الصحف الفرنسية: ليلة الرعب في برلين.. والفوضى في أنقرة
رعبٌ في قلب برلين، مجزرة في سوق ميلادية، شاحنةٌ تدهس حشدا في سوق ميلادية مخلفة قتلى وجرحى، عناوينُ الصحف الفرنسية تنوعت في وصف الاعتداء الدموي، الذي نُفذ بشاحنة تزن 38 طنا عندما اقتحم سائقُها سوقا ميلادية في برلين مساء الإثنين، مخلفا 12 قتيلا في حصيلة غير نهائية وحوالي 50 جريحا.
صحيفة “لوفيجارو” كتبت: ألمانيا في حالة “حداد”، كما قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مساء الإثنين عند الساعة الثامنة مساء بعدما قامت شاحنة تحمل لوحة تسجيل بولندية باقتحام سوق للميلاد في ساحة بريتشيد وسط برلين الغربية.
اعتداء أم حادث؟
تتساءل الصحيفةُ قائلة، إن السلطات الألمانية بدت حذرة وفقا للمعلومات المتوفرة حتى الساعة 11 ليلا، حيث أكد وزير الداخلية الألماني، توماس دي ميزيير، أن هناك “أسبابا عديدة تدفع للاعتقاد” بأن عملية الدهس هي اعتداء.
وعن تداعيات هذا الهجوم المُحتملة في ألمانيا، تتوقعُ “لوفيجارو” أن تكون كبيرة على المستوى السياسي في حال التأكد من أن الهجوم إرهابي، ما يضع المستشارة أنجيلا ميركل في موقف حرج.
من جانبها، وصفت صحيفة “ليبراسيون” الاعتداء بالشاحنة بمجزرة تستهدف سوقا ميلادية في برلين، ونشرت في صفحتها الرئيسية صورة للشاحنة السوداء التي استُخدمت في تنفيذ الهجوم مُعنونة، “برلين.. شاحنةُ تدهس حشدا”، مشيرة إلى أن طابع الاعتداء الإرهابي غير مستبعد.
أما صحيفة “لوباريزيان” فقد نشرت بدورها صورة للشاحنة السوداء وحالة الذعر حولها إثر الهجوم على سوق ميلاد في قلب العاصمة الألمانية، مشيرة إلى اعتقال سائق الشاحنة، وقارنت اليومية الفرنسية هذا الاعتداء باعتداء نيس الإرهابي في فرنسا الصيف الماضي متحدثة عن رمزية قوية، في فرنسا كان التوقيت يوم العيد الوطني وفي ألمانيا استهدف الاعتداء سوقا تقليدية شعبية يرتادها سكان برلين والسواح قبل أعياد الميلاد.
إثر هذا الاعتداء، تتابع اليومية الفرنسية، قررت فرنسا التي مددت أصلا قبل أيام حالة الطوارئ، تشديد الإجراءات الأمنية في أسواق الميلاد والمحلات التجارية في المدن الفرنسية قبل أعياد نهاية السنة.
“لوباريزيان” أجرت حوارا مع الخبير في قضايا الإرهاب جان شارل بريزار.
هذا الخبير قال إن ألمانيا وفرنسا وبلجيكا هي بلدان تأتي في مقدمة الدول المُعرّضة للخطر الإرهابي، وعن ألمانيا قال جان شارل بريزار إنها مستهدفة من طرف الدعاية الجهادية الرسمية لتنظيم الدولة الإسلامية، خاصة وأن 800 ألماني انضموا الى مسرح العمليات الجهادية في سوريا والعراق هذا العام وحده.
مساحة هامة أيضا في الصحف الفرنسية لعملية اغتيال السفير الروسي في أنقرة.
اغتيالُ السفير الروسي لدى تركيا، عنونت صحيفة “ليبراسيون”، قائلة إن السفير أندريه كارلوف، البالغ من العمر 62 عاما قُتل بالرصاص في هجوم، بينما كان يُلقي كلمة في معرض فني في العاصمة التركية يوم الإثنين على يد ضابط شرطة تركي خارج الخدمة صاح وهو يطلق النار، قائلا: “لا تنسوا حلب” و”الله أكبر”، وأضافت الصحيفة أن المهاجم جرح عددا من الحاضرين في المعرض.
وحول نفس الموضوع ركزت صحيفة “لوفيجارو” على الموقف الرسمي التركي حيث وصف الرئيس طيب أردوغان اغتيال السفير الروسي في بلاده بأنه محاولة لتقويض العلاقات التركية-الروسية والتي تأثرت طويلا بالحرب في سوريا.
