مصرية تعجز عن السفر لـ«دهب».. وأخرى تحفر الآبار في أوغندا
تعد مواقع التواصل الاجتماعي اليوم وسيلة ناجحة في نقل التجارب الشخصية، إما بغرض الموعظة والتحذير، أو بغرض التحفيز والتشجيع، وفي مصر تلجأ نساء مصريات لبث تفاصيل تجاربهن الشخصية، بعيدا عن محيطهن الشخصي، بهدف نشر وعي مجتمعي بما تعايشه المرأة المصرية، في ظل عقلية وصفت على لسان بعضهن بالمحافظة.
في التقرير التالي نستعرض تجربتين لفتاتين مصريتين عجزت إحداهما على الوصول لمدينة دهب الشاطئية، والتي تقع داخل حدود دولتها، فيما استطاعت الأخرى بإصرار على السفر للدنمارك لنيل منحة في التصوير الصحفي، وخوض تجربة التطوع بدولة أوغندا الأفريقية.
سهيلة «ممنوعون من السفر دون محرم»
تحت عنوان «دهب للعائلات فقط»، روت سهيلة محمد (مصرية) شهادتها الخاصة على واقعة سفرها لمدينة دهب المصرية، المطلة على شواطئ البحر الأحمر بشبه جزيرة سيناء شمال العاصمة القاهرة.
وفي تدوينة لها عبر فيسبوك لاقت رواجا كبيرا بسبب ما تضمنته من ممارسات أفرزتها عقلية محافظة بحسب وصف البعض، قالت «كنت مسافرة دهب يوم الخميس الماضي، وفي نقطة تفتيش عيون موسى وقفوا ناس كتير وخدوا بطايقهم وبعدين اخدوني أنا وبنتين على جنب، والظابط نده علينا وقالنا قربوا متخافوش أنا مبعضش، وبعدين سألنا أنتوا أهلكوا عارفين انكوا رايحين دهب قولتله مش فاهمة السؤال. الراجل طلب من إحدى البنات أنها تتصل بوالدها قدامه ويكلمه عشان يتأكد أنه عارف أنها مسافرة».
وأضافت «ده مش قانوني، لأن إحنا كلنا فوق الـ21 سنة، إحنا مش قصر وكان رده إنه مرة يقولي إنتي مش هتفهميني القانون، ومرة يقولي أنا بس عايز أطمن عليكوا، مش يمكن أهلكوا عاملين فيكوا محضر اختفاء زي اللي حصل مع بنات إسكندرية وفي الآخر لقوها في شرم الشيخ مع واحد».
هبة خميس «شوفت بنات واثقة في نفسها وبتحب نفسها»
وبعيدا عن قصة سهيلة، تروي هبة خميس مصورة بصحيفة التحرير القاهرية، تحت عنوان «تطوعي في أوغندا» قصة الـ19 يوما التي قضتها داخل القارة الأفريقية، ضمن فريق عمل منظمة سفراء التي مر على تأسيسها عام واحد فقط، وبحسب هبة خميس، فإن الغرض من نشر تدوينتها التحفيزية هو تشجيع الفتيات المصريات على السفر وخوض تجربة الاعتماد على الذات بغرض اكتساب خبرات حياتية جديدة.
وتقول هبة عن تجربة سفرها «عشت 19 يوما من غير مرايا، عشت حياة بدائية بغسل على إيدي واستحمي بجردل وأطبخ على حطب (كان باختياري) حفرت آبار، بنيت مع عمال، درست في مدرسة، زورت دور أيتام، شوفت حياة بسيطة بس جميلة، شوفت ناس بتشرب مايه من بركة سودا حتى المايه النضيفه معندهمش بس لسه بيضحكوا ومش ناعين هم، شوفت ولاد عايزة تتعلم وتلعب، شوفت بنات واثقة في نفسها وبتحب نفسها وقراراتها مش مقهورة، شوفت رجالة شقاينة وطالع عينها بس مفيش تحرش وبيحترموا النساء والناس بتتجوز وبيوت سعيدة، شوفت حب للحياة وللألوان، شوفت أكل من غير كيماوي بيطبخ على الخشب، أكل بسيط بياكلوا كام نوع خضار بس كل يوم بيطبخ نفس نوع الخضار بطريقه مختلفة، شوفت نظام واحترام لحق الغير، عشت فى الدنمارك 6 شهور وفي أوغندا 19 يوم بس الـ19 يوم دول بالعمر كله، عملت أصحاب وضحكت من قلبي شوفت حياة بجد، في الدنمارك في تطور بس الناس بدون روح شبه المكن بالظبط اللي قال إن الدنمارك أسعد شعب في العالم محتاج يروح أوغندا».
وتضيف «سافروا أوغندا مع سفراء علشان تتعرفوا على الحياة اللي بجد، أنت كل اللي محتاجه شنطة هدومك وتقولهم أنا جاي وهما هياخدوك لتجربة عمرك، وفي إرشاد في كل حاجة، والبرنامج في أيام فاضية علشان تروح تنبسط وهيقولوك تروح فين كمان وتعمل إيه».
