يبدو أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أصبح مثيرا للانتباه والمتابعة ، بقدر إثارته للجدل حول تصريحاته وقراراته .. الرجل أصبح في “بؤرة” الاهتمام وتحت أعين العالم من الملاحظين والمحللين لسلوكياته قبل مظهره، ولتعبيرات الوجه واليدين، قبل إدارته للبيت الأبيض
أحدث الملاحظات التي تم تسجيلها، أن الرئيس الأمريكي يخشى المصافحة أو يكرهها .. وتم التركيز على الطريقة التي يصافح بها ضيوفه أو مواطنيه، وهي غالبا غريبةً من نوعها، كما تظهرها الصور واللقطات التي تُنشر وتُبث للقاءاته مع العديد من ضيوف البيت الأبيض، مما أثار التساؤلات ك هل يخشى “ترامب ” من انتقال الجراثيم، أم هل يشك في نظافة الضيف ؟!
وإذا كان الرئيس الأمريكي “ترامب” يتجنب – في بداية حملته الانتخابية التي أوصلته إلى البيت الأبيض – مصافحة أنصاره، فإنه لم يعد قادراً الآن بعد فوزه بالمنصب، من تجنب مصافحة الضيوف ، من الزعماء وكبار المسؤولين، إذ بات ملزماً بحكم البروتوكول بمصافحة الكثيرين يومياً.
السر في “طريقة” مصافحة “ترامب” لضيوفة، والتي يبدو خلالها أنه متردد، ويسحب يده بسرعة .. بجسب تقرير صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية ،أن الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة يعاني مما يُعرف بـ«الخوف من الجراثيم»، أو ما يُطلق عليه علمياً اسم «رُهاب القذارة»، وهو مصطلح صيغ في عام 1879 على يد طبيب يُدعى ويليام هاموند. ويصف هذا المصطلح حالة من يتملكهم خوف مرضي، من أن تنتقل إليهم جراثيم حقيقية أو متوهمة، بسبب التلامس مع الآخرين، وهو ما يدفعهم إلى غسل أياديهم مراراً وتكراراً طوال الوقت.
“فوبيا المصافحة” تطارد الرئيس “ترامب”، والذي يقوم بجذب يد من يصافحه بقوة وعلى نحو انفعالي قليلاً، كما حدث مؤخراً مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي خلال زيارته الأخيرة لواشنطن.
وسجلت صحيفة “واشنطن بوست” حالات أخرى، بنفس الطريقة التي يُقْدِمُ فيها الرئيس الأميركي على المصافحة بهذه الطريقة، ففي ليلة الانتخابات الرئاسية التي فاز بها، صافح ترامب نائبه مايك بينس على الشاكلة ذاتها.. وهو ما كرره مؤخراً مع القاضي نيل غورسيتش خلال إعلان الرئيس الأميركي ترشيحه لعضوية المحكمة العليا في الولايات المتحدة.
التحليل النفسي لطريقة مصافحة “ترامب” المترددة، أو المستعجلة، أو الحذرة، أو المتعالية، يرجع ذلك إلى محاولةً منه لتأكيد هيمنته وإثبات نفوذه.. بينما يرى آخرون، أنه لا يخشى المصافحة، بل ولا يحاول استخدام هذه الطريقة لتأكيد القوة والسطوة والنفوذ، بقدر ما أن الأمريتعلق بأن الرئيس الأمريكي ، الذي لم يكمل شهره الأول في البيت الأبيض ، ذو طابع مختلف في كل شيء، حتى في الطريقة التي يصافح بها الآخرين!
