تواصلت ردود الفعل داخل الساحة الفلسطينية وخارجها، على مبادرة القيادي الفلسطيني محمد دحلان، في ذكرى تأسيس حركة فتح وعودة الوعي لمسيرة النضال الفلسطيني “سلما ومقاومة” وصولا لإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة.
ونقلت وسائل الإعلام الفلسطينية، “خطاب دحلان”، وكتبت وكالة قدس نت للأنباء، تحت عنوان “دحلان: لا نعترف بنتائج المؤتمر السابع ولا نسعى ولن نسمح بانشقاق”: أكد القائد الفلسطيني محمد دحلان على انه لن يعترف بنتائج المؤتمر السابع لحركة “فتح” الذي سماه بمؤتمر “المقاطعة”، وقال “نحن في فتح وباقون فيها وسنعمل لاستنهاضها وإعادة بنائها، نحن لا نسعى ولن نسمح بانشقاق في فتح، نحن (أم الولد)، ومن خرج عن نهج وقواعد ودساتير وأخلاقيات الحركة عليه أن يتحمل تبعات ذلك، زمن التفرد انتهى، وفتح تستطيع أن تكون قوة التغييير القادم”.وتابع “ان مكتسباتنا في الأمم المتحدة معطلة بفعل فاعل، ومؤسساتنا التشريعية معطلة برغبة فرد واحد والنهج السياسي الرسمي يسعى لتبديد أوراق القوة بأيدينا، ومنظمة التحرير تكاد تصبح ذكرى في الزمن الثوري الجميل”.
مفترق طرق خطر
وقال نعيم الباز (من جنين) للغد، في تعقيبه على كلمة “دحلان” : لقد وصلنا بالفعل لمفترق طرق خطر جدا، وما وصلنا إليه نتيجة طبيعية لثلاثة مواقف كانت هي أقسى الضربات لقضيتنا، وهي اعتراض محمود عباس على المقاومة، وحذر من “عسكرة المقاومة” في إعلان صادم ونحن تحت الاحتلال، والموقف الثاني هو الاىتشقاق الفلسطيني، وأصبحنا “إخوة أعدء” بعد رحيل الزعيم أبو عمار ، صاحب ثوابت وطنية فلسطينية، ترجمها بأقواله البندقية غير المسيسة قاطعة طريق وأن فتح هى روح الشعب الفلسطينى.
وأضاف “الباز” : رسالة “دحلان” عبر قناة الكوفية، اختصرت معاناة الشعب الفلسطيني المتطلع لعودة وحدة الصف، والمقاومة، وحقه في استقلال وطنه ، إننا نعاني منذ أكثر من عشر سنوات، من طغيان المصالح الشخصية على القضية الفلسطينية، فهل تسمع السلطة في رام الله، وهل تسمع حماس في غزة لصوت العقل ، وهل تقرأ رسالة دحلان للعودة إلى المسار الصحيح؟.
العودة لمسار “فتح” سلما ومقاومة
بينما ركزت وكالة صفا الفلسطينية، على تأكيد “دحلان” أن بدايةَ العمل نحو المستقبل يبدأ من فتح ، لان فتح وحدَها تستطيعُ أن تكون قوةَ التغيير المطلوب، وأنا هنا لا أتحدث عن تغيرِ الأشخاص ، بل أتحدث عن تغيير النهج و المسار، عن العودة الى نهجِ و مسار فتح الأصيل سلما ومقاومة ، فالأشخاص زائلون، و لا ينبغي السماح لهم بإزالةِ فتح مع زوالِهم،لأن فتح هي قلب و عقل القضية الفلسطينية. وطالب دحلان بالمضي قدما تجاه المصالحة الوطنية بالعمل الجاد والصادق لانهاء الانقسام الفلسطيني “وبدون انتهاء مصيبة الانقسام الكبرى لن يكون هناك استقلال”.وشدد على ضرورة العمل الجاد لعقد المجلس الوطني الفلسطيني في دورة تشمل حركتي حماس والجهاد الإسلامي، في مصر أو الأردن، والى حين ان يتم ذلك دعا دحلان الى “الشروع فورا في تفعيل الاطار القيادي المؤقت لرسم سياسية وطنية محددة يجمع عليها الكل الفلسطيني.”
من جانبه قال محمود الجرزي (رام الله) المقيم بالأردن، للغد : في ذكرى تأسيس حركة فتح، نسترجع ما قاله أبو عمار ،إن فتح هى الخطوط الحمراء التى لا يمكن تجاوزهان ولكن تجاوزها أبو مازن، والأهل في الأرض المحتلة فقدوا الأمل في الفيادات الفلسطينية، ولذلك فإن محمد دحلانن ضغط على الجرح، وهو يستعرض واقعنا، ولكنه أيضل طالب بالتحرك عبر نقاط محددة قالها، وربما أهمها المصالحة الفلسطينية، وعودة الروح للنهج الأصيل لحركة فتح.
تعلموا الفدائية من كوفية أبو عمار
ويقول الكاتب الصحفي والشاعر الفلسطينين إبراهيم جابر، إن الصورة في مجملها تختصرها كلمات تاريخية، منذ تأسيس حركة فتح، والتي ارتبطت بمسيرة النضال الفلسطيني الحقيقي، فقد قال الزعيم السوفيتي الراحل “بريجنيف ” اذهبوا وتعلموا الفدائية من كوفية أبو عمار” ، وقال الزعيم عبد الناصر “فتح وجدت لتبقى .. ويرد الزعيم أبو عمار “فتح وجدت لتبقى وتنتصر” .. والحقيقة بكل جوانبها رسمتها كلمات غسان كنفاني ” لقد استطاعت حركة فتح برصاصة واحدة أن تجمع عامة الشعب الفلسطينى “.. وهذا يكفي .
السلطة تحلت عن ثوابت “فتح”
ويرى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني الأصل سفيان الشيخ، في تصريحه للغد، أن ما بثته قناة الكوفية من رسالة “محمد دحلان” جاء في ذكرى عزيزة في فلب كل فلسطيني، ذكرى فتح ومؤسسيها من رموز نضالية فلسطينية تاريخية، ونخن نتحسر على الواقع الذي أصبحنا عليه، لأن ثوابت حركة فتح تخلت عنها السلطة الفلسطينية، وهناك رفض شعبي لهذه التوجهات، وكان ذلك واضحا من رفض المؤتمر السابع للحركة والذي غذى عملية الانشقاق داخل الحركة النضالية الوطنية الفلسطينية
واضاف “الشيخ” للغد: أعتقد أن الشعب الفلسطيني، تواق لمبادرات لم الشمل الفلسطيني، وإعادة تصحيح مسيرة النضال الفلسطينين وهو ما دعا إليه “دحلان” موضحا أهمية وضرورة إنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة الوطنية، وضرورة عقد المجلس الوطني الفلسطيني في دورة تضم كل القوى الفلسطينية، والتمسك بوحدة فتح والعمل على نهضتها واستعادة بنائها، وأنا أرى أن كل ما قاله بمثابة خطة إنقاذ وطني.
