ما بين السياسة والحوادث الإنسانية، تتنوع دوماً الشخصيات التي تحظى باهتمام الجماهير، والتي تنال أكبر قدر من المتابعة من متابعي السوشيال ميديا، لتصبح بذلك أيقونات متميزة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن يكتشف متداولوها أنها صور غير حقيقية وتمت فبركتها لإحداث بلبلة إعلامية وإثارة الرأي العام.
وفيما يلي أشهر تلك الصور التي أبكت العالم، رغم أنها في واقع الأمر صور مفبركة:
الطفل السوري عمران:
من أهم تلك الشخصيات التي حظيت باهتمام كبير خلال الأيام الماضية، الطفل السوري عمران الذي يبلغ من العمر 5 سنوات، والذي تم إنقاذه من تحت الأنقاض جراء غارة جوية روسية على المنطقة الشرقية بحلب التي يوجد بها منزل أسرته، وقد لفتت صورة الطفل السوري ونظراته المتجهمة فيها انتباه العالم، ما ساعد على انتشارها وتداولها بين متابعي شبكات التواصل الاجتماعي، حيث ظهر في تلك الصورة بعد إنقاذه وهو جالس على كرسي سيارة الإسعاف البرتقالي ذاهلا لا يبكي ولا يصرخ، فقط تعلو وجهه ملامح الدهشة، ووجهه يختلط فيه الدم بالتراب الذي غطى جسده بالكامل.
كما تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي تصريحا للمصور مصطفى الصاروت، الذي قام بتصوير الطفل كان قد أدلى به لصحيفة «جارديان» البريطانية، أنه لم ير طفلا ضمن الأطفال الذين التقط لهم صورا في حرب سوريا في مثل براءة عمران.
بالمقابل، شكك الإعلامي حسين مرتضى مراسل قناة العالم الإيرانية، في صورة الطفل عمران، زاعما أن الصور مفبركة وغير حقيقية، حيث قال في تغريدة له، «من جاء بالطفل عمران كأنه يصور فيلما سينمائيا، تركه على الكرسي وابتعد وبدأت الكاميرات تعمل ليش ما أخده دغري ع العناية أو المعالجة».
وتابع في تغريدة ثانية، «طفل مصاب اُخرج من تحت الركام كيف قعد ع الكرسي، وكيف تركوه وكيف مكسر جسمه ومجروح بس ما عم يبكي عجيب».
الطفل الكردي إيلان:
من أبرز الصور التي هزت العالم، وأبكت الكثيرين، هى صورة الطفل الكردي إيلان الذي يبلغ من العمر 3 سنوات، الذي غرق أثناء عبور أسرته مياه البحر المتوسط في محاولة للهروب إلى سواحل تركيا، وجرفته الأمواج حتى وجدت جثته على أحد شواطئ تركيا.
وقد تبين أن تلك الصورة مفبركة، وقد تم ترتيبها لإثارة الرأي العام على الأنظمة العربية، بحجة أنها سكتت عما يحدث في سوريا، ورفضت استقبال اللاجئين السوريين الذين تحولوا إلى ضحايا للشاحنات المغلقة وطعاماً للسمك في البحر.
فقد اكتشف خبراء التصوير، الذين عكفوا على فحص فيلم الفيديو الذي تم التقاطه لغرق المركب الذي كان يحمل عائلة الطفل إيلان أن الجهة التي قامت بالتقاط الفيلم، وكذلك الصور الفوتوغرافية قامت بترتيب المشهد ليبدو أن الطفل الغريق لفظه البحر، والحقيقة أنه تم نقله من بين الصخور ووضعه على الشاطئ، ومن ثم تصويره لاستدرار الضمير الإنساني وتهييج الرأي العام العربي ضد حكوماته.
الطفل الراقد بين القبرين:
وصف البعض صورة لطفل يرقد بين قبرين بـ «الصورة التي أبكت العالم» على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي من خلالها تناقل المشاركون المشهد المحزن بشكل واسع.
والخبر الذي ينشر مع هذه الصورة عبر مواقع فيسبوك وتويتر هو أن هذا الطفل سوري، ويرقد بجوار قبري أبويه بعد أن فقدهما إثر الصراع المستمر في سوريا منذ 2011 بين قوات النظام السوري وقوات المعارضة.
وقد حظيت الصورة بكثير من التعليقات التي تعاطفت مع معاناة الأطفال السوريين، وقد أعاد كثير من رواد هذه المواقع نشر الصورة على صفحاتهم وحساباتهم الخاصة، إلا أن حقيقة الأمر هي أن مصورها الهاوي عبد العزيز العتيبي من السعودية التقط الصورة لابن أخيه في مدينة ينبع السعودية في مشهد درامي خيالي.
وفي حديث لـ بي بي سي العربية، قال المصور السعودي عبد العزيز، أنه فوجئ عندما وجد صورته، التي نشرها على حسابه في موقع «إنستجرام» في اليوم الثالث من يناير/كانون الثاني، يتم تداولها بشكل مختلف على شبكات التواصل الاجتماعي.
ويمضي عبد العزيز فيقول: «كنت مستاء جدا عندما لاحظت انتشار صورتي خارج سياقها، تحت عناوين عاطفية مثل: الصورة التي أبكت نصف العالم».
وتابع، «أنا لست مع بشار أو ضده ولا أحب الخوض في السياسة. لكن ما تم هو عبارة عن استيلاء على صورتي وتسخيرها للتدليس الإعلامي».
ويؤكد المصور، البالغ من العمر 25 سنة، أن من هواياته تصوير مشاهد خيالية تثير الاهتمام والنقاش، مثل مشهد آخر صوره أيضا لإبن أخيه عن العنف الأسري.
ويضيف «صورة الطفل النائم بين قبري والديه تهدف إلى التعبير عن شعور الطفل الذي يحس بالراحة النفسية بجوار والديه، حتى وإن فارقا الحياة ».
الطفلة السورية هدى:
مشهد تحبس له الأنفاس وتذرف له الدموع، لطفلة سورية تبلغ من العمر الـ 4 أعوام وقف أمام عدسة المصور لترفع يدها مستسلمة له، ظنا منها أن كاميرته سلاحا.
وقالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، إن الصورة التي انتشرت في جميع أنحاء العالم أظهرت الخوف في أعين الفتاة الصغيرة، وهي تحاول عض شفتيها، لمنع نفسها من البكاء، وجاء انتشار تلك الصورة المؤثرة لتعبيرها عن فشل الإنسانية في الأزمة السورية.
وانتشرت الصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هذا الأسبوع بعدما قام مصور صحفي في غزة ببثها على «تويتر».
وقد أدى غياب المعلومات عن الصورة إلى تشكيك البعض في أنها مفبركة، كمات أن بعض متابعي مواقع التواصل لاجتماعي نسبوا الصورة إلى أشخاص آخرين، وادعوا أنها أبنة احدى الشخصيات السورية الوهمية، لكن الصحفي التركي الذي التقطها صرح لـ«بي بي سي»، قائلًا،: «إن الصورة كانت في ديسمبر الماضي بمخيم للاجئين قرب الحدود السورية، وأضاف المصور عثمان ساجير، أن الطفلة فتاة تدعى هدى تبلغ من العمر أربعة أعوام، واضطرت للهرب من القتال قرب منزلها في مدينة حماة مع والدتها وأخوين»
ولأنه يستخدم عدسات مقربة، ظنت الطفلة أن الكاميرا سلاح، ويقول المصور إنه أدرك شعورها بالرعب بعدما التقط الصورة ونظر بها لأنها كانت تعض شفتيها ورفعت يديها، وعادة ما يجرى الأطفال ويخبئون وجوههم أو يبتسمون عندما يرون الكاميرا.
الجندي الذي تعرض للذبح في انقلاب تركيا:
هذه الصورة تم تناقلها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وقدمت على أنها تعود للجندي الانقلابي الذي تعرض للذبح على جسر البسفور. بعد البحث على Google Image ، تبين أن الصورة تم التقاطها في سوريا في العام 2013.
هذه الصورة أيضا تناقلها العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وادعوا أنها للجندي الذي تعرض للذبح. وقد قام كذلك الصحفي التركي Fatih Portakal بإعادة نشرها على صفحته على فيسبوك. في الحقيقية، هذه الصورة لا تعود للجندي التركي وإنما لشاب اسمه Burak Salıvermez قام بنشرها على فيس بوك عندما كان يؤدي الخدمة العسكرية. وقد نبه Salıvermez على حسابه على أنستجرام إلى أن صورته تلك تم نسبها بالخطأ لجندي مذبوح على مواقع التواصل الاجتماعي.
الانقلاب التركي:
هذه الصورة التي ادعى العديد من رواد الإنترنت أنها التقطت في أنقرة ليلة الجمعة الماضي، تظهر في الحقيقة الاحتجاجات التي اجتاحت مصر إبان ثورة يناير 2011.
الاحتجاجات في تركيا:
هذه الصورة قدمت على أنها تظهر الاحتجاجات التي عمت شوارع تركيا أثناء محاولة الانقلاب. في الحقيقة هي تعود لمسيرة نظمت في مدينة طنجة المغربية في 2015 للاحتجاج على ارتفاع أسعار فاتورة الكهرباء والماء.
