارة ليس مجرد تغيير اجتماعي كبير، وإنما هو جزء من الإصلاح الاقتصادي في البلاد.
وأضاف الأمير خالد، أنه يعتقد أن القيادة السعودية تدرك أن المجتمع السعودي أصبح جاهزا لذلك، مضيفا أن المرأة لن تحتاج إلى إذن وليها لاستخراج رخصة قيادة، كما لن تحتاج إلى وجود ولي معها في السيارة في أثناء القيادة.
