تترقب الدوائر السياسية العربية والغربية، تطورات الأوضاع الداخلية في قطر.. مع مؤشرات رياح «ربيع عربي»، وارتفاع أسهم الشيخ عبد الله آل ثاني، والذي وصفته الدوائر الأمريكية بـ « قائد معركة الحج» .. ويبدو أن قطر بدأت تحصد زرع «الربيع» في عدد من الدول العربية، بـ«ارحل يا تميم»، بحسب تعبير المستشار في الديوان الملكي السعودي، والمشرف العام على مركز الدراسات، سعود القحطاني .. مضيفا « لقد أذاقهم الله من ذات الكأس، إن ربك لبالمرصاد، تآمر «تنظيم الحمدين» على الشعوب العربية فيما يسمى بـ «الربيع العربي» فأذاقهم الله من ذات الكأس، وقد حقق الوسمان «الهاشتاجان» (#ارحل_يا تميم) و(#عبدالله_مستقبل_قطر) في «تويتر» أمس، أعلى نسبة تداول في قطر.
ونقلت الصحف الخليجية، عن القحطاني، أن على «قذافي الخليج» الاستجابة للنداءات السلمية للشعب القطري، وأن يعلم أن أي محاولة لقمع الحراك السلمي للشعب القطري الشقيق على يد القوات الأجنبية ستكون عاقبته وخيمة، فهي جريمة حرب.
وأبرزت صحف الخليج، توقعات وتحليلات دوائر سياسية وإعلامية في لندن وواشنطن، تشير إلى أن الشيخ عبد الله آل ثاني «البديل الشرعي» لـ «الأمير الصغير» .. وحكومة موازية للدوحة ، تمهد لإزاحة «الأمير الصغير».. و رياح «الربيع العربي» تهب على قطر بشعارات «ارحل يا تميم».
قطر تتوسل سياسياً
وكشف علي الدهنيم المعارض القطري، والضابط السابق في جهاز المخابرات، الممارسات السرية للمخابرات القطرية للإيقاع بكبار رجال الأعمال وموظفي الدولة بالتعاون مع الموساد الإسرائيلي، حتى يخضعوا لأجندتها، مشيراً إلى حالة الخوف التي تعيشها الأسرة الحاكمة بقطر في الوقت الحالي ما جعلها تمنع 50 ألف شخص من السفر.
وأكد الدهنيم في حواره مع صحيفة الرياض السعودية، أن أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني في الدرجة السادسة من الحكم، وليس هو المتحكم الأول في الدولة، والبلد تدار من قبل عصابة مافيا على مستوى عالٍ من الإجرام، المتحكم الأول هو حمد بن خليفة الأمير السابق، والثاني حمد بن جاسم، ثم عبدالله بن حمد العطية وزير الطاقة سابقاً، وحمد بن خليفة العطية مستشار الأمير الخاص، وحمد بن علي العطية رئيس الأركان وزير الدفاع سابقاً، وبعد ذلك في الدرجة السادسة تميم، وهو مجرد أمير تنفيذي.
وقال الضابط السابق بالمخابرات القطرية، : إن قطر كان لها مشروع استخباراتي عالي المستوى لكنه فشل وتوقف مع وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى رأس السلطة في البيت الأبيض، وتلقت قطر أولى الضربات في أزمتها مع دول الخليج، والآن تبحث عن من ينقذها من هذا الموقف.
إيران تتخلى عن «الأمير الصغير» وتروج لحاكم جديد
ورصدت الدوائر السياسية البريطانية، مؤشرات تخلي إيران عن دعم النظام الحاكم في قطر، وقد بدأ الإعلام الإيرانى الترويج لبديل النظام القطرى، ورجل قطر القادم ودوره المستقبلى، فمنذ ظهور «الشيخ عبدالله بن على بن عبدالله بن جاسم آل ثانى» على الساحة القطرية، ونجاح وساطته مع العاهل السعودى لحل أزمة الحجاج القطريين، دأب إعلام إيران، على الترويج لدوره المستقبلى.
وفى حلقة جديدة من السياسيات الإيرانية تجاه «أمير قطر القادم»، بحسب تحليل الدوائر الغربية، لعب إعلام طهران على وتر الترويج للرجل عبر الإعلان عن دوره فى قطر، وقال إن تولى الشيخ عبدالله غرفة عمليات خاصة لإدارة شئون القطريين فى ظل قطع العلاقات خطوة «لإيجاد حكومة موازية للدوحة، ونزع شرعية الحكومة الحالية برئاسة تميم».
والترويج فى إعلام طهران لـ«عبدالله آل ثانى» كرجل قطر المقبل يأتى لعدة أهداف ترمى إليها دولة إيران العميقة، ويرى مراقبون أنها مؤشر على رغبة إيران فى إزاحة تميم عن الحكم، فرغم ما يقال فى الإعلام من العلاقات المتجذرة على مدار سنوات، فإنَّ طهران، أيضاً، كشفت عن دور تميم فى دعم الإرهاب وفضحت دور الدوحة فى سوريا والعراق وليبيا، إذن فإزاحته ستمكنها من خلو الساحة السورية التى تعارضها فيها قطر وتمول الجماعات الإرهابية، تلك التى تحاربها ميليشيات طهران بالتحالف مع الأسد.
ويشير الترويج له إلى رغبة إيرانية ملحة لدراسة مواقف الشيخ عبدالله آل ثانى تجاهها، الذى سيتولى زمام الأمور فى الدوحة، لإبداء مواقفها السياسية منه، وهو ما اعتادت عليه طهران فى تقييم السياسيين، فدراسة بوصلة رجل قطر القادم ستحدد وقوفها إلى جواره من عدمه.
قائد «معركة الحج»
والمراقبون، أيضاً، يتفقون فى الرأى الذى يقول إن طهران تخلت قليلاً عن سياسة النفخ فى الأزمة لإطالة أمدها، منذ أن ظهر الشيخ عبدالله على الساحة، وباتت تبحث عن البديل الشرعى للشيخ «تميم»، ويبدو أن بوصلتها راحت نحو الرجل الذى أصبحت تدرس مواقفه وتحركاته بدقة .. أما وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية فنقلت في تحليل لها أن ما فعلته وساطة الشيخ عبد الله أخذت الحكومة القطرية «على حين غرّة، وهي مكشوفة دون حراسة»، وأن نتائج هذه الوساطة «أزعجت تمامًا» قصر الحكم في الدوحة.
وركزت وسائل الإعلام الغربية، على ظهورالشيخ عبد الله آل ثاني المفاجئ، فقد رأت أن هذه الخطوة هزت الأسرة القطرية الحاكمة كلها، لها ما بعدها، على كل المستويات السياسية والشعبية. ورأت مجلة «نيوزويك» الأمريكية، أن هذه الخطوة «لها ما بعدها»، وقالت إن الحكومة القطرية تفاجأت بالخطوة، التي تعني أن الشعب القطري يجد الآن من داخل الأسرة الحاكمة فرعا لديه الشرعية والمبادرة. ولخوف قطر الشديد من نجاح وساطة الشيخ عبدالله عرقلت سفر حجاجها إلى مكة، ومنعت الطائرات السعودية من الهبوط في مطار الدوحة، لنقل الحجاج القطريين، حتى لا ينسب الفضل في ذلك للشيخ عبدالله باعتباره أحد البدلاء المقبولين للنظام القطري الحالي.
ويعتبر الشيخ عبدالله بن علي بن عبد الله آل ثاني من كبار شخصيات أسرة آل ثاني، فهو الابن التاسع لحاكم قطر الشيخ الراحل علي بن عبد الله آل ثاني وحفيد حاكم قطر عبد الله بن جاسم آل ثاني، وأخو الشيخ أحمد بن علي آل ثاني الذي أطاح به ابن عمه الشيخ خليفة بن حمد ال ثاني جد الأمير تميم بن حمد في عام 1972
