«هآرتس» الإسرائيلية: من السابق لأوانه أن تفتح كلينتون زجاجات الشمبانيا

“كانت المواجهة الأولى عرضا تليفزيونيا رائعا. نجح ترامب في الرد على كلينتون، لكن بعد نصف ساعة بدأ في الانهيار واضطر للدفاع. بيد أنه ما زال من السابق لأوانه بالنسبة للمرشحة الديمقراطية فتح زجاجات الشمبانيا”.

هذا ما ذهبت إليه صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في تحليل للوضع بعد المناظرة الانتخابية الأولى بين مرشحي الرئاسة الأمريكية الجمهوري دونالد ترامب وغريمته الديمقراطية هيلاري كلينتون، التي أقيمت فجر الثلاثاء 27 سبتمبر بجامعة هوفسترا الأمريكية.

وقال “حامي شيلو”، مراسل الصحيفة في نيويورك، إن نتائج المناظرة بدت واضحة مع نهايتها على ملامح المرشحين إذ ارتسمت على وجه هيلاري ابتسامة واسعة وهي بجانب زوجها بيل كلينتون وابنتها تشيلسي، واستمتعت بكل الإطراءات التي تلقتها وظلت داخل القاعة التي أجريت داخلها المناظرة لأطول وقت ممكن.

في المقابل، اضطر ترامب إلى حث أفراد أسرته للابتسام أمام الكاميرا، وغادر القاعة بأقصى سرعة ممكنة وانتقل مباشرة إلى غرفة الاستراحة القريبة لاستحضار قضية مونيكا لوينسكي.

لم تكن كلينتون لتسمح لنفسها بالخسارة، التي كانت ستعجل بسقوطها في استطلاعات الرأي وتؤكد الضعف الذي ينسبه ترامب لها،  ففي أسوأ الأحوال حافظت على التعادل الذي يسود بين المرشحين.

على ما يبدو يمكن لترامب الذي وصل إلى المناظرة كخاسر، وحظي منذ البداية بتوقعات منخفضة أن يتعافى من الضربة، لكن هذا مرهون بردوده، إذا ما تصرف الآن كوحش جريح فمن المتوقع أن يسفك دماء كلينتون السياسية وفي نفس الوقت يفاقم من وضعه.

كالت المرشحة الديمقراطية الضربات لترامب منذ اللحظة الأولى، ورد عليها الأخير بالمثل، لكن حدث هذا فقط في الجزء الأول من المناظرة. فكلما مر الوقت بدأ أكثر قلقا وضغطا وبدا أقل تماسكا، أكد المرشح الجمهوري تكهنات المراقبين، أنه يتمع بطاقة تؤهله لخوض المناظرة لمدة نصف ساعة فحسب، يبدأ بعدها في الانهيار.

تورط ترامب في إطلاق أقوال قد ثبُت كذبها، وتمتم بجمل لا معنى لها، وسُمع يتنهد مع الهجمات المتتالية لخصمته، لم تصفه فقط بالمخادع والمحتال، بل أيضا بالعنصري، وكاره للنساء ومجنون.

كان برنامج تلفزيوني على ما يرام، كما يليق قدم بث مباراة السوبر بول في وقت مبكر من الحياة السياسية وكان ذلك لجذب أكثر من مليون مشاهد. كلا المرشحين للعض، تناطح وشتم كل ثانية دون الميسر، وحاول ليستر هولت، إن بي سي، اي بي سي، لمنعهم. أحيانا يبدو أنهم كانوا يفعلون ذلك لعرض والعداء على الشاشة ليست حقيقية، ولكن روتينية. وفي كلتا الحالتين، كلينتون يجب أن يكون قد شحذ وفتكا من كل المخنثون 16 على التوالي ضد الانتخابات التمهيدية الجمهوري ترامب. في بعض الأحيان، حتى أنه بدا مندهشا.

لكن ترامب أيضا نجح في توجيه الضربات لكلينتون، لاسيما عندما حملها مسئولية ظهور داعش، وعندما ركز على قضية الرسائل الإلكترونية، وحين تحدث بحماسة في بداية المناظرة ضد اتفاقات التجارة الحرة التي تم الموافقة عليها في عهد الرئيس بيل كلينتون وحظيت بتأييد زوجته في مجلس الشيوخ.

لكن وخلال أغلب وقت المناظرة التي استمرت 90 دقيقة مع الوقت الإضافي، اضطر ترامب للدفاع الذي لم يتعود عليه، بدلا من الهجوم الذي اعتاد الظهور مرتديا حلته. لم ترفق كلينتون به، سخرت منه، ووجهت له اللكمة تلو الأخرى، لكن ضربة الفأس الحقيقية التي وجهتها له كانت فيما يتعلق برفضه المتواصل كشف تقاير الضرائب الخاصة به، على عكس كل مرشحي الرئاسة في العصر الحديث.

قالت كلينتون إن ترامب يخفي أمرا ما. وأضافت أنه ربما لم يدفع أية ضرائب فيدرالية. وترامب ربما لقلة فهمه أكد كلامها قائلا: نعم، لأن سلطات الضرائب كانت تبدد أموالي عبثا.

أصر ترامب على أنه لم يؤيد أبدا الحرب في العراق، رغم وجود حديث مسجل أعرب عن دعمه لها. أنكر أنه أنكر التغيرات المناخية، رغم تغريده مرات لا حصر لها بأن الحديث يدور عن مؤامرة صينية. زعم أنه لم يدع لإعطاء سلاح نووي للسعودية أو اليابان، رغم أن ظهر في مقطع مصور وهو يدعو لذلك. كذلك كرر مزاعمه بأنه صنع معروفا لباراك أوباما والأمريكان كافة عندما شكك في مكان ميلاد الرئيس، لأن ذلك فرض على الرئيس تقديم شهادة ميلاده.

هاجم ترامب كلينتون لتأييدها الاتفاق النووي مع إيران، لكنه خرج بشكوى غريبة على أنهم لم يفرضوا على إيران العمل ضد البرنامج النووي لكوريا الشمالية ووقف حربها في اليمن. استغل كما هو متوقع، لقائه مطلع الأسبوع مع بنيامين نتنياهو كسلاح لمناطحة كلينتون وقال إن نتنياهو “غير سعيد” من سياسة الإدارة.

تصرف المرشحان بما يتلائم مع شخصية كل منهم. استعدت كلينتون جيدا، كانت فصيحة اللسان وقوية في سرد التفاصيل. في المقابل تصرف ترامب بعفوية وبطريقة مرتجلة، معتمدا على نزعته السلوكية ولسانه السريع والحاد لتعويض قلة فصاحته. كان مضغوطا، وكلينتون مسترخية. تورط في كلامه وكلينتون شرحت نقطة نقطة وكأنها تحاضر.

أرادت كلينتون إثارة الحماسة داخل معسكرها، تلك الحماسة التي خبت مؤخرا ما أدى إلى تراجعها في الاستطلاعات. في هذا الصدد انتقدت على وجه الخصوص أقواله المسيئة للنساء ومواقفه المستهجنة من السود. ورد عليها بإبداء إعجابه بنفسه الذي تفوح منه رائحة الغطرسة عندما سمح للسود بالانضمام للنادي الذي يملكه في فوريدا “كانتري كلوب”. كذلك استغل ترامب الفندق الذي افتتحه الأسبوع الماضي في واشنطن لتلميع صورته، وقال إنه ومثلما أنهى أعمال البناء لفائض في الميزانية وقبل الموعد المحدد، كذلك يمكنه إدارة الميزانية الوطنية وعلاقات الولايات المتحدة بدول العالم.

ذهب الخبراء إلى أن كلينتون قد فازت بفارق نقاط وليس بالضربة القاضية. أما ترامب غير السعيد بالطبع لهزيمته على يد امرأة، يمكن أن يزيد خلال الأيام المقبلة حدة تصريحاته ضدها ليعيد حملته خطوة للوراء، لتلك الأيام التي صنع فيها العناوين من الصباح للمساء.

علينا أيضا أن نأخذ في الاعتبار أن أنصار ترامب سيخرجون في حملة سريعة يزعمون فيها أن مرشحهم فاز في المناظرة، وإن لم يدرك الناس أنه فاز فذلك بسبب أن كلينتون كاذبة والإعلام منحاز لها. الأمر المؤكد أنه ما زال من السابق لأوانه بالنسبة لمعسكر كلينتون فتح زجاجات الشمبانيا، وهو ما تدركه المرشحة الديمقراطية تمام الإدراك.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]