تشهد مصر موسما من التسريبات، كان أبرزها تسريبات امتحانات الثانوية العامة، التي بدأت أمس، الأحد، والثانوية الأزهرية، والتي تسببت في أزمة للحكومة المصرية.
وسربت صفحة «ثورة التعليم الفاسد»، إحدى صفحات الغش على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، الأسئلة والإجابات الخاصة بامتحان الجبر والهندسة للثانوية الأزهرية الدور الأول العلمي بعد بدء الامتحان.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لامتحان يخص مادة اللغة الإنجليزية، لكن الورقة المتداولة لا تخص هذا العام، وإنما تخص امتحان العام الماضي.
وفي أول خطوة قضائية، قررت نيابة جنوب القاهرة الكلية اليوم، الإثنين، حبس 12 مسؤولا بوزارة التربية والتعليم 15 يوما على ذمة التحقيقات، التي تجرى معهم على خلفية واقعة تسريب امتحانات الثانوية العامة.
والمسؤولون هم أعضاء في لجنة وضع امتحانات الثانوية العامة ومسؤولون عن مطابع الامتحانات، وجهت لهم تهمة تسريب الامتحانات.
فيما أعلنت صحف محلية، أن الأمن نجح في القبض على طالب جامعي بقرية الزاوية الخضراء بمركز سنورس بالفيوم، صاحب صفحة شاومينج.
وألغت وزارة التربية والتعليم، أمس الأحد، امتحان مادة التربية الدينية للثانوية العامة إثر تسريبه قبل توزيع أوراق الامتحان باللجان، وحددت يوم 29 يونيو الجاري لإجراء الامتحان.
وكانت صفحة تحمل اسم «شاو مينج بيغشش ثانويه عامه» نشرت أمس ورقة أسئلة امتحان التربية الدينية، قبل الامتحان بنحو الساعة، كما نشر امتحان اللغة العربية وورقة الإجابة النموذجية له.
وأثارت هذه التسريبات موجة من الغضب داخل البرلمان المصري، حيث طالب النواب باستدعاء وزير التربية والتعليم لمعرفة حقيقة ما حدث، وطالب عدد من النواب بإقالة الوزير، بينما اتهم عدد من النواب جماعة الإخوان المسلمين بأنها تقف وراء ما حدث.
وللعام الرابع على التوالي تسرب صفحة شاومينج امتحانات الثانوية العامة، وإن كانت هذه السنة شهدت اختلافا حيث سرب أوراق إجابات اللغة العربية.
تسريب مسلسلات رمضان
ومن تسريب الامتحانات، شهدت مصر تسريبا من نوع آخر، حيث شهد الوسط الفني حالة غضب بسبب تسريب حلقات من عدد من المسلسلات الرمضانية هذا العام، قبل بدء عرضها على القنوات الفضائية بيوم واحد فقط.
بدأت سلسلة التسريبات بخمس حلقات كاملة من مسلسل «مأمون وشركاه» للزعيم عادل إمام.
ولم يكن الزعيم فقط هو المتضرر من عملية التسريبات، وإنما تم تسريب الحلقة الأولى من مسلسل نيلي كريم «سقوط حر»، بعدها بساعات معدودة، وهو الأمر الذي تكرر في مسلسل «الخروج» لظافر عابدين وشريف سلامة ودرة، وتعد هذه هي المرة هي اﻷولى التي يتم تسريب مسلسلات تليفزيونية رمضانية.
السيسي.. أشهر تسريب
ومن أشهر التسريبات التي شهدتها مصر، تسريب حوار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع الكاتب الصحفي ياسر رزق، قبل نشره.
ولم يعلن رزق عن المتسبب في التسريب، ورجح أن يكون التنظيم الدولي هو من سرب تلك المقاطع وبخاصة أنه استبدل بعض المقاطع بالأخرى.
ومؤخرا انتشرت في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة أيضا، كثير من التسريبات التي تخص شخصيات عامة.
وتقول الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع، أن ظاهرة التسريبات ظاهرة عالمية منذ ظهور تسريبات ويكليكس ومؤخرا ظهور وثائق بنما، التي كشفت عن أسرار خطيرة.
وأضافت، في تصريح لـ«الغد»، أن تسريبات السياسية في مصر استقت من الموجة العالمية، منوهة بأن تسريبات الامتحانات في مصر موضوع آخر مختلف عن هذه الظاهرة.
وأوضحت أن تسريبات الامتحانات مرتبطة بالقيم والتربية وأسلوب التعليم، محذرة من خطورة هذه الظاهرة، ومطالبة بتوقيع أقصى العقوبات.
