قوى ليبية تخشى مهاجمة «داعش» رغم المساندة الأمريكية

بعد يوم واحد من بدء الولايات المتحدة حملة رسمية من الغارات الجوية على معقل تنظيم «داعش» في ليبيا، رحب مقاتلو فصائل مناهضة للتنظيم بتدخل واشنطن، لكنهم ظلوا على حذرهم من التقدم برا خوفا من الألغام والقناصة.

وكانت الضربات الجوية الأمريكية التي بدأت أمس الإثنين، استهدفت دبابة وعربتين في سرت، حيث يقبع مقاتلو التنظيم المتشدد تحت الحصار في قلب ما أصبح قاعدة مهمة من قواعده خارج دولة الخلافة التي أعلنها في سوريا والعراق.

ويتحصن مقاتلو مجموعة من الفصائل المناهضة للتنظيم خلف سواتر من الرمال وجدران من الخرسانة المسلحة في المدينة الساحلية، بعد أن لحقت بهم خسائر بشرية كبيرة في اشتباكات من شارع لآخر على مدى شهور.

وقال حسام بكوش المقاتل في كتيبة المرسى، «إذا كانت الولايات المتحدة جادة في هذه الضربات الجوية فنحن سعداء جدا بها وستفيدنا على الأرض».

وتسلط المعركة الضوء على تحديات إخراج التنظيم من ليبيا التي واجه فيها صعوبات في كسب التأييد المحلي، غير أنه استغل الفوضى التي أعقبت الإطاحة بمعمر القذافي.

ولا تزال ليبيا منقسمة انقساما عميقا، وقد ترددت الحكومة التي تدعمها الأمم المتحدة في طلب الدعم الأمريكي حتى الآن خوفا من رد الفعل السلبي.

وقال بكوش، إن ذلك كان مصدر شعور بخيبة الأمل بالنسبة للمقاتلين على الأرض، مضيفا، «أغلب أصدقائي سعداء لكنهم يتساءلون لماذا لم يحدث ذلك من قبل».

وقال عبد الله علي إبراهيم إسماعيل، المقاتل أيضا في صفوف كتيبة المرسى، إن هذه الضربات قد تحدث تغييرا جوهريا.

وقال، «أعتقد أن الضربات الأمريكية ستساعد القوات البرية كثيرا… وأرجو أن تعطينا الطائرات الأمريكية غطاء عندما نبدأ التقدم من جديد نحو مواقع داعش. الروح المعنوية عالية جدا ورجالنا كانوا يحتفلون الليلة الماضية».

  • «داعش» يعيد تنظيم صفوفه ..

أدت حملات عسكرية تدعمها الولايات المتحدة إلى تقهقر تنظيم «داعش» في سوريا والعراق، كما تقلص حجم وجوده في سرت إلى بضع مئات من المقاتلين كانوا يسيطرون في وقت من الأوقات على مسقط رأس القذافي.

وقال مسؤولون أمريكيون، إن الضربات الجوية في ليبيا «مفتوحة»، لكن سيتم التنسيق في كل ضربة مع حكومة الوفاق الوطني التي تدعمها الأمم المتحدة.

وقال مختار فكرون المتحدث باسم السلاح الجوي في مصراتة القريبة التي تدار منها الحملة على سرت، «طلبنا الدعم من الولايات المتحدة حتى يمكن أن تتحرك العملية بسرعة ولا نفقد مقاتلين آخرين».

وتتركز معركة سرت الآن على مركز مؤتمرات واجادوجو الذي رفع عليه التنظيم رايته السوداء، وكذلك في الشوارع المحيطة بمستشفى وجامعة في المدينة.

وقال فتحي باشاغا الذي يتولى التنسيق بين حكومة الوفاق الوطني ومركز قيادة عملية مصراتة، إن ضربات يوم الإثنين أصابت أهدافها قرب مركز المؤتمرات، وحي الدولار الذي سيطر المقاتلون عليه سيطرة تامة يوم السبت.

وسيطر تنظيم «داعش» على سرت، قبل عام، لكن قوات من مدينة مصراتة متحالفة مع الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة بدأت حملة لتحريرها في مايو/ أيار.

وتتمركز قوات مصراتة على عدة جبهات حول المركز ولا تبعد عادة سوى مئة متر عن مواقع المتشددين.

وقال فكرون، «المناطق التي يشغلها مقاتلو تنظيم داعش داخل سرت، صغيرة ومحدودة، ولا نملك القدرة الفنية على التعامل معهم».

ويعتقد قادة مصراتة، أن قادة تنظيم «داعش»، وبعضهم مقاتلون أجانب أرسلهم قادة في العراق وسوريا، فروا بالفعل من المدينة قبل حصارها.

ربما يكون بعضهم فر إلى مناطق نائية في جنوب ليبيا، ويقول مسؤولون، إنه حتى بعد سقوط سرت قد يشن المتشددون هجمات ويقومون بتفجيرات انتحارية.

ويقول فكرون، إن القادة الليبيين يشتبهون في أن المتشددين قاموا بتخزين كميات كبيرة من السلاح والذخيرة وهم تحت الحصار في سرت، وهذا هدف يمكن أن تساعد الغارات الأمريكية في تدميره.

وكانت مجموعات صغيرة من قوات خاصة غربية تقدم معلومات مخابراتية ودعما لوجستيا في ليبيا على مدى شهور، وشنت الولايات المتحدة في السابق غارات منفصلة على متشددين.

لكن القوى الغربية تقول، إنها لن تقوم بعمل أكثر استدامة إلا إذا تلقت دعوة من حكومة الوفاق الوطني التي وصلت إلى طرابلس في مارس/ آذار. لكن الحكومة أحجمت عن ذلك فهي تواجه صعوبات في بسط كامل سلطتها على بلد متشرذم، كما أنها حساسة تجاه انتقادات بأنها فرضت من الخارج.

  • أسلحة بدائية ..

في بداية مايو/ أيار، تقدم مقاتلو تنظيم «داعش» نحو الشمال الغربي باتجاه مصراتة، مما أثار عملا مضادا من جانب كتائب مصراتة التي تحركت بسرعة إلى مشارف سرت. وسارعت حكومة الوفاق الوطني لتشكيل هيكل قيادة عسكرية في محاولة لوضع الكتائب تحت سلطتها.

لكن المقاتلين وأغلبهم متطوعون ومسلحون سابقون قاتلوا في الانتفاضة على القذافي عام 2011، يشعرون أن الحكومة والمجتمع الدولي لم يقدما ما تعهدا به من دعم.

وقال باشاغا، إن الحكومة لم تتمكن من ملاحقة التطورات على الأرض، غير أنها في نهاية الأمر صرفت مئة مليون دينار (65 مليون دولار)، كدعم مالي.

وقال لـ«رويترز»، «الحملة تسير بسرعة كبيرة، في حين أن الإجراءات الأخرى تسير ببطء شديد».

وتابع قائلا، «يقولون.. حسنا سنرى كم تحتاجون ومتى تحتاجونه فلنتأكد ونعود إليكم… ويعودون بعد شهر لكن الوضع يكون قد تدهور». ويضيف، أن الغارات الجوية الأمريكية «يمكن أن تغير كل شيء».

ومع استمرار المعركة تقول الكتائب، إنها أصبحت أفضل تنظيما، لكنها ما زالت تعاني من خسائر كبيرة. وقال صهيب جهان المتمركز على بعد بضعة مئات من الأمتار من قاعة مؤتمرات واجادوجو، «كلما تقدمنا نواجه بمقاتلين أعلى مهارة… يحتفظون بأمهرهم للنهاية».

وقتل 350 على الأقل من أفراد الكتائب منذ مايو/ أيار، وأصيب أكثر من 1500 بجروح، وكان عشرات المقاتلين يسقطون قتلى في يوم واحد في تفجيرات انتحارية وبأيدي قناصة وبسبب الألغام.

وتفتقر الكتائب إلى المعدات العسكرية الحديثة، لكنها تستخدم معدات مثل شاحنات تحمل صواريخ مضادة للطائرات الهليكوبتر واشترت ذخيرة من السوق السوداء وقامت بتركيب صواريخ مضادة للطائرات على موقع لحرس الحدود قبالة الساحل.

وتستخدم القوات الجوية أسطولا متقادما من الطائرات المصنوعة في الكتلة الشرقية أحدثها يرجع تاريخه لعام 1984. وصنعت ورشة محلية آليات حمل القنابل على الطائرات.

والعاملون في المجال الخيري ينقلون الشطائر والمشروبات المثلجة من مصراتة يوميا لآلاف المقاتلين والطواقم الطبية.

ومنذ أن زرع تنظيم «داعش»، جذورا له في سرت، فر أغلب سكان المدينة الذين كان يبلغ عددهم نحو 80 ألف نسمة. وتحولت الأحياء السكنية في وسط المدينة إلى ساحة قتال تمتلئ بلافتات مكتوبة بخط اليد تحذر من القناصة عند المفارق.

ويتحدث المقاتلون عن عثورهم على شراك ملغومة متطورة ومتفجرات مخبأة وسط الأطعمة والأثاث في مبان تركها التنظيم المتشدد. ويقولون، إنهم تركوا بمفردهم يخوضون الحرب القذرة ضد عدو يشكل خطرا عابرا للدول.

وقال أحمد جرايمة، أحد قادة المواقع قرب ميناء سرت الذي تعاني كتيبته من نقص العربات المصفحة والملابس الواقية وأجهزة رصد الألغام، يوم السبت، «ربما ما جاء بعض الرجال للقتال لو علم أن الظروف ستكون بهذا الشكل».

وأضاف، «نشعر أننا خدعنا. قالوا، إن المجتمع الدولي يدعمنا لكن زملائنا يموتون ولا نعرف متى سينتهي ذلك».

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]