الأوقاف المصرية تقرر إغلاق ضريح الإمام الحسين في «عاشوراء»

نفت الحكومة المصرية، اليوم الإثنين، ما تداوله بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي لمنشور يزعم بيع الحكومة أصولا وممتلكات للأوقاف تقدر قيمتها بمليارات الدولارات بدعوى تلف حجج وأسانيد ملكيتها لأصحابها بحريق مبنى وزارة الأوقاف.

وأوضح بيان للحكومة أن المركز الإعلامي لمجلس الوزراء مع وزارة الأوقاف، والتي نفت تلك الأنباء، مؤكدة أنه لا صحة لبيع الحكومة أصولا وممتلكات للأوقاف بحريق مبنى الوزارة، وأن المعلومات المتداولة بالمنشور مزيفة، ولا تمت للواقع بصلة.

وأكدت أن حريق مبنى وزارة الأوقاف لم يتسبب في تلف أي مستندات أو حجج تتعلق بملكية المباني والأصول، حيث إنه قد تم بالفعل نقل كافة محتويات المكاتب المحترقة منذ قرابة شهر إلى مبنى الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة.

وشددت على أن أموال وأصول الأوقاف ذات طبيعة خاصة لا يمكن المساس بها أو التفريط فيها، ويتم استغلالها بشكل أمثل في الأغراض المخصصة لها وفق شروط الواقفين، موضحة التزام الوزارة بإدارة أصول الأوقاف وتنميتها لتحقيق أعلى عائد لها، وفق آليات قانونية ورقابة مشددة من كافة الأجهزة الرقابية والمحاسبية بالدولة، بما يسهم في خدمة المجتمع وفقا للشروط والضوابط الشرعية المنظمة لشؤون الوقف.

اندلع، اليوم السبت، حريق كبير في مبنى ديوان وزارة الأوقاف المصرية بوسط العاصمة القاهرة.

ودفعت قوات الحماية المدنية بسيارات الإطفاء والإسعاف للسيطرة على النيران.

وأفادت صحيفة «الأهرام» المصرية بأن النيران تمكنت بشكل تام من الطوابق العُليا للمبنى.

وتم فرض كردون أمني لمحاصرة النيران ومنع امتدادها، وجارِ محاولات السيطرة على الحريق، فيما تجري الشرطة التحريات للوقوف على أسباب وملابسات اندلاع الحريق.

وبحسب مواقع إخبارية مصرية، فإن المبنى خال من كافة الموظفين، حيث انتقلت الوزارة منذ عدة أسابيع إلى العاصمة الإدارية، إلى جانب الإجازة الأسبوعية.

أطلقت وزارة الأوقاف المصرية، حملةً للصلاة على النبي غدًا عقب صلاة الجمعة، في مساجد مصر كافة، في الوقت الذي نوهت فيه الوزارة بأن مضمون خطبة الجمعة سيكون عن «فضائل الصلاة والسلام على النبي».

وقالت الوزارة إن الهدف من هذه الدعوة للصلاة على النبي هو حصول بركة الصلاة والسلام على رسول الله، والتعبير عن مدى حبه والاعتزاز به، وتعليم النشء الصلاة والسلام عليه وتعويدهم على ذلك.

وقال وزير الأوقاف المصرية الدكتور محمد مختار جمعة، إنه «حبًّا وكرامةً لسيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قررت وزارة الأوقاف أن يكون موضوع خطبة الجمعة المقبلة عن فضائل الصلاة والسلام على خير الأنام سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم».

وأكد الوزير أنه تطبيقًا عمليًّا لمضمون الخطبة تقرر أن «تصدح وتلهج» جميع المساجد عقب صلاة الجمعة في هذا اليوم بالصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لمدة ثلاث إلى خمس دقائق.

صيغة الصلاة على النبي عقب خطبة الجمعة

نشرت وزارة الأوقاف المصرية صيغة الصلاة على النبي التي من المفترض استخدامها عقب صلاة الجمعة.

والصيغة كالتالي: «اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد».

رأي المفتي

بينما رأى البعض أن هذا الأمر غير منصوص عليه دينيًّا، فإن وزارة الأوقاف المصرية نشرت رد الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية على سؤال أحد السائلين في هذا الشأن، قائلًا إن الصلاة على النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، بعد صلاة الجمعة جهرًا، واجتماعُ الناس على ذلك هو أمرٌ مشروعٌ على سبيل الاستحباب.

وأوضح المفتي أن «هذا الأمر هو جمَعُ الناس على قُربة من أجلِّ القربات، فإذا ما اجتمع في ذلك مقاصد شرعية، من تنبيه الغافلين ورفع الحرج عنهم، وتعليم الشباب وتوجيههم كان آكدَ مشروعية وأولى استحبابًا، ولا إثم فيه ولا بدعة، وإنما البدعة في التضييق على المسلمين فيما فَسَحَ اللهُ تعالى لهم ورسولُه، صلى الله عليه وآله وسلم، وجَرَتْ عليه أعرافُهم وعاداتُهم وعلماؤهم وعوامُّهم مِن أمر الذِّكر وقراءة القرآن والصلاة على النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، في كلِّ وقتٍ وحينٍ».

وقال بيان صادر عن الأوقاف المصرية إنه لا يمكن لدارس أو حتى طالب علم، يتحدث عن فقه وعلم أن يتجاوز رأي دار الإفتاء المصرية فيراه غير معتبر حتى لو كان مختلفًا معه.

وقالت دار الإفتاء إنه بخصوص الدعوة للاجتماع للصلاة على النبي، يوم الجمعة المقبل، إن الصلاة على النبي، صلى الله عليهِ وآلهِ وَسلم، من أفضل الذِّكر وأقرب القربات، وأعظم الطاعات، وإن الاجتماع على الذكر المشروع يعدُّ من قبيل التعاون على البر والتقوى.
وأكدت دار الإفتاء المصرية أن «أهل العلم نصوا على مشروعية تخصيص زمان معين أو مكان معين بالأعمال الصالحة، وذِكر الله تعالى والصلاة على نبيه من العبادات المطلقة المشروعة في الأصل بدون تقييد، فتصحُّ على كل هيئة وحال في أي وقت، إلا ما جاء النهي عنه، وكذلك تجوز سرًّا وجهرًا فرادى وجماعات، بكل لفظ وصيغة مشروعة، وقد نُقل عن علماء الشرع الشريف ممَّن يعتدُّ بأقوالهم استحبابُ تخصيص، يوم الجمعة وليلته، بالإكثار من الصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم».